تتصل بصديقك مساء للسؤال عنه والاطمئنان عن أموره العامة، فتجده في حالة تذمر واستياء بسبب طبيعة عمله، ومن ظلم المسؤول مديره!!
تذهب إلى المجلس للقيا الأصدقاء والأحبة كعادتك المسائية، وتدور الأحاديث الجانبية عن الأحوال العامة إلى أن يصل الحديث عن العمل، فتجد البعض منهم متذمراً وغير راضٍ، أو ساخطاً فتتعجب!!
تذهب إلى مقر عملك متفائلاً تجلس على مكتبك وتبدأ مهامك الوظيفية فيبدأ بعض الزملاء بالتوافد إلى مكتبك سواء لزيارتك أو للمرور عليك للسلام كعادتهم أو للتذمر، وهذا ما يكدر صفو يومك وهم النسبة الأكبر فتستغرب منهم، فتسأل أحدهم عن سبب عدم رضاه وإصراره على التذمر، فيقول لك ما في شي يشجعك..
التقييم ظلمنا، زحمة الشوارع وراها لفت نظر، تشتغل ولا ما تشتغل النتيجة واحدة، المهام والسفرات للمديرين واحنا الموظفين بس نكرف.
تبغي تخلص دراستك الجامعية عشان تحسن دخلك مديرك ما يوافق، عقب هذا كله وتبغينا نشتغل من قلب!!
وضع يجعلنا فعلاً نتوقف قليلاً عزيزي القارئ ونعيد النظر في عدة زوايا مهمة تهم الموظف في ظل التذمر المستمر الذي يواجهه بعض الموظفين، مما أثر سلباً على علاقته الأسرية والمجتمعة، فأصبح شخصاً ساخطاً على كل واقع يعيشه، ولا سيما في مجال عمله، بحيث تحول إلى طاقة سلبية يبث حالته بشكل مباشر أو غير مباشر في المحيطين به من زملاء وأصدقاء وحتى أبناء وزوجات، فعند محاورتك لأحد أبناء هذا الموظف تلتمس في كلامه نوعاً من السخط انتقل إليه بطريقة غير مباشرة بسبب استماعه الدائم لحالة عدم الرضا والسخط الذي يعيشه والده، والنتيجة أننا بنينا جيلاً متوارثاً رفض الواقع، وسخطاً ملحوظاً وتذمراً مستمراً، والسبب هو الأب (الموظف).
لنعد النظر في بيئة العمل والتي تؤثر بشكل كبير في نفسية الموظف، وعلى معدل إنتاجيته السنوية.
التعاميم والقرارات سواء كانت مدروسة أو عشوائية لها أيضاً دور كبير في تقبل الموظف للوضع الوظيفي.
التخصص، فكلما عملت في تخصصك كنت براحة نفسية وعطاء متجدد والعكس كذلك.
التقييم، فنظام التقييم يراه البعض ظلم الكفاءات وأنصف البعض الآخر، مع الأخذ في الاعتبار بعض المحاباة.
آخر وقفة..
قبل أي شيء الموظف إنسان وليس آلة تعمل بلا إحساس..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق