الاثنين، 30 نوفمبر 2015

نسيت نفسي ..!!


حسن الساعيالإثنين، 30 نوفمبر 2015 12:58 ص

قبل عدة أيام أحبائي حدثني أحد أصدقائي عن تجربة غيرت مجرى حياته للأفضل، وأعتقد أن البعض منا بحاجة ماسة لتطبيق هذه التجربة ليتغير مجرى حياته..

يقول: استغللت فرصة حدوث خلل في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي وبعدها قررت منح نفسي إجازة مفتوحة لأرتاح. في البداية كان الأمر صعبا علي تقبله، وذلك بحكم أنني تعودت أن أكون باستمرار على الجهاز وأتنقل بين برامجه الكثيرة قدر المستطاع، وهذا بالنسبة لي أعتبره جزءا مهما في حياتي لا يتأثر كون الوقت ليلا أو نهارا.

ولكن مع مرور الوقت تدريجيا بعد تطبيق قراري الفردي وجدت أن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية عن التواصل مع الآخرين لا بد أن ألتفت لها.
وهنا اكتشفت أن تواصلي مع نفسي وأيضا مع المحيطين بي شيء مهم جدا بل وممتع لدرجة لم أتصورها.

لا أنكر أن الوقت أخذني من نفسي أولا بسبب إدماني للتواصل مع الآخرين.
ولا أنكر أن الانشغال أبعدني أيضا عن أسرتي ولم أعد أسع همومهم ومشاكلهم.
ولا أنكر أن متابعة التطبيقات الهاتفية باستمرار أخذت من وقتي.
ولا أنكر في الوقت نفسه أنني الآن وجدت ما فقدت وعدت لأبدأ.
فعلا صدقوا الغرب عندما قالوا إنها أجهزة ذكية بمفهومهم التقني وذلك لأنها فعلا ذكية فقد قدمت لنا ما نريد بضغطة زر، لتتمكن منا ولتسحبنا تدريجيا من لحظاتنا الجميلة التي كنا نقضيها مع أنفسنا ومع من حولنا إلى عالم مجهول مليء بالتوتر والأعصاب ولا يخلوا من التناقضات والمثاليات أحيانا.
يقول: 
تحولت حياتنا للأسف.. 
إلى صمت
إلى وحدة
إلى حوار بدون صوت 
إلى حياة خالية من المشاعر الإيجابية المتبادلة 
إلى وضع متوتر ومرتبك باستمرار
إلى سهر وقلق وحرص على عالم لا تعلم عنه شيئا 
تحولت إلى وضع لن ينتهي إذا لم تنهيه أنت بحزم 

فكم منا 
تسبب استخدامه لجهازه الذكي في حادث!!
تسبب استخدامه المفرط إلى حالة من التوحد!! 
تسبب استخدامه إلى تلف الأعصاب والتفكير!! 
تسبب استخدامه إلى انقلاب ليله إلى نهار!! 
جرب عزيزي المشغول.. أن تترك ما يشغلك وعد إلى لحظات قد لا تتكرر في حياتك لتشغلك.
جرب أن تعيش جمال اللحظة والوقت دون أن يشغلك شاغل 
جرب أن تمنح الراحة لبدنك وفكرك لتعود من جديد بقوة
نعم نسيت نفسي 
وقسيت على جسدي 
وشتت مجهودي 
ولم أراعي ظروفي 
لذلك قررت التوقف المؤقت لأتصالح مع نفسي ولأعيد برمجة تفكيري لصالح نفسي 
ويكفي ما مضى فالقادم أجمل 

آخر وقفة 
ما أجمل أن تشارك أسرتك أجمل اللحظات 
روحا وجسدا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق