خلال الفترة القليلة الماضية، ومن خلال تواصلي المجتمعي مع الكثيرين من الإخوة والأخوات، سواء في مركز الإبداع الثقافي، أو عبر التواصل الشخصي، أو في مجالس بعض المقربين، تكررت على مسامعي وبشكل لافت جملة كنت أستبعدها من قاموس كلماتي (انتظر التقاعد وافتك)، رغم أن بعض من ذكرها هم من الجيل الصاعد، والذين ننتظر منهم العطاء خلال الفترة القادمة إلا أنهم قالوها!!
لا أنكر صراحة أنني صدمت كثيراً من تكرار هذه الجملة، خاصة من موظفي الحكومة والبعض من القطاع الخاص، مما يستدعي أن نتوقف قليلاً ونراجع ذواتنا وبيئة العمل التي نعمل بها، ومدى ملاءمتها لتطلعاتنا الوظيفية لتحقيق أهدافنا الجوهرية.
طبعاً التقاعد هو المصير النهائي لكل موظف مدني أو عسكري، قطاع حكومي أو خاص، فمهما طال به الزمن أو قصر فلا بد أن يترك المكان للأجيال التالية لتأخذ فرصتها وتبدأ مشوارها العملي في التدرج الوظيفي، فلا تتوقف عجلة الزمن بخروج فلان أو وفاة فلان.
ولكن الغريب في الأمر تكرار جملة (انتظر التقاعد وافتك) بصيغها المتعددة، ولكن المحصلة أن فلاناً ينتظر التقاعد بفارغ الصبر (وبيفتك!! طيب بيفتك من ماذا؟؟) مما يجعلك تشعر وكأن العمل أصبح حملاً ثقيلاً جاثماً على صدر الموظف صباح كل يوم، وبالتالي انعكس ذلك عليه وعلى الآخرين، سواء كانوا أصدقاء أو زملاء أو مراجعين، أي إن الطاقة السلبية انتقلت منك للآخرين دون قصد، وهنا تكمن الخطورة!
التقاعد الطبيعي يعتبر فترة راحة للذهن والجسم بعد رحلة شقاء طويلة قضاها الموظف بين دهاليز العمل، أخذت من وقته وجهده وصحته وأسرته، وهنا جاء الوقت كي تسكن الروح وتهدأ عجلة العطاء، وتعود لأسرتك من جديد في عمر الستين أو حسب قانون كل دولة.
ولكن أن يفكر موظف في عمر الثلاثين أو الأربعين بالتقاعد المبكر بل ويلح عليه، فهنا ألف علامة استفهام نضعها ونتوقف عندها أيضاً لنبحث في الأسباب والحلول.. إلا في حالة أنها رغبة شخصية من الموظف لأسباب خاصة به، فهنا الوضع يختلف برمته!!
آخر وقفة
الموظف بحاجة للأمان الوظيفي أحياناً
أدركوا ذلك للأهمية.. رجاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق