الاثنين، 16 مارس 2015

عصر الورق !!

في حلقة الأمس من برنامج «في الضحى» عبر شاشة تلفزيون قطر، تم تسليط الضوء على خدمة إلكترونية في غاية الأهمية بصراحة في حياتنا اليومية، ألا وهي «مطراش ٢»، حيث تعتبر أنموذجاً ومثالاً لعدد كبير من الخطط التي أطلقتها مؤسسات الدولة لتطوير البنية التحتية للخدمات الإلكترونية تمهيداً للانتهاء من عصر الورق والتوقيع والختم والطابع والدمغة وابحث عن فلان وفلان لاعتماد معاملتك.
وفي لمحة سريعة عن هذه الخدمة التي أطلقتها وزارة الداخلية مشكورة نجد أن:
-عدد المستخدمين المسجلين في نظام «مطراش 2» بلغوا 116914 مستخدماً.
-عدد الخدمات المتاحة على «مطراش 2» هي 100 خدمة.
-عدد المعاملات اليومية على «مطراش 2» تراوحت بين 4000 - 12600 معاملة.
- عدد المعاملات على أجهزة الخدمة الذاتية في المجمعات التجارية 240 معاملة.
-عدد المعاملات على موقع وزارة الداخلية حوالي 700 معاملة.
إذاً نجد من هذا الحصر السريع أن الإخوة في وزارة الداخلية بدؤوا فعلياً في التخلص من الورق ومخلفاته، وتحول الوضع اليوم عندهم إلى معالجات إلكترونية ذكية لا تستهلك الوقت والجهد والتعب، بل كل ما عليك هو الدخول للموقع وإنهاء معاملتك في أقل من ٣ دقائق، وقبل حتى أن تنتهي من شرب شاي الصباح فالعلم تطور. 
لذلك من حقنا نسأل ونعرف الإجابة إن أمكن، ففي ظل التطور التكنولوجي الذي اجتاح العالم، ووجود وزارة مختصة للغة العصر الحديث، مع اهتمام بالغ من قيادات الدولة بهذا الشأن، إلا أن بعض الجهات الحكومية ما زالت محلك سر، لا خطوة لمواكبة التطور، ولا تفكير في التحديث والتعديل، وكأنه عمل توارثوه أباً عن جد، واستمروا عليه محلك سر!! 
والغريب أن بعض الجهات ما زالت تنتهج أسلوب (لتوقيع فلان اطلع له الدور العاشر، والختم عند فلان، انزل له الدور الأول..) ولا كأن في العالم الحديث هناك ما يسمى بالحكومة الإلكترونية.. فهم ما زالوا يعتمدون على المعاملات الورقية التي لا تواكب تطلعات وآمال وأحلام طموح جيل المستقبل.
ناهيك عن قلة المواقف تحت أبراج الوزارات الخدمية.
ناهيك عن المرور ومخالفاتهم للمخالفين منا.
ناهيك عن الازدحام في الشوارع الداخلية قرب الأبراج.
مع العلم أن الأمر بسيط جداً، كل المطلوب منك أيها المسؤول هو أن تبدأ فعلياً الخطوة الأولى وهي التفكير مع فريق عملك. 
ثم تحدد متطلباتك للخدمة التي ستوفرها للجمهور.
ثم ابحث عن شركات منفذة وتعاقد معها وانتهى الأمر.
فأنت قادر 
أعتقد عصر الطابع والدمغة والختم والمخلصين انتهى وولى إلى غير رجعة، فاليوم نحن نعيش في عهد لغة البرمجة العصرية والبدائل عن الختم والتوقيع، وهذا يتطلب منكم الاستفادة من تجربة وزارة الداخلية التي وفرت الكثير والكثير على الجمهور المتعامل معها، وأنجزت معاملاتهم بكل يسر وسهولة دون الحاجة لزيارة أي مركز خدمي للداخلية، لذا أرجوكم أعيدوا التفكير، مع ضرورة وضع جدول زمني ينتهي في السنة الفلانية، يهدف إلى التقليل التدريجي من استخدام الورقيات.

آخر وقفة 
إن لم تكن قادراً فغيرك قادر!!
أضف تعليقاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق