الأربعاء، 25 مارس 2015

أين الخصوصية !!


خدمة العملاء أو الشؤون الإدارية أو شؤون الموظفين هي من الإدارات المهمة في أي جهة، سواء حكومية أو خاصة، حيث إنها تحتوي على خصوصيات المتعاملين أو الموظفين من ملفات وأوراق، سواء في هذه الجهة أو تلك، وربما البعض منها نظم العملية عبر الأرقام المتسلسلة التي بالفعل نجحت في ضبط اختلاط الحابل بالنابل وكشف أسرار العملاء أمام الغير، خاصة في قطاع البنوك. 
وتستغرب صراحة من تصرف بعض الإخوة هداهم الله من سوء تعاملهم في مواقف كان من المفترض أن يكون تصرفهم فيها أكثر حكمة ودراية، فعندما تنوي إنهاء معاملة خاصة بك في جهة عملك مثلاً، فإنك تتجه مباشرة للإدارة المعنية وللموظف المختص، وهذا هو الوضع العادي. 
فتجد بجوار الموظف يجلس أحدهم متحدثاً بأريحية في مواضيع عامة رياضية واجتماعية وأسرية وغيرها من المواضيع، وطبعاً ذوقياً أنت تنتظر واقفاً بعيداً لحين إنهاء معاملته، ثم يأتي دورك لتجلس، وهذا التصرف الصحيح طبعاً. 
ولكن تفاجأ بأن الضيف يبادرك بالحديث قائلاً: (حياك خلص أمورك أنا مطول). 
فتبتسم بأدب واحترام معتذراً أنك ستنتظر لحين انتهائه.. ولكنه يصر قائلاً: (أنا ما عندي شي بس مريت أسلم واسولف مع الربع وبطلع). 
طبعاً أنت هنا تقع في حيرة من أمرك، هل تجلس وتنهي معاملتك بكل ما تحملها من خصوصية، أم تعتذر وتأتي في وقت لاحق؟ 
فتنظر للموظف نظرة استفهام واستياء تنتظر منه تعليقاً، ولكنه يبادرك بابتسامة بلهاء قائلاً: (محد غريب حياك!!). 
فتجلس مضطراً وعلى مضض متأففاً محاولاً إيصال رسالة للضيف بأن للعمل خصوصية احترمها، فيبدأ الموظف بصوت عال بسرد معلوماتك الخصوصية من راتب أساسي، وبدلات، ومهام خارجية، وخصومات، وعلاوات، وخلافه من معلومات تهمك أنت فقط. لتفاجأ بالضيف العزيز يعلق (ما شاء الله هذا كله راتبك!!). 
فتنظر لهما بتعجب وفي داخلك ألف سؤال وسؤال من الموقف الذي وجدت نفسك فيه دون سابق إنذار، باحثاً عن إجابة كيف سمح الموظف بهذا الوضع؟ 
وكيف يتجرأ ضيفه العزيز معلقاً على خصوصياتي المادية بهذه الجرأة؟
ولماذا أصلاً يجلس الضيف أثناء وجود مراجع لموضوع خاص؟ 
وأين الخطأ هنا؟ 
هل مني لأني جلست؟ 
أم من الضيف الذي لم يراع خصوصية المكان؟ 
أو من الموظف الذي ابتسم وكأن الأمر عادي؟! 
إنها مواقف غريبة تحدث بشكل شبه يومي في بعض الجهات التي لم تقنن زيارة الأصدقاء والأحباب والأغراب لمقار العمل الرسمية للموظفين، فكانت النتيجة كشف أسرار الموظفين، والتي من المفترض أنها بين أيدٍ أمينة.
آخر وقفة 
لشؤون الموظفين خصوصية نرجو أن تحترم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق