حكمة نطق بها سمو الأمير المفدى في قمة التعاون الأخيرة التي استضافتها الدولة بكل نجاح، وخرجت بقرارات وتوصيات تدعم مسيرة العمل المشترك بكل جوانبه، ولتحقق التكامل في مجالات مختلفة، وتحقق رؤية قادة المجلس من أجل راحة وازدهار شعوبهم.
نعود للحكمة السياسية التي شدد عليها سموه في خطابه الأخير حين قال «لنضع المشترك فوق المختلف عليه»، ولإحقاق الحق، المتابع لجميع خطاباته يتلمس الكثير من الحكم ذات المغزى الإيجابي الهادف، والتي تدل على بعد بصيرته وحكمته في إدارة الأزمات والمواقف.
لنفكر قليلاً ونحاول أن نسترجع مواقفنا اليومية على الصعيد الأسري والاجتماعي، هل فكرنا أن نطبق هذه الحكمة فعلاً بحيث ننسى خلافاتنا، ونستحضر مواقفنا المشتركة، ونطور من علاقاتنا ليسير قارب الحياة بكل سهولة؟
هل فكرنا قبل أن نتشاحن وتكبر المشاكل بين الإخوة بسبب ميراث أو خلاف نسائي أو لأي سبب آخر، بحيث تصل إلى أقسام الشرطة ومنها إلى المحاكم والفضائح المترتبة على ذلك؟ هل فكرنا أن نضع مصيرنا المشترك ورابط الدم فوق قضايانا ونتجاوزها؟
هل فكرنا أن نطبق الحكمة قبل أن نختلف مع الجار أو الصديق أو الزميل؟ هل فكرنا أن مصالحنا المشتركة واللحظات التي جمعت بيننا الجميلة أكبر من أن تترك لخلاف بسيط يفرق بيننا ويحول علاقتنا من سيئ إلى أسوأ، بحيث ننسى كل جميل جمعنا، ونتذكر فقط الإساءة، فنصبح في هذه الحالة غير منصفين؟!
كم وكم من المشاكل الأسرية داخل البيت الواحد تفاقمت وتطورت، وتدخل الغريب قبل القريب بهدف الحل أو النصيحة، وانفضحت أسرار الأسرة، بسبب غياب دور الحكمة والروية في معالجة الأمور الأسرية، فغلبت عليها لغة الصوت الأوحد، فكانت النتيجة الطلاق وتشتيت الأسرة وفقدان الأمان، ولكن لو فكرنا قليلاً في حكمة سمو الأمير صدقوني لاجتزنا العديد من قضايانا اليومية..
للأسف ما نشاهده اليوم ونسمع عنه أن البعض يطبق في حياته عكس حكمة سمو الأمير، فهو يضع دائماً الأمور محل الخلاف ويفضلها فوق الأمور المشتركة التي تجمع القلوب ولا تفرق الجماعات!!
آخر وقفة
فكروا معي مرة أخرى
«لنضع المشترك فوق المختلف عليه» ما رأيكم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق