آلمني كثيراً ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية فجأة وبدون مقدمات لطلبة المنازل، تلك المجموعة التي كانت تحلم في يوم ما أن تستكمل مشوارها الدراسي الصباحي، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فلم يستكملوا طريقهم، بل انخرطوا في العمل أو الزواج، ولكل منهم ظرفه الذي منعه.
فوجد الحل في الدراسة المنزلية فوضع أمامه الحلم -رغم سنه ورتبته أو منصبه- ولكنه أدرك أنه بلا علم أو شهادة عليا لن يسير مشواره العملي كما يتمنى.
فدرس واجتهد وثابر وكان المثال الحي للإصرار أمام أبنائه، فلم يحرج أو يتراجع، بل كان يمشي واثق الخطوة في مسيرته الدراسية، والحمد لله حقق النجاح تلو النجاح إلى أن وصل في مرحلته الأخيرة، والتي ستنفتح بعدها كل التحديات والأبواب ليصل إلى المراتب العليا، فيصدم بما حصل في لجان الاختبار، وما سيحصل، وما سمع، وما نقل له، مما جعل طالب العلم المنزلي في حالة ذهووول.
ماذا حدث؟ ولماذا تطورت الأمور فجأة هكذا وأصبح الكل يتكلم ويتحسر ويلوم ويعاتب ويكتب ويستنكر، وأصبحنا في حيرة من أمرنا نبحث عن الحقيقة؟!
لماذا حصل كل هذا؟ حالات غش وشرطة وتحقيق وشطب وقلق وأصوات تتعالى في «وطني الحبيب» تطالب بحقوق المظلومين، ورسائل تصلنا من هنا وهناك عبر وسائل التواصل تستنكر وتشجب ما حدث!
وفعلاً أنا أسأل ماذا حدث في هذه الفترة البسيطة الماضية؟
لا أريد أن أوجه اللوم لجهة دون أخرى، ولا أريد أن أحمل المسؤولية لجهة دون أخرى، ولكن من حقنا أن نعرف ماذا حدث مع هذه الفئة التي تكافح نهاراً وتبذل قصارى جهدها ليلاً في تحصيلها العلمي ولمَ وصل بهم الحال هكذا؟
أين لجان السير؟
أين إدارات المدرسة؟
أين التفتيش الذاتي للأسف؟
أين المسؤولون؟
أي نفسية مر فيها الطالب؟
أي نفسية مر فيها المسؤول؟
هناك من حاول الغش وغش كما قالوا، وهناك من التزم ولم يتجاوز، والنتيجة كانت شوشرة وتحطيم معنويات للجميع
أرجو أن نعيد النظر ونجلس لنتحاسب، فما حصل لا يرضي الطرفين.
آخر وقفة
الموضوع شائك ومقلق للطرفين، طرف يحرص على النجاح، وطرف يحرص على تطبيق القانون، والمحصلة كانت شوشرة وحرماناً وأموراً لم نتوقع أن نسمع عنها في يوم من الأيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق