بعد أن تنهي مراحلك الدراسية بتفوق وتتجه للدراسة الخارجية وتتغرب عن الوطن، تعود بعد سنوات وأنت تحمل تلك الشهادة التي حلم بها والداك قبل أن تحلم بها أنت لتبدأ رحلة البحث عن وظيفة تناسب سنوات الغربة إلى أن تجد طريقك بعد سنوات من البحث المضني والواسطات ويتم توظيفك.
وهنا يبدأ تفكيرك في المستقبل وتحقيق أحلام راودتك في غربتك ستسعى لتحقيقها تدريجياً دون تراجع، وهنا يبدأ أول حلم ألا وهو سيارة الأحلام ذات المواصفات المتميزة وتكلفتها المرتفعة وقسطها الشهري وموديلها الجديد!!
ثم يبدأ في تحقيق الحلم التالي السفر في إجازة الصيف إلى بلد غربته وذكريات الدراسة شهراً كاملاً دون نقصان، بهدف الاستجمام والراحة بعد شهور العمل، ويعود ليبدأ بدفع القسط الشهري لهذه الإجازة!!
ومع مرور الأيام يبدأ صاحبنا بالتفكير في تحقيق حلمه الثالث، فيبدأ اتصالاته هنا وهناك حتى يصل إلى مبتغاه، يخت بمواصفات خاصة لرحلته البحرية بسعر مرتفع، ففكر في كيفية التمويل فكلم صديقاً له في البنك مسهلاً له إتمام العملية، وهذا ما تم وبدأ بدفع قسطه الشهري!!
وبعد برهة من الوقت تبدأ بالاستعداد وتتحين الفرص لتحقيق الحلم الرابع الذي طال انتظاره ألا وهو ساعة اليد لماركة معروفة جداً وسعرها الغالي، فتفكر بالتمويل فتتواصل مع صديقك في البنك فينصحك بالصبر، ولكنك تصر على ذلك، فيلبي طلبك وتشتري ساعتك وتدفع قسطك الشهري.
وقبل نهاية العام الأول لتاريخ توظيفك تتصفح مجلة السيارات لتفاجأ بأن موديل سيارتك سيتغير خلال شهرين فتسارع بالتخلص من سيارتك الجديدة الحالية ببيعها لتبدأ مرة أخرى رحلة التمويل والقسط الشهري ولكن بسعر مرتفع!!
لذلك وجدنا أحدهم وعند جلوسه مع والدته مفتخراً بتحقيق أحلامه بذكاء، فجأة سألته عن نية الزواج فتتحجج لها بأن الحياة غالية والراتب الشهري لا يكفي.. فما العمل؟!!
طبعاً ما مضى هذا حال بعض الإخوة حديثي التخرج والتوظيف، فتابعنا كيف اهتموا بالكماليات وتركوا الأساسيات دون تخطيط مسبق لمستقبلهم، فكانت النتيجة أن بعض أساسيات الحياة لا يستطيعون تحقيقها.. فما العمل..؟
آخر وقفة..
فما العمل.. سؤال سأترك لك الوقت الكافي أن تفكر في الإجابة عنه عزيزي صاحب الأحلام.. راجع نفسك لتجد أنك فرضت على نفسك بين قسط والقسط قسطاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق