قرأت في إصدار منظومة الثقافة الأسرية أن السعادة الأسرية أساسها الحب، والحب هنا المقصود منه ليس وهماً، وليس مجرد فورة عاطفية سرعان ما تنطفئ، بل هو شعور راسخ عميق الجذور طويل الأمد، كما أن الحب ينمو بعد الزواج من خلال المعاملة الحسنة، والعشرة الطيبة، والثقة المتبادلة، والتفاهم، فتبنى العلاقة الزوجية كما أرادها الله -عز وجل- على المودة والرحمة.
لذلك فإن حسن اختيار الشريك من الأسس الموضوعية لبناء أسرة متماسكة، فالزواج ليس قضية شخصية فحسب، بل هو قضية اجتماعية أيضاً، فما قد ينشأ عن سوء الاختيار لا تعود آثاره على الزوجين فقط، وإنما تتعداهما وتمتد إلى المجتمع.
فالاختيار الناجح يؤدي إلى العشرة الصالحة التي يواصل بها الزوجان رحلة الحياة بهدوء واطمئنان، فمتى كان الاختيار سليماً أقيم البيت على أسس وطيدة تملؤه السعادة، وتغمره المودة، ومتى كان سيئاً حل الشقاء والفشل، لأن حاضر المجتمع ومستقبله يعتمدان على نوعية أجياله، والأسرة هي المسؤول الأول عن تحديد نوعية الأجيال قوة أو ضعفاً، لذلك فإن حسن اختيار الشريك يضمن أجيالاً صالحة تسهم في بناء مجتمع سليم.
آخر وقفة
انتعاش الحب بين الطرفين دور مشترك وليس فردياً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق