الاثنين، 23 مارس 2015

ولدنا يستاهل !!


أثارني قبل عدة أيام كاريكاتير للمبدع محمد عبداللطيف يصف فيه باختصار حال بعض السادة المسؤولين عندما ينحون جانباً اللوائح والقوانين والأنظمة بشكل مؤقت من أجل إنهاء معاملة فلان، أو توظيف فلان، أو ترقية فلانة، في حين أن طابور الانتظار طال أمام مكتبه ينتظرون تكرم سيادته للتوقيع على معاملاتهم أو الالتفات لهم. 
(مشّوا معاملته يستاهل) ربما ظلمت الكثيرين لو فعلاً جاءت في غير محلها، وبالمقابل ربما أنصفت أخيراً إذا جاءت في محلها، ولم تتجاوز اللوائح والتشريعات والأنظمة المعمول بها. 
ويقال إن اليوم دخلت في قاموس التجاوزات والاستثناءات التي في غير محلها لدى بعض المسؤولين جملة. 
((ولدنا يستاهل))!! فلو بحثت في قواميس اللغة والترجمات العالمية فلا تعرف لها معنى، سوى إما أنه من زمرة المدير وأقربائه أو أنها مكافأة خدمة غير معروفة الملامح أداها ولدهم وتتبع المسؤول!!
جملة ((ولدنا يستاهل)) نجدها اليوم قد تجاوزت حدود السرعة المحددة في سلم الترقيات والاستثناءات والامتيازات والمكافآت للبعض، بل وحتى في التوظيف في أفضل الأماكن والأفرع، لنجد أنفسنا في نهاية المطاف متهجئو الكلمات أصبحوا مسؤولين على أصحاب الخبرات والشهادات العليا، فضاعت الأمانة وضاعت مصائر الناس والسبب «ولدنا يستاهل»!! 
لذلك وصفها البعض بأنها فرصة لصعود البعض على أكتاف البعض من أجل إرضاء البعض، بغض النظر عن مدى الضرر الواقع على البعض، خاصة في المعاملات المهملة منذ سنوات، والتي تنتظر لفتة فقط، ولكن للأسف إلى اليوم دون تحريك ساكن يطمئنهم أن أمورهم في وضع أفضل، لذا فإن وصية السيد المسؤول تعتبر فوق كل اعتبار، فلا ضير من انتظارهم أكثر ما دام ولدنا سيحقق حلمه!! 
آخر وقفة 
ولدنا يستاهل.. قلبت موازين العمل اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق