الاثنين، 8 ديسمبر 2014

وعرفنا السبب أخيراً !!

كنا نستغرب عندما نرى في الشوارع استهتار بعض سائقي كروة في الالتزام بقانون المرور، وزاد استغرابنا تبجحهم علناً أحياناً بالوقوف المتكرر دون أية مراعاة للسائقين الآخرين، بل وبقلب قوي يخالف ويبتسم لك، وأنت في قمة الضيق والضجر. 
وكنا نتصل ونشتكي برقم قسم الشكاوى منزعجين ومتضايقين من قيادة البعض منهم، إن لم نقل أغلبهم، بسبب سوء قيادتهم وتعديهم على الآخرين، أو مخالفتهم المتعددة لقانون المرور، ويتم استقبال شكوانا، ولكن والأغرب أن ثاني يوم تشاهد نفس السائق يخالف نفس المخالفة مرة أخرى، ولا كأن هناك شكوى سجلت ضده!!
فعلاً سائق تاكسي كروة لغز محير، عجزنا عن معرفة سبب تهوره في القيادة أحياناً، أو مخالفته أبسط أنظمة المرور والشارع والسيارات الأخرى أحياناً أخرى، مما يجعلك في حيرة من أمرك، وتسأل نفسك بعد مخالفته هذه من يتحمل المسؤولية، سواء مخالفة السيارة نفسها أو أنه تسبب بحادث لسيارات أخرى؟ من سيدفع؟! 
سألنا وما زلنا نسأل إلى أن قرأنا في صحفنا المحلية الخبر التالي: 
خصم 50 ريالاً فقط شهرياً من سائق كروة عند ارتكابه مخالفة قطع الإشارة التي تبلغ قيمتها 6000 ريال قطري!! في حين راتب السائق لا يتعدى حالياً 1200 ريال، ولأنه يقوم بتأجير التاكسي من الشركة مقابل 265 ريالاً لمدة 11 ساعة، فهو يحاول تحصيل أكبر قدر من المال، ما يضطر بعضهم للقيادة بسرعة كبيرة تعرض حياة الآخرين للخطر!!
تخيلوا يا جماعة الخير هذا ما كشفه أحد المسؤولين بشركة كروة رسمياً، في اجتماع المجلس البلدي مؤخراً، رداً على انتقادات الأعضاء بشأن تجاوزات بعض السائقين وعدم احترامهم قانون المرور! 
هل هذا يعقل يا إخوان؟ أترك السائق دون عقاب صارم أو مراقبة لحظية، بحيث يفعل ما يفعله في الشوارع ومن تحديات للقانون، لأن الخصم فقط 50 ريالاً، فلا يؤثر عليه نظير جولته الشوارعية لمدة 11 ساعة منها بالعداد بشكل رسمي، ومنها من الجيب للجيب!! فأي 50 ريالاً ستخصم منه آخر الشهر سيجاهد للحصول على أضعافها في جولة بسيطة أمام الفنادق آخر الليل!! 
أليس من الأجدر إعادة النظر في الكم الهائل من المخالفات اليومية التي يسببها سائق كروة وما ينتج عنها من تكلفة تتكبدها الشركة شهرياً لدفع الغرامات للمرور؟ فبدلاً من ذلك تكون هناك عقوبات صارمة تتناسب مع قيمة حياة الإنسان، وقيمة مخالفات المرور، لا أن ننظر للقيمة ونترك الجريمة!! 
آخر وقفة 
للأسف عرفنا السبب متأخرين 
ويا ليتنا ما عرفناه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق