جمعتني جلسة حوار مع أحد الإخوة وهو موظف خدمة جمهور في إحدى الجهات الحكومية، وتناولنا عدداً لا بأس به من المواضيع والاقتراحات والملاحظات على بعض موظفي خدمة الجمهور في جهات يفترض أنها خدمية، وكيف يمكن أن يكون الموظف مثالاً يحتذى به، بل ويعكس صورة إيجابية عن المكان الذي يعمل به..
ولكن ما جعلني أتناول هذا الموضوع اليوم معكم هي النقطة التي طرحها الأخ العزيز، وغير متوقعة صراحة، الأمر الذي جعلني أفكر كثيراً، بل أبحث عن حل واقعي لهذا الموضوع، الذي أصبح يؤرق موظف خدمة الجمهور أحياناً، وبعض المسؤولين أحياناً أخرى..
فعند مراجعتنا لأي جهة حكومية أو خاصة يفترض منا أن نكون قد جمعنا كل الأوراق المطلوبة أو المتوقعة لتقديم الطلب، أو متابعة موضوع سابق، وهذا أمر اعتيادي، ولكن الموضوع غير العادي هو عدم احترامنا لهذا المكان الذي سنراجعه، خاصة إذا كان دائرة حكومية مثلاً، فمن غير المعقول أن أراجع وأنا في حالة غير متوازنة!! أو تبرج كامل أو بملابس رياضية خادشة!!
نعم لا تستغربوا واسألوا موظفي خدمة الجمهور عن المناظر والإساءات التي يشاهدونها أو يتعرضون لها من قبل المراجعين، خاصة من بعض المتشبهين السلوك بين الجنسين، وطبعاً ناهيك عن الألفاظ السوقية التي يتلفظ بها البعض على الموظفين، ووصل الأمر بأحدهم برفع سكين على موظف، لولا تدخل المراجعين وأمن الوزارة، غير طبعاً الصراخ والتهديد والوعيد للأسف!!
فمن المفترض عزيزي القارئ عندما أراجع جهة حكومية أو خاصة لا بد أن أكون بكامل قواي وحضوري الذهني، ومرتدياً ملابسي الرسمية، وأعرف السبب من مراجعتي لهم، وأحدد هدفي، وأن أتمتع بدرجة عالية من الصبر ورباطة الجأش والحوار البناء قدر المستطاع.
أعتقد أن الوضع يتطلب منا الآن إقامة حملة توعوية بلغات متعددة، نوضح من خلالها آداب سلوكيات مراجعة الأفراد للجهات الرسمية في الدولة، ومدى أهمية احترام الموظف، وكيفية التعامل مع الآخرين، فليس من المعقول أن نوجه أصابع الاتهام والتقصير والتسيب دائماً إلى موظف خدمة الجمهور عبر وسائل الإعلام، ولكن لنكن منصفين ونشاهد معاً من الجانب الآخر سلوكيات المراجعين ومدى احترامهم للموظف والمكان..!
آخر وقفة..
عندما تحاورت فهمت
ولم أكتف بسماع القيل والقال!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق