حسن الساعيالثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 06:10 ص
تعود من عملك مجهداً بعد يوم شاق تخللته اجتماعات ومقابلات وحوارات ومهام لا تنتهي حسب طبيعة عملك، لتعود وأنت منهك متعب تبحث عن ذاتك، عن أسرتك، عن أبنائك، عن الألفة التي تجمعك بهم لكي تنسى، تعود وأنت مبتسم رغم ازدحام الطرق رغم الضيق الذي تشعر به، لتدخل بيتك وأنت متلهف لأصحابه.
تنظر هنا وهناك وتبحث عنهم بعينيك لا تسمع سوى صدى خطواتك، حتى إنك تظن أن من به قد غادروا ولن يعودوا مرة أخرى، فتقف منادياً أين هم، فتسمع صدى مناداتك لهم بحضورهم جميعاً من أماكنهم، فتسألهم وقبل أن يردوا عليك تلمح بأيديهم السبب الرئيسي في انشغالهم عنك، ويسود الصمت مرة أخرى.
تجلس معهم تتجاذب أطراف الحديث محاولاً جذب انتباههم لك ولحوارك، ولكن يظل الحال كما هو عليه، لا رد لا حديث لا ابتسامة لا تعليق، فقط ما تسمعه منهم هو لغة الهدوء والصمت الممل، وقبل أن تسألهم سبب صمتهم تلمح بأيديهم الجواب قبل أن تسألهم.
وضع مقلق جداً اليوم تعاني منه أغلب الأسر بسبب التطور التكنولوجي الذي غزانا حتى وصل غرف نومنا، فأصبحنا لا نستغني عن التقنيات إلا بعد طلوع الروح، بل لا نعرف الهدوء والتفكير مع الذات والخصوصية، السبب يعود لسوء استخدامنا وسوء فهمنا لهذا التطور البرمجي للتطور التكنولوجي الحديث.
الأم والأب والأبناء انشغلوا جميعاً في ساعات يومهم التي يجتمعون فيها ومن خلالها معاً يتناقشون ويتحاورون، نجدهم نسوا أنفسهم وحوارهم الهادئ الهادف، واستبدلوا الحديث بالصمت، والحوار بالهمس مع النفس والتفكير في حل لعبة إلكترونية أو حديث مع آخرين مجهولين أو قراءة الصحف إلكترونياً.
والنتيجة للأسف مخيبة للآمال.
نجهل أمور أبنائنا نجهل أمورنا ومتطلباتنا نجهل واجباتنا نجهل أهدافنا، بل ركزنا معظم أوقاتنا في أجهزة إلكترونية وتواصل مع جميع العالم إلا المقربين لنا.
لذلك لا بد أن نعيد النظر مرة أخرى في عدد الساعات التي نستغرقها في استخدام هذه الأجهزة، وهل يستحق الموضوع أن نضحي بكل شيء من أجل ذلك؟ ثم علينا أن نستدرك الوضع ونبدأ من جديد لنسخر كل أوقاتنا من أجل أبنائنا فهم الاستثمار الأفضل والأمثل للمستقبل، فلن ينفعنا لهونا في أجهزتنا بل سيضرنا أكثر.
آخر وقفة
أعيدوا النظر لتكتشفوا ربما كنتم على خطأ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق