الاثنين، 24 مارس 2014

الأولوية للقطريين !!


تفتح الجريدة صباحاً وأنت تقلب صفحاتها تبحث هنا وهناك عن جهات تعرض وظائف تقرأ إعلاناً لجهة حكومية وأخرى شبه حكومية لوظائف عامة وتخصصية مختلفة، فتبادر بإرسال سيرتك الذاتية وأنت على أمل التواصل معك وحلم الوظيفة أمام عينيك، فالوظيفة المطلوبة تنطبق عليك. 
وتنتظر وتنتظر بلا مجيب، فتبادر بالاتصال بعد فترة لتسأل فيأتيك الجواب تم تعيين أحد (الإخوة) لهذه الوظيفة، حيث تنطبق عليه الشروط فتقول الحمد لله لعله خير، ولكن يأخذك الفضول وتعود للإعلان لتتأكد فتجد الجملة التالية (الأولوية للقطريين) وليس (للقطريين فقط).
إنها جملة اعتدنا على قراءتها بشكل شبه يومي أو يومياً إن صح التعبير في صحفنا المحلية. 
وكنا في بادئ الأمر نقرأ جملة (للقطريين فقط)، وكنا نقول -وما زلنا بالفعل- لا بد من فتح الباب للمواطنين للعمل، خاصة بعد أن غصت ممرات وزارة العمل بطلبات التوظيف وصدى صوت الباحثين في وسائلنا الإعلامية بشكل يومي بحثاً عن عمل مناسب. 
ومع مرور الأيام بدأنا نلاحظ أيضاً شبه اختفاء لجملة (للقطريين فقط)، وتم استبدالها بجملة (الأولوية للقطريين)، وأيضاً مررنا الموضوع طوعياً بافتراض حسن النية، ثم بدأنا تدريجياً نتفهم المعنى البعيد لجملة الأولوية للقطريين، ولكن غضضنا الطرف وقلنا لنتأكد أفضل!! 
ولكن 
جمعتني الصدفة بأحد الإخوة، وهو يعمل مسؤول توظيف في قطاع خاص، وسألته عن الفرق بين الجملتين.. 
فقال: أخي العزيز نحن نفهم ونتفهم الفرق بين الجملتين، فالأولى ملزمة، والثانية غير ملزمة، لذلك فضلنا الإعلان بصيغة الأولوية، وذلك لنترك الباب موارباً لغير القطريين أيضاً، ونستطيع أن نوظفهم بلا محاسبة، لنحقق ما يلي: (في أغلبهم نجد كفاءة عالية مع تكلفة منخفضة، بعكس المواطنين، فبعضهم كفاءة متوسطة وتكلفتهم عالية). 
لذلك سترى أخي العزيز أرباب العمل يفضلون توظيف أصحاب التكلفة المنخفضة، لأنهم سيؤدون دوراً أفضل من متوسط الكفاءة مع التوفير!! 
فقلت له ولكن التوطين مطلوب في جميع الجهات؟ 
فقال: نعم مطلوب ومفروض علينا أيضاً.. 
لذلك لجأنا لجملة الأولوية للقطريين في جميع إعلانات التوظيف، لأننا على قناعة تامة بأننا لن نجد ضالتنا بينكم، فالعوض يكون من غير المواطنين!!
نظرت له مستغرباً فسألته، وهل أنت تؤيد هذا التوجه لدى بعض الجهات؟ 
فقال: غالباً نعم، لأنه لا توجد تخصصات بينكم مطلوبة في سوق العمل اليوم. 
حوار سريع مع شخص لا أعرفه في رحلة الطائرة، ولكن كان حديثاً ذا أبعاد أرجو أن نتفهمها جميعاً.. فسوق العمل بحاجة لتخصصات مختلفة اليوم، لا تخصصات محددة متعارفاً عليها، وذلك حتى نستطيع بشهاداتنا أن نقنع أصحاب رؤوس الأموال في القطاع الخاص بمدى كفاءة وخبرة المواطن، ولا نعطيهم الحجة للبحث عن غيرنا، وليعودوا لسابق عهدهم (للقطريين فقط). 

آخر وقفة 
الأولوية للقطريين حجة جديدة استغلها البعض لتوظيف غير القطريين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق