صباح الخير عزيزي المسؤول في مجلس التعليم، ولا أعرف من أين أبدأ حديثي معك عبر مقالي اليومي ولنا وقفة، ولكن لا بد أن أتحدث معك من خلاله خاصة اليوم.
ففعلاً لا بد أن أقول لنا وقفة اليوم معكم ومع الملف المهني الذي أصبح كابوساً يومياً للمعلم لا يعرف متى يبدأ ومتى ينتهي منه، فكل ورقة تتبعها ورقة، تتبعها إثباتات، تتبعها أبحاث، تتبعها صورة حتى أكاد أشك أن مكتب الرخص لديه الوقت والأفراد والجهد لمراجعة ملف يحتوي على أكثر من ألفي ورقة لعدد ١٥ ألف معلم!!
ولكن ما دعاني أن أعود وأكتب في هذا الموضوع هو خبر قرأته مؤخراً، ويا ليتني لم أقرأه ولكنني استغربت منه (لو كان صحيحاً).
يقول «إن مسؤولي هيئة التقييم ومكتب الرخص المهنية بالمجلس الأعلى للتعليم يعكفون حالياً على وضع اشتراطات ومعايير جديدة للتخفيف على المعلمين، حتى يتمكنوا من سرعة الانتهاء من الملف المهني، بدلاً من الاشتراطات والمعايير المعمول بها حالياً، والتي تمثل ضغطاً على المعلمين، وتسبّبت في تأخر عدد كبير منهم في إنجاز ملفاتهم، وفقاً للتغذية الراجعة من الميدان، خاصة أن أعداد الحاصلين على الرخص المهنية الكاملة ما زال غير مرض لمسؤولي التعليم».
بالله عليكم يا جماعة الخير أهذا يعقل؟ الآن انتبهتم أنه يمثل ضغطاً على المعلم وتسبب في تأخير تسليمه.
الآن انتبهتم أنكم شغلتم المعلم بجمع أوراق وأدلة وإثباتات من أجل الملف، وتناسى مهامه الأساسية وهي تعليم جيل المستقبل!!
الآن انتبهتم أنكم فتحتم باب السوق السوداء لإنجاز الملف عبر طرف ثالث بمقابل مادي، والسبب أنه ملف كبير جداً في محتواه.
الآن انتبهتم أنه لا بد من تقليل عدد المعايير من 12 معياراً إلى 6 فقط، وتقليل عدد الأدلة من 8 أدلة إلى أربعة فقط مراعاة لظروف المعلم!!
هل يعقل الآن انتبهتم (لو كان الخبر صحيحاً) أنه لا بد من اختصار خطوات فحص الملف من قبل اختصاصي مكتب الرخص المهنية بما يُسهم في التخفيف عن المعلمين والانتهاء سريعاً من تقديم ملفاتهم، وبالتالي إنجاز المستهدف من الرخص المهنية؟
هل يعقل كان المعلم في نظركم سابقاً على خطأ وأنتم فقط على الصواب، حينما نادى بمراعاة المعلم في الوقت المحدد لإنجاز الملف، أم أن الوضع كان يصلكم مغايراً عن الواقع؟!
إذا كان التخفيف هذا من أجل مصلحة المعلم فعلاً كما ذكرتم، فجزاكم الله خيراً أنكم شعرتم بمعاناة المعلم أخيراً فكنتم الأقرب له.
ولكن لو كان التخفيف (لو كان الخبر صحيحاً) لأنه لا يوجد لديكم عدد كاف من الاختصاصيين لفحص الملف المهني فراعيتم ظروفكم ولم تراعوا ظروف المعلم فخففتم عنه المعايير والأدلة فهذا أمر آخر!!
آخر وقفة
لماذا التخفيف الآن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق