يقول الإعلامي أحمد الشقيري:
«قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام».
وتقول المدربة البشرية منى العصام: التسامح عملية تشفى فيها الأرواح، كونها تحدث في القلوب من الداخل، وأول شعور جميل بعد المسامحة هو الإحساس بالحرية والقبول: قبول فعل المتضرر وضعف من تسبب في إيلامه، والقبول أننا بشر ولسنا ملائكة معصومين وإحساس جميل، وهو أعظم إحساس وليس ضعفاً أبداً.
فالمسامحة علامة جيدة لقوة الإرادة في قرار شجاع ناضج ومثالي، والتسامح هو القدرة العجيبة على إطلاق مشاعر متوترة ومزعجة مرتبطة بأمور حياتية حصلت في الماضي. والتسامح هو الوصول إلى إدراك أنك لست بحاجة إلى الغضب والإحساس بأنك الضحية، وهنا تتحسن الحياة بشكل أفضل.
والتسامح هو انطفاء لرد الأذى والانتقام من الآخر، وهو العيش مع أحاسيس أخف وأجمل وألطف على العقل والروح والوجدان، والمسامحة هي الوصول إلى قناعة أن أية نية لأذى الطرف الآخر لن تشفي الروح المجروحة، بل بالعكس، هي حرية للعقل المكبل بالغضب والألم، ورغبة في عيش حياة أفضل.
والتسامح هو لمساعدة النفس لتسير في الحياة إلى الإمام والمستقبل، بدل الوقوف على تجارب مؤلمة، وهو الطريق للوصول إلى الشعور بالسلام الداخلي والسعادة، والطريق إلى أرواحنا، والشعور بهذا السلام متاح دائماً لنا ويرحب بنا، وإن كنا لا نرى لافتة الترحيب.
والتسامح أخيراً هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل ذلك في قلوبنا، مهما بدا لنا العالم من حولنا سيئاً، لذلك من أبرز الطرق للوصول إلى التسامح الكلي هي:
- الاستعداد للتسامح يبدأ بنسيان الماضي الأليم بكامل إرادتنا.
- قرار بألا نعاني أكثر، وأن نعالج قلوبنا وأرواحنا.
- اختيار ألا نجد قيمة للكره أو الغضب، والتخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شيء ما حدث في الماضي.
- الرغبة في أن نفتح أعيننا على مزايا الآخرين، بدلاً من أن نحاكمهم أو ندينهم.
آخر وقفة:
لما عفوت ولم أحقد على أحد .. أرحت نفسي من هم العداوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق