البعض منا يتذمر ويشكو من مرور الوقت وتسارع الساعات وتسابق الأيام، وتجد أن العمر يمضي دون أي إنجاز يذكر، ونعلم جميعاً أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وللأسف نقرأ ولا نعي خطورة ما نقرأ أحياناً، فمرور الوقت دون إنجاز أو تحقيق طموح أو الوصول إلى هدف منشود من أخطر القضايا التي لا بد أن نتوقف عندها.
والوقت كما هو معلوم مهم جداً في حياتنا وحاضرنا ومستقبلنا، لذلك عندما تمر الدقيقة دون استغلال فهي لا تعود، ولا يمكن حتى إيقاف اللحظات لبرهة حتى تنتهي من لحظات كسلك وترددك ثم تعود وتستثمر هذه الدقيقة، لأننا في كل الأحوال سنسأل عنها يوم القيامة، فبماذا سترد بعد مرور الدقيقة وتبعتها دقائق أخرى!!
وإدارة الوقت وحسن استثماره فيما يعود على الفرد بالنفع هو الفيصل الحقيقي بينك وبين الآخرين، فأنت أحسنت استغلاله بينما الآخر جعل من أحلامه مشي السلحفاة!! لذلك أنت تميزت بالنجاح وتحقيق الأهداف، وهو أيضاً تميز بالفشل والتراجع فبينكما فرق كبير أبحث عنه!
ولكن للأسف عندما نفكر باستغلال الوقت أفضل استغلال ونستثمر كل اللحظات ونطور من أنفسنا وإنتاجنا، وبعد ساعات من التفكير والتخطيط نفاجأ بما لا نتوقعه في لحظة ولم نعمل له حساباً خاصاً أيضاً.. إنهم مهدرو الوقت، نعم مهدرو الوقت لربما يكون وصف جديد على البعض، ولكنهم يعيشون بيننا ولا يقدّرون لحظات انشغالنا!
هؤلاء قد نعرفهم ولكن بدون قصد تجدهم يقفون حاجزاً بينك وبين تحقيق أهدافك واستثمار أوقاتك بسبب تطفلهم أو اقتحامهم حياتك الخاصة أو العامة دون ترتيب مسبق وفي أوقات قد لا يراعيها البعض منهم، فتجدهم حالوا بينك وبين استثمارك الحقيقي للوقت خاصة مع دخول تكنولوجيا التواصل الرقمية، فتحولت إلى بدالة استجابة فقط.
تتحول حياتنا إلى فوضى، نعم إنها فوضى الوقت فلا نعرف معنى للراحة، ولا معنى للاستجمام، ولا معنى للتفكير، ولا معنى للتطوير، ولا معنى للإجازة، فتداخلت واختلطت الساعات في داخلنا، وتحولنا أسرى لمهدري الوقت الذين يأتون بلا ميعاد فلا أنت قادر على صدهم ولا هم قادرون على تركك أيضاً!!
ولا بد أن تقف وقفة صارمة مع كل من يحول حياتك إلى فوضى عارمة لا تعرف فيها معنى الراحة، فتتحول حياتك إلى ورشة عمل ليل نهار لا تهدأ، فتصاب تدريجياً بالقلق والاكتئاب وتبحث عن أحلام الليل، فقد اشتقت للنوم، والسبب هو أنك لم تقف وقفة صارمة مع مهدري الوقت منذ البداية، وتناسيت أنك مسؤول أمام الله عن ذلك.
آخر وقفة..
بين الفوضى والتنسيق تقف أنت!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق