الخميس، 30 أبريل 2015

تبحث عن علاقة !!


وأنت في غفلة من أمرك تسير في هذه الحياة وبكل طمأنينة وسلام وتعمل من أجل تأمين راحة أسرتك منذ الصباح الباكر، وتجد وتجتهد وتحيا حياة سعيدة وسط بيتك بين زوجة راضية وأبناء بارين وألفة ومحبة ومودة تسود علاقتكم، التي أصبحت اليوم مضرباً للأمثال بين الجيران والأهل والمعارف وفجأة!! 
فجأة تصلك رسالة ملغومة على هاتفك الجوال مفادها أنها فتاة عربية تبحث عن إقامة علاقة مع مواطن أو مقيم وموجود رقمها ومقر سكنها، وكأن الأمر عادي والدنيا بخير، فتستغرب وتستنكر هذا الفعل وهذه الجرأة، وكيف وصل الأمر المنافي للآداب إلى هذا المستوى وأكثر، وكيف بلغ فيهم كشف بلائهم بهذه الصورة المستنكرة والتواصل معك وأنت إنسان ملتزم وحكيم؟ 
فتتواصل مباشرة مع زوجك للسؤال عنها وتفتح معها موضوع هذه الرسالة، وفي داخلك بركان يغلي لتفاجأ بأن نفس الرسالة وصلت لها!! فتسألك (ليكون اتصلت؟) فترد عليها غاضباً، وهل أنا مجنون لهدرجة؟ ثم تسألها مستغرباً وكيف عرفوا رقمك أنتِ أيضاً بحيث أرسلوا نفس الرسالة لي ولك؟! 
وبعد عودتك للبيت يدور حوار، ولكن بلغة مبهمة بينك وبين زوجتك أمام الأبناء عن الرسالة لتنصدم بطلب غريب من ابنك المتوسط (يباه ابغي رصيد)، والسبب وصلته أيضاً نفس الرسالة، ولأنه لم يفهم مغزاها طلب منك رصيداً لتعبئة بطاقته والاتصال بالرقم بعد الغدا لفهم المقصود!! 
طبعاً الوضع أصبح غير مقبول في ظل هذه الرسائل التي تتوالى علينا من كل حدب وصوب ونحن مجبورون أن نستقبلها عبر هواتفنا، والسبب أننا لم نصل إلى تقنية تمنع هذه الرسائل المتطفلة الملغومة إلينا، فنحن اليوم فقط مستقبلون لكل غث وسمين لا أكثر، فهل هذا يعقل؟! 
هل يعقل أن تصلنا كل هذه الرسائل البذيئة الحقيرة الموبوءة دون حراك يحمينا ويحمي فلذات أكبادنا من كيد المخربين، بحيث أصبحت الرذيلة تسوق وتباع وتوزع علناً وعبر هواتف الأب والأم والابن في آن واحد، دون قدرتنا على إيقاف منبعها وحماية مجتمعنا!! ولكم في ذلك أن تتخيلوا كم شخصاً جرب الاتصال بدافع الفضول للأسف!! 
وأحمد الله أننا نعيش في مجتمع محافظ يتقي الله في كل حياته، والدليل الاستنكار المجتمعي الكبير الذي قوبلت به كردة فعل مستنكرة ورافضة لمثل هذه الرسائل الملغومة، والتي من السهل أن تصلنا ومن الصعب أن نتقبلها، والحمدلله. 
اخر وقفة 
انتبهوا.. فحقل الألغام لا يفرّق بين عدو وقريب!!

الأربعاء، 29 أبريل 2015

حمد الطبية ولم الشمل !!


تجاوباً مع ما تم طرحه في مقال «لمّ الشمل!»
وصل هذا الرد الرسمي من مؤسسة حمد الطبية/ مركز طوارئ أطفال السد 
ننشره لكم مع كل التقدير لتجاوبهم السريع 
السيد رئيس تحرير جريدة «العرب» المحترم
تحية طيبة وبعد،،
بالإشارة إلى شكوى بعض الموظفات القطريات بمركز طوارئ السد من الدوام الليلي، والتي وردت بمقال السيد حسن الساعي الذي جاء بعنوان «لمّ الشمل» بتاريخ 15 أبريل 2015، نوضح ما يلي:
- أولاً: إن طوارئ الأطفال تعمل على مدار الساعة، ويتم فحص 1500 مريض بمختلف حالاتهم الصحية يومياً، مما يستلزم وجود طاقم طبي وإداري يتواجد على مدار الساعة، وهذا ليس حصرياً على المجال الطبي، وإنما يطبق في أكثر من جهة حكومية أخرى تقتضي العمل على مدار الساعة.
- ثانياً: إن تنظيم العمل في إدارة الطوارئ يستوجب تطبيق نظام الورديات الثلاث (الصباحية والمسائية والليلية)، وتم أخذ موافقة كتابية من الموظفات وولي الأمر، سواء كان الزوج أو الأب، بالالتزام بنظام الورديات أثناء العمل.
- ثالثاً: لقد التزمت الموظفات المعنيات بالشكوى بالتكيف مع نظام المناوبات المسائية منذ بداية إلحاقهن بالعمل، وذلك ضمن شروط الالتحاق بالوظيفة، وحرصاً من إدارة طوارئ الأطفال على الاستقرار الأسري لهؤلاء الموظفات، فإن الإدارة تتعاون مع جميع الموظفات وتسمح لهن بالانتقال إلى أماكن أخرى تتناسب مع ظروفهن العائلية، وحالياً يتم العمل على تخفيض دورية الليل للموظفات في كافة المراكز، ويجري تأمين عدد كاف من الموظفات ليتسنى تطبيق هذا الإجراء في جميع مراكز طوارئ الأطفال على حد سواء، وليس في طوارئ السد دون غيرها من مراكز طوارئ الأطفال.
هذا ما لزم إيضاحه.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
آخر وقفة 
كل التقدير للقائمين على خدمة لبيه، وسرعة تفاعلهم مع كل ما ينشر عبر صحيفة «العرب» الغراء .
شكراً لكم

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

وين راحوا !!


في نهاية سبعينيات القرن الماضي سألت جاري عبدالرحمن عن أخيه محمد، فقال لي إنه مسافر أميركا للدراسة منذ شهر تقريباً، وسيعود بعد ٤ سنوات، في حينها طبعاً لم أستوعب فكرة السفر والغربة للدراسة.
وبعد ما كبرت قليلاً، ودخلنا في منتصف الثمانينيات جاء إلى بيتنا أحد أبناء عمي للسلام على الوالد لأنه سيسافر للدراسة ٤ سنوات في بريطانيا، وحينها طبعاً بدأت أستوعب نوعاً ما معنى الدراسة في الخارج، وأهمية العلم لتطور مستقبل الوطن.
ومع دخولنا تسعينيات القرن الماضي ودخولي ميدان العمل والدراسة الجامعية بدأت أختلط أكثر بمجتمع مفتوح وأكبر، فلاحظت سفر فلان وفلان للدراسة في الخارج، بل وحرصهم أيضاً على اكتساب خبرة الغربة والاحتكاك بالآخرين. 
ومع مرور الزمن ودخولنا في الألفية الميلادية بدأنا نسمع أن هناك أعداداً كبيرة من طلابنا مبتعثين وموزعين حول العالم للدراسة، سواء في دول عربية أو أجنبية، وهذا بحد ذاته طموح أي أمة للنهوض بطاقات شبابها، لذلك كانت الغربة هي بداية البناء للمواطن الداعم لخطط نجاح مستقبل وطنه.
ولكن.. 
أين هم..؟ 
أين مخرجات تلك البعثات الدراسية التي أرسلناها للخارج من أجل استلهام العلم النافع من مصدره ومواكبة التطورات في جميع الميادين ونقلها إلى الوطن.. أين هم وأين علمهم؟ 
أين ذهبوا؟ ولماذا اختفوا ولم نعد نشاهد أحداً منهم اليوم في كرسي المسؤولية والتخطيط والتدبير؟ ولماذا استعنا بالخبرات الأجنبية (غير العرب) في تولي دفة الأمور الحيوية في بعض الجهات؟ 
في حين كنا وما زلنا وسنبقى نرسل بعثاتنا الدراسية للخارج من طلابنا وطالباتنا من أجل نقل العلم والتطور لنا، ولكن أرى أن الواقع يقول العكس إلا في بعض التخصصات!! 
إذاً أين الخلل لطالما وما زلنا نستعين بعشرات الخبرات من أجل مستقبل وطننا؟ 
إذاً لنوقف إرسال طلبتنا للخارج طالما أننا ما زلنا نستعين بهذه الخبرات في وطننا! 
لماذا الغربة والتعب والبهدلة وفي آخر المطاف سأجد الأجنبي الذي ذهبت للدراسة في بلده وتغربت وتعلمت هو من يدير دفة الأمور في مقر عملي؟ وأنا وجدت نفسي على الرف!! 
أين شبابنا من مخرجات بعثات التسعينيات.. أين هم؟! 
وأين شبابنا من مخرجات بعثات الألفية.. أين هم أيضاً؟ 
لماذا نفس الوجوه هي كما هي منذ ٨ أو ٩ سنوات لم تتغير أو تتحرك من كرسي المسؤولية؟
بل وجدنا طلبات بالعشرات لتجديد إقامة بالسنوات لبعض الخبرات الخارجية!! 
أعتقد الوضع بحاجة لإعادة تخطيط جيد، بحيث نغطي احتياجات السوق من كافة التخصصات الفعلية وليس الصورية.
فلا يعقل أن أغلب طلبتنا في دولة ما فقط في تخصص معين!! أين سيعملون؟ 
ومتى سنضع في اعتبارنا أن أبناء الوطن هم الوقود الفعلي لنهضتنا ويجب الاعتماد عليهم، بل ومنحهم الثقة والفرصة المناسبة لإثبات وجودهم وترجمة علم الغربة إلى واقع ملموس يغير حياتنا للأفضل؟؟ 
آخر وقفة.. 
وينكم يا خبرات سنين الغربة؟
وينكم يا أمل مستقبل وطنا الغالي؟
اختفيتوا ولا أخفوكم في زحمة أمور بعيدة عن تخصصاتكم!!

الاثنين، 27 أبريل 2015

مجبور ادفع له !!


تكررت خلال الفترة الأخيرة على مسامعي جملة (مجبور ادفع له) ومعظم من ذكروها تشعر في كلامهم بنوع القهر والغضب لأنهم كما يقولون مجبورون على الدفع أو... ولا سيما معشر النساء (الصيد الثري) حسب وصف أحد المحامين العرب الذي التقيت به في أحد مقاهي لندن الجانبية، معللاً ذلك بأن المرأة تدفع دون حساب أحياناً، المهم أنها انتقمت من طليقها أو جارتها أو عدوتها، المهم تنتقم، وطبعاً البعض منهن وليس الكل!! 
ويقول المحامي أحياناً مهنتنا تحتاج إلى اللعب بالعواطف أو إثارة الشجون أو تحفيز الزبون لتوكيل مكتب المحاماة للترافع عنه أمام القضاء بكافة درجاته، وللعلم مع كل خطوة نأخذ أتعابنا أخ حسن وبأضعاف أحياناً، حسب المرافعة وتأجيلاتها وأمور أخرى، لذلك ستجد أغلب الميسورين وكبار المليونيرة، خاصة اليوم، هم أحد المهنتين دكتور التجميل والمحامي، فسألته السبب، فقال: لأن أغلب زبائن كلتا المهنتين هن النساء، لذلك أطلقت عليهن (الصيد الثري) .
وعودة إلى مجتمعنا لأكمل معكم قصة (مجبور ندفع له) طبعاً هنا الوضع اتضح جلياً لكم أيها الأعزاء، فما زال البعض يشتكي من ارتفاع أتعاب بعض المهن الأساسية اليوم في حياتنا، ومن ضمنها المحاماة، خاصة في ظل الانفتاح بكافة أشكاله سبب لنا الكثير من المشاكل، ورفع للقضايا، وتوكيل محامين، سواء كانت مشاكل اجتماعية، تجارية، أدبية، أخلاقية وو..، وأمور كثيرة، وطبعاً في كل مرحلة قبل أن يبدأ بها المحامي لا بد من احتساب أتعابها!! 
ربما التكاليف التشغيلية مرتفعة أو ربما طبيعة هذه المهنة بكل تفاصيلها التي نعرفها أو لا نعرفها جعلت من أجورها عالية جداً، الأمر الذي أوقع البعض في مأزق، خاصة الطبقات الأقل من المتوسطة، فلا سبيل أمامهم إلا تطويع كل ظروفهم من أجل توفير مبالغ لمكتب المحاماة.
نحن نؤمن أن لكل مهنة أتعابها وظروفها.
ونؤمن كذلك أن البعض منهم حاول أن تكون أتعابه معقولة.
ولا ننكر أن البعض الآخر أيضاً قد فاق التوقعات لأتعابه.
ولا ننكر دورهم أيضاً في الوقوف مع الحق بل والدفاع عنه وإظهار البراءة.
وأذكر أني تناقشت مرة مع مجموعة من الشباب حول هذا الموضوع فكانت الإجابات على النحو التالي: 
- صدقوني يا إخوان مب كلهم أتعابهم مرتفعة، فالبعض منهم يراعي الظروف وينزل من السعر.
- وين حماية المستهلك عنهم ليش ما يدخلون ويحطون لهم سقف الأتعاب؟
- الإيجارات عالية لا تلومونهم.
- من تخلص قضية يفتح لك المحامي الباب لقضية ثانية وتعال ادفع عاد على كل شي.
- ودنا نعرف ليش أتعابهم مرتفعة ياخي، يمكن فعلاً عندهم مبرر يقنعنا كلنا.. 
طبعاً أنا اخترت لكم بعض الآراء ولكم الحكم أولاً وأخيراً.
آخر وقفة 
سمعت أحدهم يقول: 
(اللي عاوز.. يدفع..!!)

الأحد، 26 أبريل 2015

غير مسموح !!


تصلني خلال فترات متقاربة خاصة في الأيام الأخيرة بعض الإيميلات أو الرسائل الهاتفية لبعض الموظفين والموظفات الذين يعملون في قطاعات مختلفة بالدولة، سواء كانوا بالقطاع الحكومي أو الخاص، ملخص شكواهم أو ملاحظاتهم هي صعوبة إكمال تعليمهم الجامعي بهدف الحصول على درجات وظيفية أعلى وامتيازات أخرى متلازمة مع الدرجة، والسبب أنهم على رأس عملهم!! 
الموضوع يستدعي التوقف قليلاً، وتسليط الضوء عليه أكثر حول ذلك الوضع، خاصة ونحن نتكلم عن إكمال مسيرة علمية نحن وأنتم بحاجة لها، لأسباب وأهداف كثيره نعلمها جميعاً، ولكننا نفاجأ بواقع العمل والقائمين على تنفيذ قانون العمل، بحيث تجد أن كل أحلامك تحولت إلى سراب، وشعلة أمنياتك تحولت إلى رماد بسبب جرة قلم المسؤول (غير مسموح) على طلب إكمال دراستك الجامعية..
نضرب مثالاً حياً لأحد الإخوة عندما تواصل معي وهو في قمة الضيق والضجر والقهر والاستغراب، ففي داخله حلم وأمنية يتمنى أن يحققها له ولأسرته الكريمة، ولتحقيقها لا بد أن يكمل دراسته الجامعية، فتواصل مع الجامعات ووجد مراده في جامعة خارجية، فتقدم بطلب عبر إدارته لإكمال دراسته، وبعد المماطلة ٤ أشهر تقريباً وصل الرد من المسؤول (غير مسموح) لحاجة العمل له!! 
أعاد برمجة طموحاته، وتواصل مع الجامعات المحلية والوطنية، ووجد جزءاً من هدفه، ممكن أن يتحقق من خلال التحاقه بالدراسة في إحدى الجامعات، وتقدم بطلب لجهة عمله لمراعاته في فترات الدراسة، سواء صباحاً أو ظهراً، وهكذا حسب جدول المحاضرات، وانتظر الرد، وبعد شهرين وصله رد المسؤول (غير مسموح) فساعات الدوام محددة وأي تأخير سيخصم من رصيد إجازاتك!! 
أعاد مرة أخرى برمجة فكره تماشياً مع فكر (غير مسموح)، وقرر الالتحاق بدورات تأهيلية محلية، لعل وعسى تساعده قليلاً في تحقيق طموحه وتدعمه في التطوير والترقية والتقييم إن أمكن له ذلك، فتواصل مع بعض المراكز التدريبية، ووصل إلى مراده وتقدم بكتاب إلى جهة عمله أيضاً لإبداء الرأي، وضم شهادات التدريب لملفه، وجاء الرد كالعادة من المسؤول (غير مسموح)!! 
إلى الآن والأمور طبعاً متوقعة من هذا المسؤول، ولكن العجيب في الأمر والذي غير موازين كل الأمور فجأة أن مع تعيين مسؤول جديد تحولت العبارة من (غير مسموح) إلى (مسموح). والسلام.
آخر وقفة 
نعيد النظر ونفتح المجال أمام موظفينا لإكمال تعليمهم فهم مستقبل وطننا

الخميس، 23 أبريل 2015

جيل متذمر !!


تتصل بصديقك مساء للسؤال عنه والاطمئنان عن أموره العامة، فتجده في حالة تذمر واستياء بسبب طبيعة عمله، ومن ظلم المسؤول مديره!! 
تذهب إلى المجلس للقيا الأصدقاء والأحبة كعادتك المسائية، وتدور الأحاديث الجانبية عن الأحوال العامة إلى أن يصل الحديث عن العمل، فتجد البعض منهم متذمراً وغير راضٍ، أو ساخطاً فتتعجب!! 
تذهب إلى مقر عملك متفائلاً تجلس على مكتبك وتبدأ مهامك الوظيفية فيبدأ بعض الزملاء بالتوافد إلى مكتبك سواء لزيارتك أو للمرور عليك للسلام كعادتهم أو للتذمر، وهذا ما يكدر صفو يومك وهم النسبة الأكبر فتستغرب منهم، فتسأل أحدهم عن سبب عدم رضاه وإصراره على التذمر، فيقول لك ما في شي يشجعك..
التقييم ظلمنا، زحمة الشوارع وراها لفت نظر، تشتغل ولا ما تشتغل النتيجة واحدة، المهام والسفرات للمديرين واحنا الموظفين بس نكرف.
تبغي تخلص دراستك الجامعية عشان تحسن دخلك مديرك ما يوافق، عقب هذا كله وتبغينا نشتغل من قلب!! 
وضع يجعلنا فعلاً نتوقف قليلاً عزيزي القارئ ونعيد النظر في عدة زوايا مهمة تهم الموظف في ظل التذمر المستمر الذي يواجهه بعض الموظفين، مما أثر سلباً على علاقته الأسرية والمجتمعة، فأصبح شخصاً ساخطاً على كل واقع يعيشه، ولا سيما في مجال عمله، بحيث تحول إلى طاقة سلبية يبث حالته بشكل مباشر أو غير مباشر في المحيطين به من زملاء وأصدقاء وحتى أبناء وزوجات، فعند محاورتك لأحد أبناء هذا الموظف تلتمس في كلامه نوعاً من السخط انتقل إليه بطريقة غير مباشرة بسبب استماعه الدائم لحالة عدم الرضا والسخط الذي يعيشه والده، والنتيجة أننا بنينا جيلاً متوارثاً رفض الواقع، وسخطاً ملحوظاً وتذمراً مستمراً، والسبب هو الأب (الموظف). 
لنعد النظر في بيئة العمل والتي تؤثر بشكل كبير في نفسية الموظف، وعلى معدل إنتاجيته السنوية.
التعاميم والقرارات سواء كانت مدروسة أو عشوائية لها أيضاً دور كبير في تقبل الموظف للوضع الوظيفي.
التخصص، فكلما عملت في تخصصك كنت براحة نفسية وعطاء متجدد والعكس كذلك.
التقييم، فنظام التقييم يراه البعض ظلم الكفاءات وأنصف البعض الآخر، مع الأخذ في الاعتبار بعض المحاباة.
آخر وقفة.. 
قبل أي شيء الموظف إنسان وليس آلة تعمل بلا إحساس..!!

الأربعاء، 22 أبريل 2015

بين الواقع ومسلسلاتنا !!


من خلال متابعتنا لبعض المسلسلات المدبلجة أو المترجمة نجد في أغلبها أن الجانب الديني له حضور قوي مع اختلاف الديانات، فتكاد لا تخلو حلقة إلا وهناك عبادة تؤدى، أو صلاة تقام، أو حوار ديني فيه من الصلاح والإصلاح والنصح الواضح، ولنا في باقة مسلسلات (بوليود) مثال واقعي، حيث تتمتع بنسبة مشاهدة عالية في الخليج. 
ولكن لنر أحد مسلسلاتنا دون تحديد، وليكن بشكل عشوائي، للأسف نجد أنه يخلو وبشكل مباشر أو غير مباشر من أي توجه ديني يوضح أوامر ديننا الإسلامي ونواهيه، فنجد معظم المسلسلات تطرح مشاكل مجتمعية كالطلاق والخيانة والمراهقات والمخدرات وما إلى ذلك من ظواهر مجتمعية لا يخلو منها أي مجتمع، ولكنه يطرح في المسلسل في إطار ركيك ضعيف، حيث اهتم بجوانب وأهمل أهم جانب، فلا يستعين برأي الدين أو تبيان دوره الأساسي في حياتنا.
لماذا نغفل الجانب الديني في مسلسلاتنا الاجتماعية اليومية؟
لماذا نتجاهل الدين ونجعله فقط في آخر ٤ دقائق من الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي استمر٣٠ حلقة وهو يبث سموم الانفتاح والدمار الأخلاقي والسلوكي في عقول أبنائنا إلا من رحم ربي؟ بحيث صور لنا مجتمعنا وكأنه مجتمع يغزوه الانحلال الأخلاقي، وعند سؤالهم يأتيك الرد (المخرج عايز كده).
فنجد على سبيل المثال حواراً هادماً بين شخصيتين في المسلسل، ربما يمتد لربع ساعة أو أكثر، وعند إبراز مشهد ديني، فإن التسليم في نهاية الصلاة هو فقط المشهد الذي نراه والسلام.. فهل هذا يعقل؟!! 
هل يعقل أن ديننا الحنيف بكل سماحته وتعاليمه يتم تجاهله بشكل ملحوظ في معظم مسلسلاتنا العربية؟ ففصلنا ديننا عن حياتنا اليومية!! مع العلم أن القضايا المطروحة في تلك المسلسلات قضايا مجتمعية، ومحاولة البحث عن حلول لها، مع علمنا مدى دورها الكبير في التأثير على الآخرين، فنقوم بتجاهل الدين لدرجة أننا أبرزنا المنكر بوضوح وعلانية وطرق الوصول له، وتناسينا ديننا العظيم وطرق الهداية له، فشتان بين الواقع ومسلسلاتنا! 
شهر رمضان المبارك على الأبواب وهو الموسم المنتظر سنوياً لتجار الإنتاج الفني، وذلك لتسويق وضخ أكبر عدد ممكن من المسلسلات الاجتماعية الهادفة والهادمة، لذا نتمنى أن لا تخلو هذه المسلسلات من زرع الجانب الديني السمح في نفوس وعقول المتلقين، فكفى دماراً وهلاكاً لسلوكيات مجتمعاتنا.
فمشهد يجمع بين الأب وابنه وهو يصطحبه للمسجد أو لصلاة الجمعة أعتقد أنه لن يؤثر على البناء الدرامي للمسلسل، بل سيعزز جانباً مهماً في حياتنا، ومشهد آخر كالدعاء والإلحاح فيه أو النصح لصلاة الاستخارة، أو إضافة مشهد للريح وقوتها ثم دعاء الريح، أو الإصرار على عدم الدخول في الحرام مهما أثر الصديق على صديقه، أو صداقة الأم لابنتها وقربها لها ومصارحتها في إطار محافظ، أعتقد مشاهد بسيطة ذات بعد ديني ستعززه أكثر في نفوسنا.
وفي مقال عطر وحب بعنوان ((عتاب إلى مؤلفينا)) كتبت هدى السالم في صحيفة الرياض.. 
لدينا من العبادات بفضل الله كمسلمين ما يرتبط بنا ارتباط الجلد بالجسد، وأعتقد من منظور شخصي أن هذا الإهمال لجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية يعتبر إجحافاً للواقع، إضافة إلى ما يشكله من تأثير سلبي على عقول ومفاهيم تلك الملايين من عيون الشباب ذكوراً وإناثاً، والذين يشغلون الجزء الأكبر من أغلب المجتمعات العربية.. واسمحوا لي أن أعتبر إهمال هذا الجانب من عرضه أو على الأقل المرور به خلال أي عمل فني لا سيما المرئي مساهمة غير مباشرة في تشتيت مفاهيم الأجيال حول المعنى الحقيقي للتطرف.. انتهى 
آخر وقفة.. 
فكما للشر مساحة.. أيضاً للخير مساحة أكبر 
أرجو أن لا نتغافل عنها..

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

شريك الحياة !!


أثناء تصفحي اليومي لبعض الكتب والمجلدات والكتيبات التي أمتلكها في مكتبتي الخاصة، وقعت يدي على سلسلة شريك حياتي بعنوان (لكي أكون أروع شريك حياة)، وهو عبارة عن تهيئة الشباب والفتيات للزواج من فترة ما قبل الارتباط إلى يوم الزفاف لد. أسامة يحيى أبو سلامة، اخترت لكم ما يلي: 
كتب من ضمن خلاصة ما كتب: أيها الشباب أيتها الفتيات إن أردنا نهاية صحيحة لإقامة علاقة زوجية طاهرة عفيفة، فعلينا بالبداية الصحيحة، لأن صحة النهايات من صحة البدايات..! 
كما نصح كاتباً أيضاً: إذا طغت الرغبة في الارتباط بأي شخص على الرغبة في الارتباط بالشخص المناسب فلن تجني إلا تعاسة مؤكدة مؤلمة ومزمنة..! 
وهنا ذكر جملة من المفترض أن نرددها جميعاً فيقول: قبل الزواج.. سأفعل ما يريحني وبعد الزواج سنفعل ما يريح كلينا..! 
وكتب ضمن خلاصة ما كتب الكاتب في هذا الكتاب: 
إن الوقاية وحماية البنات في مرحلة الطفولة من الإيذاء الجنسي مهمة للغاية، أما العلاج فطريقه هو الحوار والاستشارة النفسية لتشجيع الفتاة على نسيان الماضي وتفهمه، وفتح صفحة جديدة مع نفسها والحياة.
وفي الفصل الثاني كتب في إحدى الصفحات (97) أيتها الفتاة كوني كالزهرة بتدينك وأدبك وحيائك التي تجذب لها النحلة المنتجة للشهد والعسل، ولا تكوني كالفضلات والنفايات بتبذلك واستهتارك التي تجذب الذباب المسبب للأمراض.
وحول أنماط القبول والاختيار كتب خلاصة مهمة: في النمط الاجتماعي إنهم يختارون له، وهو غالباً ما يرضى باختيارهم، وإنها تقبل عادة بمن يوافقون عليه!! 
ونصح الشباب نصيحة مهمة فيقول الكاتب: لأن تعيش وحيداً بعض الوقت خير لك من أن تكون متزوجاً وتعيساً طوال الوقت.
وهنا توجه الكاتب للشباب مخاطباً ومذكراً إذا عرض على الشاب عدة فتيات في آن واحد ليختار منهن، فسيحتار بينهن وسيفشل في انتقاء إحداهن، لذلك كن حريصاً أن تكون مكانتك عند أهل شريك حياتك كمكانة شريك حياتك عندهم، فالصبر الطويل والإحسان الجميل هما جناحا الوصول إلى المكانة المنشودة عند أهل شريك الحياة.. 
آخر وقفة 
يُربي أينما يظهر.. ويُثمر بعدما يُزهر

الاثنين، 20 أبريل 2015

القرار المناسب !!


خلال الأيام القليلة الماضية، ومن خلال متابعتي اليومية للشأن المحلي، ولا سيما التعليمي، والذي يعتبر جل اهتمام الكثيرين منا، وجدت أن هناك قرارات على شكل تعاميم صدرت مؤخراً حملت أخباراً سارة غير مسبوقة بعد أن طال انتظارها، تصب لمصلحة العمل والطلاب، بحيث ستجعل من بيئة التعليم بيئة خصبة للعمل والإنتاجية.
الأسبوع الماضي صدر تعميم خاص بالمدارس النموذجية يقضي بفصل طلاب الصف الخامس والسادس، وتحويلهم إلى مدارس أخرى محددة جغرافياً كمرحلة أولى، ستتبعها مراحل أخرى تدريجياً في كافة المدراس النموذجية في الدولة خلال السنوات القادمة، مما سيخلق قاعدة تعليمية جاذبة ومريحة للعمل والتطوير، بعد سنوات القلق والضيق الذي عانى منه الكادر التدريسي من أخواتنا المعلمات، من جراء الأطفال المراهقين!! 
ويوم أمس أيضاً صدر تعميم يفيد بتحديد تقييم الاختبارات الوطنية للصفوف الثالث والسادس والثالث إعداداي في خطوة غير مسبوقة نادى بها جميع أولياء الأمور والكادر التعليمي والطلبة منذ سنوات مضت، لدرجة أن البعض منا -وأنا منهم- فقدنا الأمل في إلغاء الاختبارات الوطنية (شبح الاختبارات) لنفاجأ اليوم باستجابة المجلس لرغبة الجميع، وذلك بتحديد فصول بعينها يقيم من خلالها الطلاب بنظام الاختبار الوطني، مع إعفاء كافة الفصول الأخرى.
أعتقد وبناء على هذه التعاميم التي أثلجت صدورنا سيتغير الوضع التعليمي إلى أحسن حال، وسيحسب للقيادات الحالية التي تعمل بصمت وبعيداً عن عدسات الإعلام هذه الخطوة المباركة من أجل مستقبل واعد ومسار تعليمي صحيح، يساعد على اكتساب العلم والتعلم، فشكراً لهم ولحرصهم.
آخر وقفة 
التعاميم القادمة مبشرة أيضاً، انتظروا إن شاء الله..!!

الأحد، 19 أبريل 2015

موسمنا الثالث !!


مع إشراقة شمس اليوم الأحد ينطلق الموسم الثالث للعام الدراسي ٢٠١٤ - ٢٠١٥، حيث سيعود الطلاب لمقاعد الدراسة، والكادر التدريسي والإداري يعودون أيضاً إلى مدارسهم وسط آمال وتطلعات متفائلة يشعر بها الجميع بنتائج إيجابية ستعود على نفسية الطلاب بعد إجازة الربع الثالث من عمر العام الدراسي التي تم إقرارها مؤخراً، وما ترتب عليها من تخفيف كبير وملاحظ من ضغط العمل المستمر ٩ أشهر متواصلة.
يعود طلابنا اليوم وهم يحملون في داخلهم حلم النجاح والتفوق والتميز، فما عاد الوضع كما كان أو سيكون، بل أصبح للأفضل ولله الحمد، خاصة بعد التوجه الإيجابي لمجلس التعليم متمثلاً في وزيره الذي لا يألو جهداً في توفيق كافة التعاميم والقوانين لصالح المسار التعليمي بأركانه الثلاثة الطالب والمعلم والمادة.
لذلك وجدنا هذه السنة إقلالاً ملاحظاً في تعاميم المجلس التي كان يشتكي منها الإداري قبل المعلم، مع علمي أن التوجه الآن لإعطاء فرصة للمعلم للتفرغ فقط للتدريس، مما سيعود بالنفع على الطالب لأنه المتلقي.
وبما أن البيت جزء مهم لا يتجزأ من المسار التعليمي للطالب، فإن على عاتقه تقع مسؤولية مشتركة لا تقل أهمية عن مسؤولية الطالب والمدرسة بل ربما أكثر.
فبالمتابعة اليومية مع الطالب والتواصل المستمر مع المدرسة للوقوف على مستوى الطالب لتقويمه أو تدعيمه، أو المراجعة البيتية، كلها وسائل سهلة من خلالها يمكننا أن نكون خير عون لطلابنا في مختلف مراحلهم الدراسية.
وعلى الطالب وهو محور العملية التعليمية لأنه أمل المستقبل عليه أن يشحذ الهمم من اليوم، ولا يتساهل أو يتراخ في التحصيل والمراجعة والمتابعة، بل عليه أن يجدّ ويبحث عن العلم والفائدة، ليس فقط بين الكتب المدرسية والمراجع العامة، بل يجتهد في تنوع مصادر المعلومة قدر الإمكان. 
آخر وقفة 
على بركة الله 
نبدأ موسمنا الدراسي الثالث

الخميس، 16 أبريل 2015

فكروا فينا !!


الاستقرار الأسري موضوع مهم يسعى له كل أفراد الأسرة، ونخص بالذكر هنا الأب والأم، حيث يقع على عاتقهم توفير حياة كريمة سعيدة لأبنائهم، حتى ينعموا براحة وطمأنينة واستقرار..
وربما المرأة يكون لها دور كبير في هذا الصدد، لأنها تعتبر الداعم الوحيد للزوج لمواجهة تحديات الحياة وتقلباتها، سواء كانت الزوجة الأولى أو الثانية.
ولعل السكن المناسب هو عماد استقرار الأسرة مهما بلغ عدد أفرادها، لذلك نجد أن البحث عن المسكن الآمن أو بناء مسكن يحتوي الأسرة هاجس يحمله قطبا العائلة خلال حياتهم، من أجل مستقبل أبنائهم.
وصلتني هذه الرسالة من الأخت الكريمة أم محمد تناولت من خلالها موضوعاً أعتقد سينال استحسان البعض، وربما قد يتحفظ عليه البعض الآخر أو يغضب، ولكنه واقع، وآن الأوان أن نفكر فيه..!! 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أنا امرأة متزوجة وأعتبر الزوجة الثانية، أنا أحب أن أتطرق لحقوق الزوجة الثانية من مسكن وأرض وقرض، أسوة بالمطلقة والأرملة وغير المتزوجة، والتي تجاوز عمرها الأربعين سنة..؟ فأين حقي ولماذا سقطت سهواً من القانون؟؟ 
زوجي أخذ قرض الإسكان منذ سنوات لبناء منزله الأول منذ ثلاثين سنة لزوجته الأولى، والبنك اليوم لا يمنحه القرض بسبب عمره الذي تجاوز الستين عاماً.
طيب أنا أين أسكن؟ ألست زوجة ويحق لي الاستقرار مع أبنائي أسوة بالزوجة الأولى أم أبقى رهينة بيت صغير لا يليق بنا وبعدد أفراد أسرتنا أم أسكن مع زوجته الأولى مع أولادي وأبنائهم، وناهيك عما يترتب عليه من مشاكل أنتم أعلم بها.. إلخ.
أنا موظفة ودرجة وظيفتي الأولى ألا يحق لي قرض وأرض أسوة بالزوجة الأولى التي حصلت على حقوقها من أرض وقرض من خلال الزوج..؟ 
والملاحظ أيضاً أن حتى المرأة القطرية التي تتزوج من رجل غير قطري لها الحق في امتلاك أرض وقرض حسب علمي، للحفاظ على كيان أسرتها واستقرارها.
والزواج قسمة ونصيب، وهذا قدري الذي كتبه الله لي أن أكون الزوجة الثانية، والحمد لله على كل حال.
وللعلم اللي راح تدفعه المرأة اللي سن لها القانون ومن حقها القرض والأرض، أنا بعد أقدر أدفعه للبنك أحسن ماخذ قرض وأحط على نفسي دين كل شهر لا يقل عن ١٥٠٠٠ ريال أو أكثر، الرجاء النظر في هذا الموضوع للمصلحة العامة.
(فكروا فينا) وجزاكم الله خيراً.. انتهى.
شاكر لك أم محمد على هذه الرسالة التي تحتوي على موضوع مهم وهو الاستقرار الأسري للزوجة الثانية أسوة بالزوجة الأولى.. 
أتمنى من الجهات المختصة النظر فيه بعين الاعتبار، ودراسته من عدة زوايا، إن كان يحقق المصلحة العامة أم سيترتب عليه أضرار لا نعلمها على مستقبل الحياة الأسرية.. والرأي لكم.
آخر وقفة 
الأسرة السعيدة 
يجمعها الود والحب (والاستقرار)

الأربعاء، 15 أبريل 2015

لمّ الشمل !!


لا ننكر جميعاً مدى أهمية دور الأم في المنزل سواء لرعاية أبنائها أم متابعة أمور منزلها، أو حتى رضا زوجها وتأمين احتياجاته اليومية، فهي صمام الأمان وأحد أهم أعمدة بناء المنزل، فهي متعددة القدرات والإمكانات، بعكس الزوج أو الرجل، لذلك فإن مراعاتها وتقدير جهدها واجب على الجميع سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، فلا تنازل أو غنى عنها مهما كان البديل.
ما جعلني أكتب لكم هذه المقدمة البسيطة حول أهمية دور الأم في حياة الأسرة، وأخص بالذكر هنا الأم العاملة التي ربما تتطلب طبيعة عملها أحياناً المكوث خارج المنزل لساعات طويلة قد تمتد حتى منتصف الليل، رسالة وصلتني من مجموعة موظفات يطالبن بمراعاتهن فيما يخص ساعات العمل الممتدة حتى منتصف الليل..!! 
الأخ الفاضل / حسن الساعي 
نشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه وما تطرحه.. أخي الكريم أود أن أطرح عليك موضوعي، وأرجو منك النظر له بعين الاعتبار.. بل وأتمنى أن أجد حلاً لهذه القضية.. 
نحن مجموعة موظفات قطريات الجنسية، نداوم في طوارئ الأطفال (السد)، ولكن طبيعة عملنا بنظام الورديات عكس الجهات الأخرى، فينتهي دوامهم الرسمي ظهراً، وأحياناً مع بداية العصر، ولكننا هنا وبسبب عدم وجود عدد كافٍ لفترة المساء فنضطر مرغمين بالدوام فترة الليل حتى الصباح، مما جعلنا نعاني الأمرَّين، أمر ضغط الدوام بنظام الورديات.
الأمر الثاني وهو الأهم ترك فلذات أكبادنا وأزواجنا طوال الليل بسبب ظروف عملنا بلا مراعاة، رغم وعود الإدارة لنا بحل مشكلتنا وإلغاء وردية الليل مراعاة لظروفنا منذ سنوات.
إلا أن الأمر ما زال قائماً، مما عرض البعض منا إلى مشاكل عائلية مع قلقنا الشديد من تطورها للطلاق..!! 
أرجوكم راعوا ظروفنا الأسرية 
راعوا تماسك أسرنا 
لا تساهموا في هدم كيان البيت 
وبيدكم حل المشكلة..!! انتهى 
أعتقد الصورة واضحة لا تحتاج إلى تزيين أو تمجيد.
مشاكل أسرية بدأت تظهر على السطح بسبب طبيعة عمل الأم العاملة ليلاً.
شتات أسري قد يحدث لو لم تحل المشكلة.
لا نكابر ونتجاهل 
فكما أن لك أسرة وأنت حريص على استمرارها بيسر وسهولة أيها المسؤول، أيضاً للموظفة الأم أسرة وتحرص على سعادتها واستقرارها قدر المستطاع، فلا تخذلها.
آخر وقفة 
بيدنا الحل.. للمّ الشمل..!!

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

القانون قانون !!

تجلس على كرسي المسؤولية تأمر وتنهى، وتغضب وتجامل، وتواجه وتتهرب، وتبتسم وتفكر وتقرر، وتظلم وتنصف، وتتقدم وتتقهقر، وتتسمع ولا تسمع، وتتنصت ولا تثق، حالة يومية يمر بها أي مسؤول اليوم، خاصة عندما يكون تعامله مع الآخرين مباشرة فتجده يمر بكل هذه الحالات، فهو يضطر أحياناً أن يتلون بألوان الطيف كي تسير سنوات الخدمة بيسر وسهولة!!
ونجد في البعض منهم مدى تمسكهم بتنفيذ القوانين بشكل صارم لا هوادة فيه، فاستغلوا السلطة الممنوحة لهم ليظهروا قدراتهم السلطوية، فظلموا الصديق والقريب والزميل، في حين أطعموا التابع والمرافق وناقل الخبر، وعند مراجعتك لهم لمناقشتهم فيما وقع عليك من ظلم فيأتيك الرد القاسي مب عاجبك استقيل!! تعجب من الرد ومن حدته، فتبادر بالنصح قائلاً خاف ربك بتدور الأيام فيبتسم قائلاً القانون قانون!! 
وطبعاً مع مرور الأيام مسير الحال أن يتغير، ويتبدل إلى حال، فلا استقرار ولا استمرار، وجيل يحل محل جيل، وفكرٌ يتطور، وحلم يتبدد، ووضع يتغير، فيجد المسؤول نفسه قد حال بينه وبين سلطته وبطشه تعميم إداري أنهى قسوة إدارته وأحادية فكره، فانكسر في داخله ذلك المارد الأخضر الذي دمر كل علاقة طيبة ربطته بزملاء العمل السابقين الذين جلسوا بالساعات فقط ليحظوا بدقائق لمقابلته حتى ينصفهم أو يعيد النظر في قراره ضدهم، وكان يرفض دائماً مقابلتهم.
جلس يسأل عن زملائه وأصدقائه وعن أوضاعهم فلم يجد منهم سوى الصد والتجهم في وجهه بسبب سوء تعامله معهم سابقاً، فاتجه يطالب بحقوقه وإنصافه بعد سنوات الخدمة فوجد نفسه يجلس بالساعات ينتظر مقابلة المسؤول الجديد الذي يرفض بالعموم مقابلته، حتى ذلك الواشي الذي أطعمه أيام المجد مر عليه مرور الكلام دون سلام.
جلس مع بعض من تبقى من زملاء العمل يشكو لهم الحال وسوء وضعه ونفسيته، وما آلت إليه ظروفه بعد إعفائه من منصبه، فتجاهله البعض وابتسم له البعض الآخر، إلا أحدهم وقف أمامه قائلاً (قلنا لك) وقلت (القانون قانون).

آخر وقفة 
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه... 
فلن يضيع جميل أينما زُرِعَ... 
إن الجميل وإن طال الزمان به.. 
فليس يحصده إلا الذي زَرَعَ...

الاثنين، 13 أبريل 2015

وضاع التليفون !!


عندما نشتري لطفل لم يتجاوز من العمر عشر سنوات هاتفاً لوحياً مطوّراً هدية نجاحه في اختباراته، أعتقد سيكون أسعد إنسان في هذه الدنيا، فنظرته الضيقة للحياة صورت له أن الفرحة القصوى هي هاتف آخر موديل ليتباهى به أو يستخدمه كاستخدام يومي (متعدد) بلا رقابة أو متابعة!! 
وطبعاً خلال فترة الإجازات تكثر الفعاليات والاجتماعات الأسرية بسبب أو بدون سبب، المهم الجميع يجتمع صغاراً وكباراً دون استثناء، بهدف لمّ الشمل، وتبادل الأحاديث الجانبية ذات الفائدة الكبيرة أو المعدومة، المهم هناك حديث وتنفيس وتوسيع خاطر، لذلك تكون مثل هذه الملتقيات عبارة عن ملابس بسيطة وغير متكلفة لأن محد غريب!! 
ولكن ولدنا دحوم الله يحفظه مع جواله متعدد الاستخدامات، لا يألو جهداً في التقاط صور لهذه اللحظات الأسرية الخاصة السعيدة كنوع من التوثيق واللعب بالفوتوشوب ببعض الصور، لأن برمجيات هذه الهواتف كثيرة ومتعددة، ولا يمنع من استخدامها أي أحد، فقط اختر فتجد دحوم التقط صوراً لأمه وخالته وعمته وجدته وبنات الخالة والعمة وأحفادهم والأمور طيبة.
وكالعادة مثل هذه الاجتماعات الأسرية يكثر اللعب والركض بين الأطفال ودحوم أحد هؤلاء الأطفال يلهو ويلعب دون اكتراث أو محاسبة، المهم أنه يركض ويضحك ويصور حتى يتعب، وتدور الساعة لتصل إلى منتصف الليل فنجد دحوم يبحث عن مأواه اليومي بعد أن غشاه النوم، فنام مرتاح البال، وفي الصباح اجتمعت العائلة الكريمة مستذكرين أحداث الليلة الماضية فرحين مبتسمين، إلى أن وصلوا للسؤال المهم (دحوم وين تليفونك..؟) 
طبعاً كل من في البيت بدأ في رحلة البحث عن هذا المفقود تليفون دحومي الذي خرج ولم يعد، بل ضاع ولم يعد، وأجريت الاتصالات على أعلى مستوى للسؤال عن الهاتف ومحتوياته أين اختفى؟ ولكن للأسف باءت كل المحاولات بالفشل، فلم يره أحد ولم يأخذه أحد، والسبب أن دحوم نسي أين وضع تليفونه؟!! 
آخر وقفة 
دحوم ما قصر صور هله كلهم 
وفي الآخر ضاع التلفون!!

الأحد، 12 أبريل 2015

أغلى من بيع السوق


حدثني أحد الإخوة يوم أمس عن موضوع يراه البعض أنه ضريبة النجاح، ويراه البعض الآخر أنه عادي جداً والأمور طيبة!! ما حدثني عنه بصراحة كنت أسمعه من فترة، وتوقعت أنه انتهى مع التطور الإداري الذي طرأ على الجهات المختلفة مؤخراً، ولكن واقعياً أرى أنه متكرر ويحدث في أكثر من جهة، رغم الضبط والربط والشدة المتبعة في أداء العمل اليومي للموظف، ولكنه واقع لا ننكره.
يقول بوجاسم: 
بوعلي أنا صار لي ٢٢ سنة أشتغل في جهة حكومية، والحمد لله أبشرك ملفي أبيض، ويشرفني ملتزم وأحب شغلي وكتب الشكر سنوياً توصلني، ويتم تكريمي أكثر من مرة بالموظف المثالي، ولا حتى مرة غبت، وإن غبت كان غيابي بعذر طبي من مستشفى حمد، أو عارضة رسمية، ولكن يا بوعلي طلع علي هذا كله أغلى من بيع السوق!! 
ليش خير.. 
تصدق أني لو غبت يوم واحد أو تأخرت عن الدوام والله إن كل المسؤولين اسألوا عني وطلبوا ملفي وكشف حضوري وغيابي ولجنة تحقيق وسوالف مالها تالي كل ذي.. ليش اتأخر نص ساعة عن الدوام!! 
وتدري أخوي حسن وين القهر: والله إن في موظفين معانا في الشغل بالأسابيع غياب ما نشوفهم ولا ندري عنهم، وإن حضروا اجلسوا بين الجرايد وبين سوالف التليفون لا عمل لا إنجاز!! والغريب أن محد يسأل عنهم، ولا يدرون شسالفتهم ولا حتى حولوهم للتحقيق.. شفت القهر!! انتهى.
ربما يرى البعض منا أن الوضع طبيعي لا غرابة فيه، فهناك من يعمل ويلتزم ويقدر ويكرم من قبل مسؤوليه، بالمقابل هناك من يرى أن الوضع يحتاج إلى وقفة صارمة لمعاقبة المتسيب ومكافأة الملتزم، فلا يعقل يستوي من يعمل بجد واجتهاد، ومن كان حضوره كغيابه لا تأثير ولا تأثر، فهل يرضيكم هذا الوضع؟! 
يرى بوجاسم أن العتب على المسؤول (العود) بسبب عدم توزيعه مهام العمل على كل الموظفين، والاكتفاء فقط بشخص أو اثنين في متابعة شؤون تسيير العمل اليومي، مما جعلهم في دائرة الضوء أينما كانوا أو غابوا، ومن هنا شعر الموظف المجتهد بحجم الظلم الذي وقع عليه من قبل إدارته المباشرة التي أوكلت له حجم عمل زائداً عن طاقته العملية، لأنه ممتاز، وأرخت حبال القارب للموظفين الآخرين، لأن أداءهم دون المطلوب، فجلسوا بلا عمل يذكر مستمتعين بأوقاتهم.. فهم بطالة مقنعة.
آخر وقفة 
العدالة أن نعمل جميعاً 
والظلم أن يعمل فقط بوجاسم.

الخميس، 9 أبريل 2015

لا تحزني !!


إلى تلك المشاعر التي تنبض بحب الخير للناس 
وإلى تلك القلوب التي تسعى لقضاء حوائج الناس 
وإلى تلك الأفعال التي تسبق الأقوال قبل أن يجف عرق تعبها والتي يقف وراءها رجال يشار إليهم بالبنان 
حالة إنسانية أضعها بين أيديكم وفكركم 
حالة تحتاج منا وقفة جادة لإيصال نبض آهاتها إلى صاحب القرار.. 
السلام عليكم... 
أنا سيدة ومواطنة قطرية، أتمنى أن يصل صوتي إلى أصحاب الحق في هذا الوطن السخي، وأطمع في كرم أصحاب الأيادي الكريمة. لدي ابن يبلغ من العمر ٣٦ سنة يعاني من فشل كلوي مزمن، وإحدى كليتيه تعمل بنسبة %١٢ فقط، وقد دخل مستشفى حمد لتلقي العلاج في شهر أكتوبر ٢٠١٤م، ومكث في المستشفى قرابة ١٧ يوماً، ثم أصيب بنزيف في الرأس بعد سقوطه على أرضية المستشفى بالقرب من مصلى الرجال، حيث ذهب لأداء صلاة الجمعة، وعند خروجه سقط على الأرض، وبعدها ظهرت عليه أعراض الصداع الشديد والقيء، وتم إخبار الطبيب بالأعراض التي يعانيها، غير أن الطبيب لم يجر له أي أشعة، وبعد سادس يوم من سقوطه دخل في حالة غيبوبة تامة، وعندها قام الأطباء بإجراء أشعة للرأس فتبين وجود نزيف، وتقرر على الفور إجراء عملية جراحية في الرأس، وأدخل العناية المكثفة بمستشفى حمد، وبعد العملية بثلاثة أيام أجريت له أشعة مرة أخرى، واتضح أن النزيف ما زال مستمراً، مما استدعى إجراء عملية عاجلة للمرة الثانية. وبعد العملية الثانية أدخل مرة أخرى إلى العناية المركزة، ومكث فيها لفترة تزيد عن الشهر، وهو حالياً يرقد بمستشفى حمد العام في حالة غيبوبة تامة وفقدان للوعي، وحيث إنني قطرية الجنسية، وقد هجرني زوجي منذ عدة سنين، وابني (جاسم) هو العائل لي بعد الله، وليس لدي دخل سوى مساعدة الضمان الاجتماعي، لذا أطلب وأناشد قيادتنا الرشيدة بالموافقة على سفره للعلاج بالخارج، وتحمل تكاليف العلاج. 
الحزينة أم جاسم.. انتهى.. 
طبعاً الوضع صعب جداً اليوم على أسرة جاسم، خاصة بعد المضاعفات التي لازمته من بعد سقوطه، واكتشاف النزيف بعد عدة أيام، فهل من مغيث يكون سبباً يجعله الله لإدخال الفرح والسرور على هذه الأسرة المكلومة؟
آخر وقفة 
الله يهون عليك يا أم جاسم ولا تقلقي.. الساعون في تفريج هموم الناس موجودون بيننا ولله الحمد.
فنسأل الله له الشفاء العاجل والعودة لبيته ومكانه 
وأن تقر به عينك إن شاء الله 
ولا تحزني

الأربعاء، 8 أبريل 2015

معالم قطرية !!


عندما نزور بعض الدول الخليجية أو العربية أو الأجنبية فمن الطبيعي أننا نزور أحد أهم معالمها المعروفة والمعتمدة رسمياً كمَعْلَم يدل على هذا البلد أو ذاك، فعلى سبيل المثال دولة الكويت اتخذت من الأبراج معلماً رئيسياً لها، وجمهورية مصر العربية اتخذت من الأهرامات رمزاً للحضارة ومعلماً سياحياً ثقافياً مهماً، وكذلك بريطانيا اعتمدت ساعة بيغ بين في كل مجسماتها وفعالياتها، وطبعاً الصين اعتمدت سورها العظيم، وهكذا إلى آخر الدول.. 
إن ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ذلك الاجتماع التحضيري الذي حضرته لفعالية قادمة سيشارك فيها بعض الإخوة خارج الدولة ممثلين عن القطاع الخاص، وذلك لتحديد الهدايا التذكارية الخاصة لكبار الشخصيات بغية تكريمهم، وليبقى التذكار حاضراً كذكرى للوفد القطري المشارك.
ودارت حوارات واقتراحات ومناقشات اتسمت بالشد والجذب عن نوع الهدايا التي سيقدمها الوفد أثناء حضوره للفعالية، فتعددت الآراء والمقترحات بين مجسم للزبارة أو مجسم للشيراتون أو باب قديم تراثي، وأحدهم اقترح مجسماً لبرج الشعلة كرمز للرياضة والتفوق، وهناك اقتراح لأنواع غالية من العود الطبيعي ومجموعة سيوف أصلية.
إلى أن اقترح أحد الإخوة الوافدين (مجسم دب المصباح الأصفر) فاستغرب البعض وابتسم البعض الآخر مما أثار استغرابه قائلاً لماذا استغربتم هو فعلاً أصبح أحد أشهر الرموز حول العالم كتحفة فنية مهمة في مطار حمد الدولي وللدولة بالنسبة للوافدين، فكل من يرى صورة الدب الأصفر يدرك مباشرة أنه في قطر، فلماذا استغربتم؟! 
طبعاً هذا الحدث جعلني فعلاً أفكر ملياً وكثيراً عن المعلم الرئيسي المعتمد من قبل الجهة المعنية، والذي لا بد أن نركز عليه كرمز يشير إلى دولة قطر، بحيث تسلط عليه الأضواء سواء في المطبوعات أو المراسلات أو وسائل الإعلام، أو حتى هدايا الوفود الرسمية وغير الرسمية، فاسترجعت مجموعة من المعالم، ولكني لم أستطع حصرها، مع العلم أن بعض الدول وظفت شركات دعاية وإعلان كبرى مهمتها فقط التسويق للمعلم كدلالة للدولة.
أذكر أني تناقشت مع مجموعة مقربة عن اختيارهم لمعلم رئيسي لدولة قطر، فكانت الآراء تحوم حول مجسمين لا ثالث لهما، إما برج الساعة كبداية حقيقية لتطور الدولة في فترة السبعينيات، أو برج الشعلة كرمز التحدي والإصرار والتفوق والتميز، لذلك من الممكن أن نفكر معاً لاختيار مَعْلَم رئيسي ليبقى حاضراً في ذاكرة الأجيال.
آخر وقفة 
أرجو أن يكون معلمنا يدل على هويتنا

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

حتى لو كنا أقلية !!


قد لا يقدّر البعض منا أهمية لغتنا الجميلة وتأثيرها في حياة الآخرين على مر الزمان، بل وتحضرها أيضاً، وقد لا يدركون أن حفظ اللغة وضمان استمراريتها مسؤوليتنا جميعاً مهما واجهنا من تحديات، وإن تساهلنا في ذلك حتماً سنفقدها، خاصة مع التوسع السكاني الذي لا يتوقف مع مرور الزمن.. 
وليعلم الجميع أيضاً أن كثيراً من اللغات واللهجات كما تقول المصادر انقرضت، بل وتناساها الزمن عبر العصور، وبالتالي تلاشت معرفتنا بحضاراتها وشعوبها، فأصبحت كأنها لم تكن، لذلك تمسكت الشعوب بلغاتها ولهجاتها، وذلك لضمان استمراريتها عبر العصور وتعتبرها لغتها الرسمية التي لا يمكن التنازل عن التخاطب بها، حتى وإن كانوا على دراية بلغات أخرى.
قرأت هذه التغريدة عبر «تويتر» وسأترك لكم التعليق لاحقاً: 
أخوي حسن متى يشترطون على الأجنبي عند التوظيف أن يتقن اللغة العربية زي شرطهم علينا.
والله صار لي ساعة في (مستشفى خاص) أبي بس تأخير موعد عملية ومرمطوني عشان ما فيه أحد يتكلم عربي.
يعني بالعربي خلوني أنتظر أكثر من ساعة لين يجي حد يتكلم عربي، وأنا أحترررق من داخل لا وكأني أنا الغلطانة ليش ما اتكلم إنجليزي ياااليت يكون من ضمن شروط التوظيف في الأماكن اللي مثل هذه أن يتقن اللغة العربية.
المشكلة تصير كأنك انت الغلطان، ليش ما تعرف انجليزي وانت عاد رح دور لهم مترجم عشان يترجم لك أهم مالهم خص.. انتهى.
يا جماعة الخير لغتنا الجميلة مسؤوليتنا جميعاً، والتهاون في استخدامها في حياتنا العامة أو العملية بحجة التطور والتحضر هو بداية انقراضها وتلاشيها وضياع هويتنا، فأهمية اللغة لا تكمن في كونها وسيلة تخاطب وتعارف وتخليص معاملات فقط، بل هي هويتنا العربية وحضارتنا الممتدة منذ مئات السنين، وهي لغة القرآن الكريم.. 
لا ننكر أن أعداد المتحدثين بلغتنا العربية اليوم لا يقارن بعدد المتحدثين باللغات الأخرى، كون أن هناك جنسيات مختلفة تعيش بيننا وتساهم في التطور الحضاري في الدولة، لكننا يجب أن ندرك أيضاً أن لغتنا الجميلة هي اللغة الرسمية في الدولة، وهي لغتنا الأصلية التي لا تنازل عنها.
وللعلم الكثير من الإخوة المقيمين خاصة العرب منهم لا يجيدون اللغة الإنجليزية أيضاً، فلماذا إذاً نتجاهل لغتنا العربية الأصلية لأسباب نرجعها في زيادة نسبة غير الناطقين بها أو الزائرين للدولة، فراعيناهم وتجاهلنا لغة شعوبنا.
لذلك تعالت المطالبات والأصوات بأن تكون ضمن شروط التوظيف في قطاعاتنا المختلفة إجادة اللغة العربية تحدثاً وكتابة، وهذا أقل شيء.. فيكفي ما مضى.. 
آخر وقفة 
لا تتجاهلوها فتتناسوها..!!

الاثنين، 6 أبريل 2015

تزاوروا و تحابوا !!


خلال الأسبوعين الماضيين وبعد دخولي عالم سناب شات الافتراضي، كنت أحاول أن أنقل للمتابعين لي بعضاً من حكاياتي اليومية المناسبة، بغية إشراك الآخرين جانباً من حياتي العادية (ما بعد برنامج في الضحى) بهدف نشر السلوك الإيجابي والإقلال من سلوكنا السلبي قدر الإمكان.. 
وصادف أن يوَم الجمعة من كل أسبوع ومنذ ١٠ سنوات وكالعادة نجتمع بعد صلاة الجمعة في مجلسي المتواضع مع أحبابي من الجيران والزائرين وأبنائهم، بهدف تقوية روابط الجيرة والأخوة التي جمعتنا، وكذلك بهدف معرفة أخبار الفريج والجديد والقديم، وهذا بمثابة أساس لا مناص عنه أسبوعياً ضمن جدولنا ولله الحمد.. 
وكنت أصور عبر برنامج السناب هذه الجلسة الأخوية برفقة الجيران كعادة إيجابية، والتي لا بد أن يكون لها نصيب من حياتنا اليومية، وأنشرها عبر حكاياتي لمتابعيّ الذين وصلوا للآلاف ولله الحمد والمنة.. إلى هنا والأمر طبيعي.. ولكن الغريب أن البعض علق قائلاً (والله يحيكم) أو (من صجك في ناس لين الحين يجتمعون!!) أو ذاك الذي قال (بااال من زمان مادري عن جيراني..!) 
طبعاً الردود في مجملها تعبر عن الثناء أو الاستغراب أو الحنين لهذه العادة التي اندثرت مع مر السنين لأسباب عديدة، منها الزيادة في أعداد السكان والوافدين، وغيرها من الأسباب الأخرى التي نعلمها وقد لا نعلمها، والأهم الآن أن نحاول معاً لتعود عاداتنا الجميلة مرة أخرى بدلاً من اندثارها بلا رجعة.
في هذا اللقاء الأسبوعي مع أحبائي في مجلسي المتواضع أجدها فرصة دائماً لتبادل الآراء والحوارات والاطمئنان على الجيران، وعلى رأسهم أخونا الحبيب أحمد الخوري في ألمانيا، نسأل الله له الصحة والسلامة أو نستفسر سبب غياب بوسلطان وانشغاله أو نطمئن على سفر بوعبدلله الدائم، وأيضاً نتبادل أحاديث الشؤون العامة والأسرية مع بومحمد وأبو مهند وإبراهيم، وطبعاً الأمر لا يخلو من فتح باب النقاش مع الأبناء بهدف تعزيز ثقتهم في أنفسهم وتعليمهم حديث الكبار وحوار الصغار وأدب المجالس.
لا أنكر أن هناك الكثيرين ما زالوا متمسكين بهذه العادة الحميدة، بل وفتحوا مجالسهم طوال الأسبوع صباحاً مساء للزائرين، وهذه عادة محمودة، ولكن لا بد أن نحميها من الاندثار، وأن نتوارثها جيلاً بعد جيل، ونذكر الآخرين بضرورة زرعها في الأجيال القادمة.. 
آخر وقفة 
جيراني الأعزاء وأحبائي 
جمعني الله بكم على المحبة والمودة دائماً

الأحد، 5 أبريل 2015

القانون ما يسمح !!


التقيت يوم الخميس الماضي في مجمع تجاري أحد الإخوة الكرام من جيل الطيبين، بادرني بالسلام والحديث الجانبي الذي لم يخل من الشكر والشكوى من حال الموظف اليوم، من جراء تطبيق بعض نصوص لوائح القوانين بحذافيرها النصية على موظف، وغض النظر عن كل تلك القوانين عن موظف آخر!! 

وعندما تسأل عن السبب تجد أحياناً أن العلاقات الاجتماعية ثم الخاصة تتحكم غالباً وبالدرجة الأولى بتطبيق القانون بشكل كامل وبكل بنوده على فلان، ولا يطبق على فلان، فتصبح هنا في حيرة من أمرك متسائلاً هل المطلوب مني التقرب ومسح الجوخ لأنال رضا المسؤول العود، وأكون من زمرته، وبالتالي أستطيع تجاوز جميع القوانين!! 
أم المطلوب مني أن أرضي ضميري وأعمل بجد واجتهاد دون الحاجة إلى ضمان ابتسامة مسؤولي ونيل رضاه والاكتفاء بتنفيذ المهام المطلوبة مني على أكمل وجه؟
بغض النظر رضي أو زعل المسؤول، فتنفيذ عملي بصدق وبذمة وضمير أهم من أي اعتبار آخر، وبالتالي وفي هذه الحالة ربما أقع تحت رحمة مسؤول لا يرحم، فهو يبحث أحياناً عن كبش فداء لتطبيق القانون فأكون أنا هو ذا الكبش المناسب!! 
فعلاً حيرة يقع فيها الموظف أحياناً فيما يخص تطبيق لوائح وقوانين العمل، فكيف لفلان عندما تقدم بطلبه سمح له القانون وفتحت له جميع الأبواب ومشت أموره، وكيف عندما تقدمت أنا بنفس الطلب والظروف ولنفس الجهة كان الرد لا للأسف القانون لا يسمح، وإن سألت لكن فلان تمت الموافقة عليه فتسمع (خلك في شغلك)!! 
فتقف متسائلاً لماذا لم تسمح القوانين لمن هم في وضعي 
وسمحت وبكل سهولة ويسر لفلان؟!! 
أين الخلل إذاً؟ 
هل تم ذلك بسبب ثغرات في القانون استغلها المسؤول لصالح الحاشية؟
أم بسبب أن فلاناً جاء بتوصية من فلان، فلا بد من تذليل كل القوانين من أجله، حتى وإن تعارضت مع المصالح!!
أم إنها أسطوانة مشروخة تقال للجميع..!! 
لذلك وجدنا أن المقربين منعمون بخيرات أغدقها عليهم المسؤول العود، وكيّف الوضع بحيث تسمح جميع القوانين بعد تسلمه هذا المنصب لهم دون عوائق، فلهم الدرجات والامتيازات والعلاوات والمهمات..!!

آخر وقفة 

القانون ما يسمح.. حجة البعض، لتسهيل أمور البعض..!!

الخميس، 2 أبريل 2015

ما شبعتوا !!


المتتبع للسوق المحلي في دولتنا الحبيبة يدرك تمام الإدراك أن مسلسل الجشع والطمع من قبل أغلب التجار ما زال مستمراً بل وسقفه عال جداً علو طائرة الخطوط القطرية في رحلة لندن على ارتفاع ٣٩ ألف قدم، وإن سمحت الظروف لتعدى سقف مطامعهم قليلاً عن القطرية ليصلوا إلى ٤٢ ألف قدم!! 
نعم لا تستغربوا من ذلك وتدَّعوا العكس مع تقديرنا لكافة الظروف وملابسات ومبررات ارتفاع الأسعار التي ما إن تبدأ لا تنتهي، وقس على ذلك ما شئت من السلع والخدمات المقدمة من القطاع الخاص دون مراعاة أو تقدير للطبقات الأقل من المتوسطة، والتي تنتظر راتب آخر الشهر لدفع كافة الالتزامات التي عليها.
نحن نستغرب صراحة من الوضع القائم دون رادع أو مراقبة، حتى الأدوية ارتفاعها غير مبرر صراحة مقارنة مع دول الجوار، مع علمنا بحجم السوق هنا وهناك، ولكنه ليس مبرراً كافياً، حتى التعليم تحول لتجارة رابحة، كما قالها أحدهم تبغي ذهب افتح مدرسة، في حين غمز لي أحدهم بجملة بوعلي تبغي (بسنا فلوس) افتح مجمعاً طبياً، في حين ذكر لي أحدهم أيضاً بوعلي تبغي بير بترول أجر فيلا وقسمها وعيش حياتك!! طبعاً هذه أمثلة حية لواقع نلامسه ونعرفه. 
طيب وبعدين شفنا وعرفنا ولامسنا الواقع ووجدنا أن التاجر عينه على راتب آخر الشهر إلا من رحم ربي منهم، فهل سنبقى مكتوفي الأيدي متفرجين على استغلالهم لنا كوضوح الشمس، ونحن نكتفي بالنقد والسخط عبر الصحف، في حين أنه يستخدم نفس الصفحة لتنظيف زجاج سيارته الفاخرة!! 
طبعاً الوضع غير مرضٍ مهما كانت المبررات (سوق مفتوح، روح للرخيص، لا تقلد الكبار، عيش على قدك) إلى آخر هذه الردود والتبريرات، متناسين حتى الإلحاف ما عاد يسع البعض منا، والسبب غلاء الأسعار لسلع أساسية أو كمالية، ووصل الموضوع للصحة والتعليم، ولا نعلم ما هو القادم.
لذلك تعالت بعض الأصوات مطالبة بوضع حد لهامش الربح المبالغ فيه للتجار والمستثمرين، مع إيضاح أن آبار البترول ليست في بيوت المواطنين يغرفون منها ويعيشون، وبالتالي هذا الأمر يتطلب منا إنشاء هيئة عامة لمراقبة الأسعار وضبطها، وكبح جماح طمع الطامعين منهم، فلا تعتقدوا أن شراءنا من دول الجوار يسعدنا كثيراً.
آخر وقفة 
(ما شبعتوا؟)

الأربعاء، 1 أبريل 2015

يوميات متقاعد !!


بعد نشر مقال أمس المعنون «انتظر التقاعد.. وافتك»، وبعد كل الآراء التي وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر التواصل الشخصي بين مؤيد ومعارض وساخط ومحايد، وهناك البعض أبحر في الأسباب، بينما قدم البعض الآخر الحلول، وكل ذلك كان متوقعاً، والسبب أن الموضوع ربما لامس واقعنا الذي نعيشه في حياتنا العملية، وكل ذلك أمر طبيعي، بل ويصنف أنه ظاهرة صحية.. ربما تناسى البعض منا نقطة مهمة وجوهرية ألا وهي: ماذا بعد أن يتم تحويلك إلى التقاعد وأنت في عمر الزهور والعطاء كعمر ذلك الذي كرر على مسامعي (انتظر التقاعد وافتك!)؟ 
وصلتني رسالة عبر الإيميل من متقاعد عنونها «يوميات متقاعد»، حاولت إعادة صياغتها.. يقول فيها: 
صبحك الله بالخير أخوي حسن، وأشكرك على مقالك الجميل، والذي وجد صدى يوم أمس كبيراً بين المتقاعدين، خاصة الذين أعرفهم وأقابلهم كل يوم، فكان نصيب الأسد من حديثنا هو مقالتك.. عموماً أخوي أنا حاب أكتب لك عن يومياتي عشان تعرف ماذا وجد المتقاعد.. 
معاك أخوك الكبير (بوسعد) 
بعد خدمتي الطويلة في العمل الحكومي ٣٩ سنة بين تدرج وظيفي وبين تغيير حكومات، وبين ترقيات وعلاوات وأقسام مختلفة ومهام عمل، وانتظار استثناء الدرجة، وبين مراجعين وموظفين وزملاء وذكريات أحباب فقدناهم، وبين مديرين أشكال وألوان وأهواء ورغبات، وبين صحة وعافية هرمت، وبين إجازات وساعات إضافية، وغيرها من تفاصيل يومية لطبيعة كل عمل، وتضحيات كثيرة قدمتها ومثلي أكثر الموظفين أبناء الجيل الطيبين، كل ذلك من أجل حبي الشديد لعملي الذي كنت أستمتع فيه أكثر من كونه عملاً.
واليوم وبعد خروجي من دائرة العمل إلى دائرة الراحة والهدوء والسكون، وجدت نفسي وحيداً في هذه الدنيا، فأبنائي تزوجوا ولم يعد أحد في البيت، وأم عيالي رحمة الله عليها رحلت منذ سنوات وتركتني، فلا ونيس ولا تجارة ولا صحة أستطيع أن أبدأ فيها من جديد، نعم لدي خبرات متراكمة، ولكن ما عاد في صحتي بقية حتى أعمل، فأصبح يومي شبه فارغ لا جديد فيه، حدث الأمس هو نفسه اليوم، وسيتكرر غداً بين مقهى سوق واقف، ومجلس جاري، وزيارة قريب أو صديق، أو موعد مستشفى لا أكثر، فقد رحلوا أصدقاء العمل (رحمة الله عليهم).
اكتشفت فعلاً أهمية العمل في حياة الإنسان، وخاصة مثل من هم في وضعي المحب الملتزم والوفي لعمله، فهو الأمان والسلوى، وإحساس أن لك كياناً ووجوداً في هذه الحياة، فلا يوجد لدي عمل إضافي، مثل تجارة أجد نفسي فيها كي أشغل نفسي، ولا قدرة على مشاركة الغير لضعف المورد المالي، والحمد لله على كل حال. 
أخوي حسن، صعب إنك بعد رحلة العطاء والعمل الجاد وعجلة الزمن التي كانت تدور فجأة تجدها توقفت، وتجد نفسك في حالة صمت بلا حركة!! انتهى.
آخر وقفة 
بوسعد قدم مثالاً واقعياً أرجو أن نتأمله جيداً لنعرف خفايا قد لا نعرفها!!