حضرنا بالأمس فعالية ملتقى (أين أنتم؟) في مدرسة زكريت الابتدائية، ضمن فعالية حملة دلني لتقويم السلوك، بمشاركة كوكبة من المختصين في مجالات مختلفة، اجتماعية وثقافية وأمنية ودينية، بهدف إثراء الملتقى الذي حضره عدد كبير من أولياء الأمور في يوم إجازتهم مشكورين طبعاً.
(أين أنتم؟) سؤال صغير ولكن ذو مغزى كبير لا يستهان به، سؤال يحمل معاني الإهمال واللامبالاة والتسيب من تحمل المسؤولية ويحمل معنى الإحساس بالذنب والرغبة للعودة وتصحيح المسار، لذلك نجد المتضرر أو الضحية يسأل (أين أنتم)؟!!
الوالدان مسؤولان مسؤولية مباشرة في الرد على سؤال الأبناء (أين أنتم؟)، خاصة بعد أن أصبحوا ضحية من ضحايا إهمالهم وتركهم للخدم وأصدقاء السوء وعصر العولمة الرقمية التي سحبت بساط تربية الأبناء من تحت والديهم، مستغلة انشغالهم واتكاليتهم على الآخرين، بحيث أصبحت هي المربي الشريك الاستراتيجي في تربية فلذات أكبادنا.
طالبونا بالاهتمام فيهم بعد انصرافنا وانشغالنا عنهم في حياة زائلة سواء مجبرين أو متعمدين، فكانت نتيجة ذلك دخولهم في النفق المظلم الذي لا نهاية له سوى الندم أو الندم أو الندم، ثم البكاء على ما فات، فلا وقت للعودة بعد فوات الوقت واستشراء الضرر في أجساد أبنائنا.
في ملتقى الأمس سمعنا عن وقائع حية مؤلمة كنا في يوم من الأيام نغض الطرف عنها، منكرين أن هذا يحدث في منازلنا، وكأننا عائلة ملائكية لا تخطئ، فكانت الثقة المفرطة سبباً رئيسياً لضحايا إهمالنا بحجة أنا أثق في عيالي، ولكن واقع الحال يجبرنا أن نعترف أننا لسنا ملائكة لا نخطئ، بل نخطئ ونتعلم كل يوم، وهذه حقيقة لا بد ولي الأمر أن يعلمها بل ويتيقن منها.
نحن نثق في أبنائنا، ولكن لا نثق في الآخرين، لذلك كان لزاماً علينا أن نراقب ونتابع ونشجع وندعم ونقوم ونوجه من بعيد أو قريب من خلال مصاحبتهم، ولكن لا أن نترك الموضوع وكأنه لا يعنينا، ظناً منا أن المسؤولية هي عملية تطوعية، وتناسينا أنها أمانة سنسأل عنها أمام رب العباد، فالعالم سابقاً كان بين أيدينا عبر الأجهزة الإلكترونية، أما اليوم فنحن بين يدي العالم من المشرق إلى المغرب.
كان ملتقى مهماً أعتقد الجميع استفاد منه، خاصة عندما تعددت وجهات النظر حول تربية الأبناء وضرر انشغال الأم والأب عنهم، وركنهم على الخدم، والمصيبة (لو) الحضور لم يستفد وبقي الحال كما هو عليه.
لا بد أن نسمع لأبنائنا ونحتويهم ونتقبلهم، ونحاول أن لا نكبت مشاعرهم مهما كانت الأسباب، فردّ المشاعر أو رفضها أو تجاهلها ربما يؤدي إلى الاكتئاب، وربما قد يصل الأمر إلى الانحراف أو الانتحار، فلا بد أن ننتبه!!
آخر وقفة
أين أنتم.. اهتموا فينا.. سينصلح حالنا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق