وأنت في غفلة من أمرك تسير في هذه الحياة وبكل طمأنينة وسلام وتعمل من أجل تأمين راحة أسرتك منذ الصباح الباكر، وتجد وتجتهد وتحيا حياة سعيدة وسط بيتك بين زوجة راضية وأبناء بارين وألفة ومحبة ومودة تسود علاقتكم، التي أصبحت اليوم مضرباً للأمثال بين الجيران والأهل والمعارف وفجأة!!
فجأة تصلك رسالة ملغومة على هاتفك الجوال مفادها أنها فتاة عربية تبحث عن إقامة علاقة مع مواطن أو مقيم وموجود رقمها ومقر سكنها، وكأن الأمر عادي والدنيا بخير، فتستغرب وتستنكر هذا الفعل وهذه الجرأة، وكيف وصل الأمر المنافي للآداب إلى هذا المستوى وأكثر، وكيف بلغ فيهم كشف بلائهم بهذه الصورة المستنكرة والتواصل معك وأنت إنسان ملتزم وحكيم؟
فتتواصل مباشرة مع زوجك للسؤال عنها وتفتح معها موضوع هذه الرسالة، وفي داخلك بركان يغلي لتفاجأ بأن نفس الرسالة وصلت لها!! فتسألك (ليكون اتصلت؟) فترد عليها غاضباً، وهل أنا مجنون لهدرجة؟ ثم تسألها مستغرباً وكيف عرفوا رقمك أنتِ أيضاً بحيث أرسلوا نفس الرسالة لي ولك؟!
وبعد عودتك للبيت يدور حوار، ولكن بلغة مبهمة بينك وبين زوجتك أمام الأبناء عن الرسالة لتنصدم بطلب غريب من ابنك المتوسط (يباه ابغي رصيد)، والسبب وصلته أيضاً نفس الرسالة، ولأنه لم يفهم مغزاها طلب منك رصيداً لتعبئة بطاقته والاتصال بالرقم بعد الغدا لفهم المقصود!!
طبعاً الوضع أصبح غير مقبول في ظل هذه الرسائل التي تتوالى علينا من كل حدب وصوب ونحن مجبورون أن نستقبلها عبر هواتفنا، والسبب أننا لم نصل إلى تقنية تمنع هذه الرسائل المتطفلة الملغومة إلينا، فنحن اليوم فقط مستقبلون لكل غث وسمين لا أكثر، فهل هذا يعقل؟!
هل يعقل أن تصلنا كل هذه الرسائل البذيئة الحقيرة الموبوءة دون حراك يحمينا ويحمي فلذات أكبادنا من كيد المخربين، بحيث أصبحت الرذيلة تسوق وتباع وتوزع علناً وعبر هواتف الأب والأم والابن في آن واحد، دون قدرتنا على إيقاف منبعها وحماية مجتمعنا!! ولكم في ذلك أن تتخيلوا كم شخصاً جرب الاتصال بدافع الفضول للأسف!!
وأحمد الله أننا نعيش في مجتمع محافظ يتقي الله في كل حياته، والدليل الاستنكار المجتمعي الكبير الذي قوبلت به كردة فعل مستنكرة ورافضة لمثل هذه الرسائل الملغومة، والتي من السهل أن تصلنا ومن الصعب أن نتقبلها، والحمدلله.
اخر وقفة
انتبهوا.. فحقل الألغام لا يفرّق بين عدو وقريب!!