الأحد، 30 مارس 2014

كسر الزجاج !!


من منا لا يخطئ؟
ومن منا لا يمر بموقف ويسيء اختيار القرار السليم أحياناً؟
ومن منا لا يتساهل بأمور كبيرة ولكنه يستصغرها فيقع ما لا يحمد عقباه؟
ومن منا لم يكن حريصاً على محيطه محاولاً تفادي تحديات الزمن قدر المستطاع؟
تعتبر الأسرة هي المعلم الأول والمدرسة الأولى التي من خلالها نتعلم منها أبجديات الحياة على مر الأزمان، وذلك لنبدأ من بعدها الانطلاق إلى حياتنا اليومية.. 
الانفتاح الذي نعيشه اليوم في مجتمعنا والدخيل علينا فجأة دون مقدمات مدروسة وتهيئة يتطلب منا المزيد من اليقظة والانتباه والحرص على فلذات أكبادنا، فلا نرخي فتبحر السفينة، ولا نشد فينقطع حبل السفينة أيضاً، بل نبقي على وسطية العلاقة معهم.
ثقتنا المطلقة وحسن تربيتنا لأبنائنا وبناتنا تجعلنا أحياناً نتساهل في تصرفات يقدمون عليها قد تسيء لهم بشكل أو بآخر، ولكننا للأسف أحياناً نخفف من توابعها بدلاً من أن نواجهها بحزم وقوة ونوجهها التوجيه الصحيح قبل أن ينكسر الزجاج!! 
نحن نتمنى أن نصل في يوم للمثالية في تربية أبنائنا وبناتنا، ولكن للأسف من الصعوبة أن نحقق ذلك، فأحياناً الضغوطات اليومية التي نعيشها في حياتنا كثيرة، فانشغال الأب وخروج الأم وتوفر البدائل في توجيه سلوك أبنائنا وبناتنا جعل دور البعض منا هامشياً في تربيتهم فانكسر الزجاج!!
المشاهدات اليومية من تصرفات البعض جراء الانفتاح المفاجئ على الآخرين دون تدرج مدروس تشير إلى وجود خلل كبير في سلوك الجيل الجديد، فقد ضلوا الطريق وتاهت خطواتهم ولم تصحح مسارهم البوصلة، والسبب أنهم فهموا الانفتاح بطريقة خاطئة لذلك انكسر الزجاج!! 
كم من ضحية اليوم ضاعت في زحمة انشغالنا وتساهلنا وثقتنا المطلقة دون حسيب أو رقيب؟
وكم من تربية تبخرت في الدهاليز المعتمة ونحن في غفلة عنها؟
وكم من أخلاق فسدت بسبب ذلك الصاحب الذي وثقنا به فأوثق رباطه بأبنائنا؟!! 
ما بين السطور سطور أخرى مهمة نفهمها جميعاً، وما بين الكلمات معانٍ كثيرة ومثيرة أرجو أن لا نتهاون بها، بل لا بد أن نعيد برمجة أنفسنا مرة أخرى حتى نواجه جيل اليوم قبل أن نعيد برمجة أبنائنا وبناتنا، وحتى لا نكون كالنعامة، فالتربية بأسلوب الأمس لا تنفع مع جيل اليوم أحياناً!! 

آخر وقفة 
ليس من السهل لملمة الزجاج بعد كسره..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق