حدثني أحد الإخوة يوم أمس عن موضوع يراه البعض أنه ضريبة النجاح، ويراه البعض الآخر أنه عادي جداً والأمور طيبة!! ما حدثني عنه بصراحة كنت أسمعه من فترة، وتوقعت أنه انتهى مع التطور الإداري الذي طرأ على الجهات المختلفة مؤخراً، ولكن واقعياً أرى أنه متكرر ويحدث في أكثر من جهة، رغم الضبط والربط والشدة المتبعة في أداء العمل اليومي للموظف، ولكنه واقع لا ننكره.
يقول بوجاسم:
بوعلي أنا صار لي ٢٢ سنة أشتغل في جهة حكومية، والحمد لله أبشرك ملفي أبيض، ويشرفني ملتزم وأحب شغلي وكتب الشكر سنوياً توصلني، ويتم تكريمي أكثر من مرة بالموظف المثالي، ولا حتى مرة غبت، وإن غبت كان غيابي بعذر طبي من مستشفى حمد، أو عارضة رسمية، ولكن يا بوعلي طلع علي هذا كله أغلى من بيع السوق!!
ليش خير..
تصدق أني لو غبت يوم واحد أو تأخرت عن الدوام والله إن كل المسؤولين اسألوا عني وطلبوا ملفي وكشف حضوري وغيابي ولجنة تحقيق وسوالف مالها تالي كل ذي.. ليش اتأخر نص ساعة عن الدوام!!
وتدري أخوي حسن وين القهر: والله إن في موظفين معانا في الشغل بالأسابيع غياب ما نشوفهم ولا ندري عنهم، وإن حضروا اجلسوا بين الجرايد وبين سوالف التليفون لا عمل لا إنجاز!! والغريب أن محد يسأل عنهم، ولا يدرون شسالفتهم ولا حتى حولوهم للتحقيق.. شفت القهر!! انتهى.
ربما يرى البعض منا أن الوضع طبيعي لا غرابة فيه، فهناك من يعمل ويلتزم ويقدر ويكرم من قبل مسؤوليه، بالمقابل هناك من يرى أن الوضع يحتاج إلى وقفة صارمة لمعاقبة المتسيب ومكافأة الملتزم، فلا يعقل يستوي من يعمل بجد واجتهاد، ومن كان حضوره كغيابه لا تأثير ولا تأثر، فهل يرضيكم هذا الوضع؟!
يرى بوجاسم أن العتب على المسؤول (العود) بسبب عدم توزيعه مهام العمل على كل الموظفين، والاكتفاء فقط بشخص أو اثنين في متابعة شؤون تسيير العمل اليومي، مما جعلهم في دائرة الضوء أينما كانوا أو غابوا، ومن هنا شعر الموظف المجتهد بحجم الظلم الذي وقع عليه من قبل إدارته المباشرة التي أوكلت له حجم عمل زائداً عن طاقته العملية، لأنه ممتاز، وأرخت حبال القارب للموظفين الآخرين، لأن أداءهم دون المطلوب، فجلسوا بلا عمل يذكر مستمتعين بأوقاتهم.. فهم بطالة مقنعة.
آخر وقفة
العدالة أن نعمل جميعاً
والظلم أن يعمل فقط بوجاسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق