أثار التصريح الأخير لوكيل وزارة العمل للصحف المحلية ردود فعل متباينة في الأوساط المحلية، لا سيما بين الباحثين عن عمل (بطالة)، حيث أكد أن هناك وظائف للقطريين لا تجد من يشغلها بسبب العادات والتقاليد والأفكار في المجتمع، مؤكداً عدم وجود بطالة في البلاد!
أعتقد المتابع للشأن المحلي، ولا سيما للوسائل الإعلامية المختلفة، سيرصد خلال فترة بسيطة فقط الكم الهائل من الباحثين عن العمل أو المنتظرين لوعد الاتصال بهم، بعد أن تمت الموافقة عليهم، والأغرب من ذلك هم الصابرون منذ 3 إلى 4 سنوات لوظيفة تناسب مؤهلهم الجامعي!!
أسأل ويتساءل الآخرون (وين الوظايف) المقصودة في تصريح وكيل وزارة العمل؟! ولماذا تقف العادات والتقاليد حائلاً بين الوظيفة والمتقدم لها؟! ثم لماذا لم نهيئ المتقدمين لشغل هذه الوظائف، خاصة ونحن نتحدث عن عشرات العشرات من الباحثين والعاطلين والمنتظرين للعمل؟
التصريح اعتبره البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي استفزازياً في ظل شح الوظائف أو نقول ندرتها تقريباً، خاصة الشواهد تثبت أن هناك مَن ما زال يبحث عن وظائف ولم يترك جهة أو معرضاً أو وزارة أو شركة أو مؤسسة إلا وتقدم لها باحثاً عن عمل مهما كانت درجته، ولكن للأسف لم يجد ضالته (فأين الوظايف)؟
ومما يثير استغرابك أكثر وأكثر هو الكم الهائل من الوافدين المتواجدين في كل جهة تذهب إليها للبحث عن وظيفة، والمشكلة تجدهم أحياناً ضمن الفريق المكلف بعمل لقاءات التوظيف للمواطنين!! وكأنه لا يوجد من نؤهله لعمل مقابلات التوظيف بين أبناء الوطن، والغريب أن التصريح يؤكد (أن هناك وظائف) طيب أين هي؟!
أعتقد الوضع اليوم في ظل رؤية «قطر 2030» يتطلب منا الاهتمام بالعنصر البشري الوطني، لأنه الدعامة الأساسية في مراحل النمو والتطور التي تمر بها الدولة خلال الفترات القادمة، ولكن في ظل ما نراه اليوم من تهميش غير مباشر للباحثين عن عمل، رغم جهود الدولة لتوظيفهم، أعتقد لا بد أن نقف وقفة صارمة مع من يدعون التقطير والتقطير أصلاً براء منهم إلا ما ندر!!
التصريح صراحة آثار حفيظة جميع الباحثين عن عمل، والمطلوب الآن هو توضيح رسمي حول المقصود من تأكيدات وكيل الوزارة صاحب الخبرات الطويلة في مجال العمل.. حين ذكر أن «هناك وظائف للقطريين لا تجد من يشغلها بسبب العادات والتقاليد والأفكار في المجتمع»!!
آخر وقفة..
وين الوظايف المقصودة لنحل مشكلة البطالة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق