الأربعاء، 7 يناير 2015

بغيناه عون !!


يرن هاتفك 
ترد عليه لأنه رقم غريب 
مرحباً.. مرحباً 
أستاذ بوفهد 
أي نعم 
معاك سكرتير مكتب بو محمد 
يا مرحبا
حبيت أبلغك أن تم ترشيحك لمنصب مدير تنفيذي عندنا بسبب كفاءتك وتميزك، وتمتلك الموهبة والنشاط المطلوبين لهذه الوظيفة، خاصة أنك خريج أوروبا وفكرك متطور، وحابين انك تطور العمل، والراتب اللي بتحدده بنوافق عليه!!
مشكورين على هذه الثقة، وسلامي لبومحمد، لكن متى أوقع العقد وأستلم الدوام؟
من باجر لو تحب 
شكراً.. شكراً 
وتبدأ من بعد هذا الاتصال بإعداد العدة وتبدأ الأحلام والخيالات تطوف بك هنا وهناك (بشتري. بأثث. بدفع. بسافر. سيارة. جاه.....إلخ)، وفعلاً تنتقل ثاني يوم لعملك الجديد، وتبدأ مهامك بهمة ونشاط وأنت تتطلع لتطوير العمل والعبور بهذه الجهة لبر الأمان. حيث لاحظت هناك نوعاً من شبه الانهيار بحكم خبرتك، فعملت وسهرت وخططت، وبالفعل بدأت بوادر الانفراج والربح تعود تدريجياً، وبدأ مجلس الإدارة يلاحظ التغير في الأداء إيجابياً.
وهنا بدأت العروض تنهال على بوفهد بعد رواج سمعته بين الجهات المماثلة في الداخل والخارج، وبدأت بورصته بالارتفاع، وسعره يزداد بحكم حنكته ونجاحه في تطوير وتعديل مسار هذه الجهة، وكان يرفض كل العروض التي تصله مباشرة أو عبر وسيط جملة وتفصيلاً، تقديراً لبومحمد الذي وضع ثقته فيه وأعطاه كافة الصلاحيات. 
وفجأة 
وبعد مرور سنتين فقط على تسلم صاحب الشهادات والخبرة بوفهد المهام، يقرر مجلس الإدارة الاستعانة بالخبير الأوروبي (مستر) لتطوير العمل!! بحكم خبرته (هناك)، وهو هناك أصلاً متقاعد عن العمل مبكراً!! 
ليجد صاحبنا نفسه جالساً في مكتبه بلا عمل أو مهام أو قرارات مجرداً من كل الصلاحيات إلا اليسير منها فقط، والتي لا تدخل في صميم العمل، لأنها نقلت إلى (مستر) تدريجياً بأمره شخصياً، ولكن تتم الاستعانة بصاحبنا فقط للوقوف أمام الكاميرا للتصوير، في حال أن هناك خبراً سينشر في الصحف!! 
صاحبنا يسأل نفسه.. 
طالما الثقة العمياء في «مستر» لماذا إذاً لا تتم الاستعانة به منذ البداية!!
ولماذا عقدة «مستر» ما زلنا متأثرين بها وكأنها عقدة متلازمة معنا طوال العمر!!
ثم متى ستعود الثقة بنا.. طالما تأثير «مستر» عليكم أقوى!! 
والأهم أنا خريج من نفس جامعة «مستر» مع فارق العمر.. فلماذا إذاً استعنتم به!! 
«مستر» للأسف موجود بيننا، وفي كل جهة نذهب إليها اليوم، وأغلبهم للأسف يستفيدون من خبراتنا الوطنية لتحقيق أهدافهم دون الاهتمام بتطوير كفاءاتنا المحلية.. نحن مع الاستعانة بالخبرات الأخرى مؤقتاً وهذه خطوة إيجابية، ولكن ليس معنى ذلك أن نستغني عن الطاقات المحلية التي تنتظر الفرصة.
آخر وقفة 
«مستركم» بغيناه عون فصار........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق