الأحد، 23 نوفمبر 2014

الإعلام وتربية الأجيال !!

لا شك أن وسائل الاتصال اليوم هي نعمة وهبة من الله تعالى، قد حققت لنا الكثير من الإنجازات، فاختصرت المسافات وجعلت العالم قرية صغيرة، وقربت البعيد ونقلت الأحاسيس والمشاعر من وإلى الآخرين، واليوم أصبح الإعلام شريكاً معنا في التربية وصياغة العقول وتحديد المواقف وبناء الإنسان وتربيته بشكل مباشر أو غير مباشر. 
والعجيب أن الكل يتحدث عن أثر الإعلام على جميع نواحي الحياة، إلا أثره على دين الإنسان وإضعافه لالتزامه، فإن ذلك مفقود أو يكاد يكون قليلاً.
ويخطئ من يظن أن الإعلام التجاري بمحطاته المرئية والمسموعة والمقروءة وعالم الإنترنت المفتوح -يخطئ من يظن أنه عالم عبثي يسير بغير تخطيط ولا أهداف، وأنه لمجرد الاتجار أو الترفيه أو لملء فراغ. إنه إعلام موجه لتدمير العقول وإلهاء البشر عن واجباتهم الأساسية .
إن الطفولة الناجحة ضمان تطور الأجيال القادمة الذي يستمد المجتمع منه تنميته وقوامه. ولم تترك الشريعة الإسلامية -ولله الحمد- التي يستلهم منها مجتمعنا العربي إطاره المرجعي وفاعليته هذه الطفولة فريسة لسلبيات هذا الإعلام المنفتح، فعمدت إلى تهذيبه وترشيده، لصناعة طفولة سليمة مؤثرة وقادرة على تجاوز تحديات الإعلام المنفتح الذي عاش معنا في كل لحظة حتى في أوقاتنا الخاصة. 
لأن ببساطة الإعلام هو أي وسيلة أو تقنية أو مؤسسة مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، كالتلفزيون وألعاب الكمبيوتر، والجرائد، والمجلات، والكتب، والدعاية، والإنترنت بمواقعه وبرامجه المختلفة. لذلك كان للإعلام الأثر الأكبر في تربية الطفل العربي اليوم سواء سلباً أو إيجاباً.
منها على صعيد الإيجابيات:
تنوع الإعلام وطرقه وخياراته فتح لك فرصة اختيار البرامج ذات المغزى التعليمي الذي يعود بالنفع على أبنائنا وعلى سلوكهم وتربيتهم. 
حسن اختيار المقالات والمجلات المحفزة على التفكير والتطوير وتحديث البيانات العلمية والاجتماعية. 
ولكن لو انتقلنا إلى السلبيات التي ممكن أن يترك أثرها الإعلام على النشء فهي:
-تبني العنف.
- محاكاة المشاهد الجنسية.
- تعاطي التدخين والمسكرات والمخدرات.
- ضعف التحصيل الدراسي.
- تعلم أساليب ارتكاب الجريمة والانحراف.
- قلة الحركة والنشاط. 
-الترويج للمواد الغذائية الضارة بالصحة.
بالإضافة إلى اعتلالات كثيرة جسدية، عقلية، نفسية، اجتماعية، وتربوية.
لذلك وبناء على ما تقدم أعتقد لا بد أن يكون دور الوالدين لحماية الأجيال القادمة مهم جداً وبارز ومؤثر، لذلك من الممكن أن نقوم ببعض ما يلي:
- تشجيع الأبناء على الاختيار الواعي من البرامج.
- مشاركة الأبناء فيما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرؤونه بهدف التوجيه والتقويم. 
- تعليم الأطفال مهارات النقد.
- الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل من حيث التعامل معها والوقت المخصص لها.
- تبني نشاطات بديلة لوسائل الإعلام.
- خلق بيئة خالية من وسائل الإعلام في غرف نوم الأطفال.
وبسبب قلة البرامج الهادفة المخصصة للأطفال، وانتشار جانب الخيال المدمر والعنف، والاهتمام بالثقافة 
الأجنبية، وعدم ربط الطفل ببيئته وتراثه العربي أصبحنا نشاهد جيلاً مذبذباً مترهلاً لا يعرف القيم والمبادئ، 
لأنه تشبع من الثقافة الغربية وتناسى الأساس الذي تربى عليه.

آخر وقفة 
انتبهوا لجيل المستقبل فهم أمانة في أعناقكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق