الأربعاء، 12 مارس 2014

مصنع الرجال !!


للتضحية رجال، وللأعمال البطولية رجال، وللأعمال الإنسانية والشهامة رجال، تربوا وترعرعوا وارتوا من أرض الرجال والمواقف، وكما يقولون الرجل موقف، وقطر صنعت رجالاً مواقفهم نفخر بها كل يوم، وهذا ما يثلج الصدر ويجعلك تفخر بأنك مواطن قطري، فخلال هذا الأسبوع تزف لنا الأخبار السارة من كل حدب وصوب معلنة وفاء وبطولات أبناء قطر في كل بقعة على أرض المعمورة، معجب الهاجري.. بطل قطري لم يطمح في يوم من الأيام إلى شهرة أو تميز أو بطولة مطلقة، ولكنه ابن بار لوطنه الأكبر الخليج العربي، لم يرض أن يشاهد بأم عينه تلك المطاردة الخطيرة -بكل ما تتضمنه الكلمة- أن تمر مرور الكرام، دون أن يكون له موقف يخلده التاريخ له، فخاطر بحياته من أجل الآخرين، بل عرض حياته وحياة أسرته لخطر داهم لا محالة، ولم يأبه لذلك، بل لبى النداء، وشمر عن ساعديه، واتجه بكل ثقة ومعرفة ورجولة دون أن يطلب أحد منه ذلك، ووقع حضوره القوي عندما استطاع أن يصعد على ظهر الشاحنة وبذكاء العارف المتمكن، وتمكن أن يوقفها في الوقت المناسب وتسليم الهارب إلى رجال الأمن، رغم خطورة الموقف، ولكنه كان القطري الذي يضحي من أجل الآخرين، ومعجب خير مثال للمواطن الصالح الذي وقف وقفة رجولية تربى عليها منذ نعومة أظفاره على أرض قطر، وترجم للعالم المعنى الحقيقي للتضحية والتطوع دون مردود، مما أثار مشاعر الملايين بموقفه البطولي الذي كنا نشاهده فقط في أفلام المطاردات الأميركية.
ولكن الموضوع لم ينته، فما هي إلا سويعات حتى تتوارد الأخبار من هنا وهناك لنجد أن سعيد المري.. ابن من أبناء قطر.. يدخل موسوعة البطولات القطرية بدون أن يدري أيضاً، من خلال الموقف الإنساني البطولي الذي قام به عندما أسعف وساهم في إنقاذ أسرة عمانية على طريق البطحاء في المملكة العربية السعودية، حيث تدخل وأسعفهم في الوقت المناسب أثناء سفره عن طريق البر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وأنقذهم من الموت قبل وصول الإسعاف، فكان موقفه البطولي الإنساني دافعاً بأن تقرر السفارة العمانية أن تكرمه في احتفال خاص. سعيد المري أحد أبناء قطر الذين نفخر بهم وسيسطر التاريخ تضحياته وأعماله الإنسانية التي قام بها من أجل الآخرين، قام بذلك بدافع إنساني بحت، لوجه الله، وبدافع الشهامة والرجولة التي تربى عليها في بيته الكبير قطر، فأبى أن يمضي في طريقه دون أن يساعد ويقدم العون لهذه الأسرة، ولله الحمد تدخل وساعد وساهم ثم مضى في طريقه، وهو يدعو الله أن يشفيهم.. هذه أخلاق وصفات ومواقف أبناء قطر الأوفياء. 

آخر وقفة
فكما هي كعبة المضيوم 
هي أيضاً مصنع الرجال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق