الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

مثلث برمودا !!

تكثر اليوم في مجتمعنا جملة (واحد من الأهل)، وربما نسمعها أكثر في محيط العمل، خاصة عندما تسأل عن تشابه أسماء الموظفين في الإدارة الواحدة، فتجد الإجابة: واحد من الأهل، طيب هل الموضوع صدفة؟ أم أن حب الخشوم والتملق وعلاقتك بالمسؤول الأعلى أحياناً لها دور؟
محاباة الأقارب أو الواسطة تعني أنك تعطي الأولوية للأقارب أو الأصدقاء في التوظيف قبل الآخرين فقط، بسبب قرابتهم لك وليس لكفاءتهم، للأسف فمن بين عشرات المتقدمين للوظيفة المعلن عنها عبر الصحف تفاجأ بأن الوظيفة ذهبت لفلان قريب المسؤول!! 
فمثلاً إذا قام أحد المسؤولين بتوظيف أو ترقية أو تفضيل أحدهم بسبب علاقة الجيرة أو الصداقة أو القربى، بدلاً من موظف آخر أكفأ منه ويستحق ذلك، ولكن لا تربطه علاقة بالمسؤول سوى علاقة العمل الرسمية المبنية على الحقوق والواجبات، فيكون المدير حينها متهماً بالمحاباة والمحسوبية وهضم حق شرعي للموظف الكفء.
وللعلم وحتى يكون الطرح له أبعاد واقعية فإن محاباة الأقارب والأصدقاء أمر غريزي بنا جميعاً، لأنه شكل من أشكال انتقاء الأقارب وتفضيلهم، ولكن تختلف الغريزة من شخص لآخر حسب قدرته على كبح جماحه وسيطرته على تفضيل الأقربين مهما كانت كفاءتهم، وترك المتميزين مهما بلغت إنجازاتهم!! 
المشكلة لو يسند العمل الوظيفي لشخص لا يتناسب مع إمكاناته وخبراته، ولكن بسبب تزكية أو اتصال خاص في غير محله أو واسطة لتبادل مصالح ربما مشتركة في الخفاء أو لقرابة، نجد أن النتيجة ضعف في المخرجات، وتأخر في العمل، وأخطاء متكررة لا حصر لها، والأهم علاقات متوترة دائماً بين الموظفين مهما حاولت إصلاحها، وهذا الأهم. 
إذا فالمسؤول يعتبر صمام الأمان الأول في إدارته، حيث يستطيع أن يحولها إلى ورشة عمل وإبداع، من خلال حسن اختيار الموظفين متى ما امتلك الخبرة الإدارية والحماس والمثابرة والدعم من قيادته العليا، أو يحول إدارته إلى مستودع للكسل والتثاؤب والغياب بسبب سوء اختيار الموظفين، لذلك أحسن اختيار المسؤول الذي مسح من قاموس حياته المحسوبية وجملة (واحد من الأهل) تجد مخرجات ناجحة. 

آخر وقفة 
نأمل أن لا نصل إلى مثلث برمودا في يوم ما..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق