قبل عدة سنوات تواصل معي أحد الأصدقاء وهو مصدوم وغير مصدق ما حدث معه!! فسألته عن الخبر، فقال إنه ذهب بسيارته إلى كراج الوكالة بهدف الصيانة الدورية، وتفاجأ حين ذكروا له أن باب السيارة من جهة اليمين مصبوغ، فاستغرب من ذلك، وعند حضوره للتأكد تبين أن فعلاً الباب معاد صبغه رغم مرور أقل من 10 آلاف كم على شرائها من الوكالة، مؤكداً لي أن السيارة لم تتعرض إطلاقاً لحادث خلال هذه الفترة!!
المهم وصل بنا الحديث إلى أنه اكتشف أن سيارته من ضمن السيارات التي تعرضت لتصادم أثناء شحنها في الباخرة، وتم إصلاحها وبيعها دون إخباره، ولكنهم تداركوا الموقف وتم الوصول معه لحل مرضٍ قبله صديقي مضطراً، ولكنه في قرارة نفسه مصدوم!! فكيف لوكالة سيارات عالمية تتخذ هذا الأسلوب للبيع، رغم علمهم بالأضرار الواقعة على السيارة أثناء النقل.. وانتهت المكالمة مع صديقي وفي داخلي جملة (يمكن يبالغ)..
وتمر السنوات ونصل إلى خبر إغلاق عدد 2 وكالة سيارات شهيرة بسبب الغش التجاري، وبيع السيارات على أنها جديدة دون إبلاغهم عن خضوعها لعمليات إصلاح وطلاء بسبب تعرضها لحادث.. طبعاً كانت صدمة غير متوقعة وتفاجأ منها الكثيرون، خاصة المتعاملين مع الوكالات ذات الصلة، إلا البعض -وأنا منهم- صدقنا ولم نكن مستغربين!!
تعلمون لماذا؟ لأن إحدى الوكالتين هي نفس الوكالة التي تكلم عنها الصديق قبل سنوات، عندما كان مستغرباً من بيعه سيارة تعرضت لحادث دون إبلاغه، واليوم فقط صدقته رغم مرور مدة طويلة!!
وهذا يجعلنا نتساءل لماذا حدث ذلك..؟ وبأمر من..؟ وكيف سيتم تصحيح الوضع الآن..؟ ومن سيتحمل المسؤولية..؟ وهل الوكيل في بلد التصنيع على علم بما تم هنا من غش تجاري..!! وما مصير مئات السيارات التي تم بيعها خلال الفترة الماضية..؟
أسئلة كثيرة حائرة تبحث عن إجابة مقنعة، خاصة أن البعض ما زال في حالة صدمة وغير مصدق أن الوكالة الفلانية بشهرتها وإدارتها الناجحة ممكن أن تلجأ إلى هذا الأسلوب الرخيص لبيع السيارات وخداع الآخرين !! وأجزم أن الوكيل القطري لا يعلم بما يدور من مخالفات في شركته، بحيث يترك الأمور تصل لهذه الدرجة!!
أتمنى أن نعيد النظر مرة أخرى في وضع الوكالات، ونتأكد من السيارات قبل بيعها، فلعل ما حدث فتح لنا باب الالتفات إلى وكالات السيارات، بعد أن كنا نثق فيها ثقة عمياء، لأننا كنا نفترض أن كل معروض هو جديد، واكتشفنا أن بعض الجديد مصبوغ!!
آخر وقفة
خسرتم ثقتنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق