الخميس، 8 يناير 2015

بدأ المفعول !!


تخيلوا معي هذا الموقف 
تُفكر تتردد تنتظر ثم تُقرر 
فتدخل الصيدلية 
يرحب بك الصيدلي بابتسامة: تفضل 
تبادر بخجل بشرح معاناتك وأنت تتلفت مع زيادة الوزن وثقل النوم وانفتاح الشهية بشكل كبير، خاصة في الشتاء.
ينظر إليك الصيدلي.. ويسألك: 
عندك سكر؟ لا. 
عندك ضغط؟ لا. 
عندك القلب؟ لا. 
طيب عندي لك دواء جديد، وله فاعلية كبيرة في إنقاص الوزن، وعندي دواء آخر لسد الشهية، وعندي واحد عجيب لحرق الدهون!! 
أنت الآن تقع في حيرة من أمرك، تفكر ولا تعلم أيها يناسب حالتك، فكل دواء منهم يغري، ويجعلك تعيش في خيال الرشاقة والنحافة والعودة لطبيعتك بعد سنوات المعاناة من الزوائد الدهنية هنا وهناك، فتقرر أن تترك الكرة في ملعب الصيدلي، فتجده ينصحك بهذا الدواء، لأنه يحتوي على أعشاب، وعلى كذا وكذا وكذا، وشرح طويل لا ينتهي، وأنت طبعاً مستمع جيد لحديث علمي اختصرته بكلمة (اي والله صدقت)!! 
تخرج وتبدأ بتنفيذ التعليمات 7 صباحاً، و7 قبل الأكل، و7 قبل النوم، و7 وأنت نايم!! وهكذا وحلمك وخيالك لا ينقطعان بتصوير وضعك الجديد وأنت رشيق ومتناسق، حسب ما رسم لك خيال الصيدلي، حيث أبحر بك في عالم الموضة والأزياء!! وفجأة تشعر بدوار، ثم بعد عدة أيام تشعر بغثيان، ثم بعد فترة تشعر بجفاف، وبعدها تشعر بأرق، وأنت في كل مرة تبتسم وتقول (بدأ المفعول)! 
تصبر وتتحمل وتتصل بالصيدلي مستفسراً عن الأعراض التي تشعر بها، فيقول لك لا تقلق (بدأ المفعول) فتبتسم وأنت سعيد، منتظراً لحظة الصفر لجمال الجسم والرشاقة والتناسق والقوة، وتنتظر وتبلع وتبلع السبعات في أوقاتها، ولكن يبدو أن (بدأ المفعول) فعلاً ولكن بانعكاس سلبي.
لأنك فجأة وجدت نفسك في الطوارئ تصارع الألم والجفاف وزيادة ضربات القلب وأنت لا تعلم السبب، فيسألك الطبيب بعد الفحص عن أية أدوية تناولتها خلال هذه الفترة فترد بثقة لا يا دكتور الحمد لله، فقط دواء لحرق الدهون طبيعي عشبي اشتريته من الصيدلية بنفسي!! 
طبعاً تبدأ من هنا رحلة العلاج بعد الأعراض الجانبية التي سببتها لك أدوية إنقاص الوزن التي تناولتها بدون إشراف طبي متخصص لتجنب أية متاعب صحية قد تتعرض لها، فتجد نفسك جلبت الضرر لصحتك أكثر من منفعتها.
فرغم التحذيرات التي نقرأ عنها ونسمع بها عن خطورة أدوية إنقاص الوزن بأنواعها، إلا أن الوضع ما زال طبيعياً، وتباع في أغلب الصيدليات والمحلات الكبرى بأسماء وشركات مختلفة، وكأن الأمور طيبة رغم أنها تسبب أضراراً وأمراضاً كثيرة قد تصل للخبيث، لو لم تكن تحت إشراف طبي للأسف، إلا أن دخولها وبيعها أصبح عادياً.. فهل من توضيح..؟ 
آخر وقفة 
بدأ المفعول.. بهدلت ناس.. وأسعدت ناس!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق