في الوقت الذي نحاول من خلاله أن نعيش حياتنا على طبيعتها بدون تكلف أو تحفظ أو حرص زائد مع من يحيطون بنا، إلا أننا ومن خلال متابعاتنا اليومية للأحداث الجارية هنا أو هناك، نجد أنفسنا محاطين بسلسلة من أدوات المراقبة غير المتوقعة في حياتنا، بحيث تحول الهدوء إلى قلق.
فمع التطور التكنولوجي والتقني الرهيب لمجموعة من الأدوات والأجهزة التي نستخدمها وبشكل يومي في حياتنا العادية، وجدنا أنفسنا نكشف غطاء الستر والخصوصية بقصد أو بدون قصد، من خلال سوء استخدامنا لها، بحيث أصبح الطفل بإمكانه كشف أسرار البيت من خلال لمسة واحدة على جهازه، فنتحول إلى مشهد مباشر للجميع للأسف.
بالأمس طالعتنا الصحف أن أحد أشهر الماركات التلفزيونية صممت تلفزيون بإمكانه أن يصور ويتجسس على المشاهدين دون علمهم!!
وعرفنا أيضاً أن أجهزتنا المحمولة بإمكانها تحديد مواقعنا بدقة لمن يرغب أن يعرف تحركاتنا، وأيضاً عبر لمسة واحدة ربما تكون عن جهل منا نكشف أسرار تحركاتنا لبعض الفضوليين.
حتى العين السحرية في بعض غرف الفنادق العالمية التي نسكنها بكل ثقة قالوا إنها من الممكن أن تكون غالباً عيناً سحرية ومنفذاً تجسسياً على الساكنين في الغرفة دون علمهم لتصوير كل تحركاتهم وكلامهم.
كما نشر أحدهم ذات مرة لو أردت أن تعرف أن غرفتك الفندقية مزودة بكاميرا مراقبة ما عليك سوى إغلاق الإنارة وفتح الكاميرا وتمريرها على أسقف الغرفة فلو لمحت إضاءة حمراء فاعرف أنك مراقب في هذه الغرفة.. تخيلوا!!
وربما أيضاً تطالعنا وسائل الإعلام مستقبلاً بأن سيارتك أيضاً مزودة بجهاز مراقبة لمتابعة كل تحركاتك ومعرفة أسرار تواصلك مع الآخرين طوال اليوم!!
الوضع يا جماعة الخير وبصراحة أصبح مقلقاً ومخيفاً، خاصة مع السرعة المذهلة لوصول المعلومة بالصوت والصورة دون تأخير يذكر قد يصل إلى أقل من ٣ دقائق من بعد الحادث، وذلك بسبب التطور التقني في معرفة المعلومة، والفضول غير المبرر من قبل البعض.
حتى في حياتك اليومية أصبح البعض يتلفت وهو يمشي مع أسرته أو أصدقائه، مخافة أن تكون كاميرا الفضوليين تلاحقهم وتكشف تصرفاتهم وطريقتهم في إدارة حياتهم أو حوارهم مع بعض، دون الأخذ في الاعتبار احترام خصوصية الآخرين وعدم التعدي عليها للأسف.
آخر وقفة
هل نحن كشفنا سرنا بأيدينا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق