الأحد، 5 أبريل 2015

القانون ما يسمح !!


التقيت يوم الخميس الماضي في مجمع تجاري أحد الإخوة الكرام من جيل الطيبين، بادرني بالسلام والحديث الجانبي الذي لم يخل من الشكر والشكوى من حال الموظف اليوم، من جراء تطبيق بعض نصوص لوائح القوانين بحذافيرها النصية على موظف، وغض النظر عن كل تلك القوانين عن موظف آخر!! 

وعندما تسأل عن السبب تجد أحياناً أن العلاقات الاجتماعية ثم الخاصة تتحكم غالباً وبالدرجة الأولى بتطبيق القانون بشكل كامل وبكل بنوده على فلان، ولا يطبق على فلان، فتصبح هنا في حيرة من أمرك متسائلاً هل المطلوب مني التقرب ومسح الجوخ لأنال رضا المسؤول العود، وأكون من زمرته، وبالتالي أستطيع تجاوز جميع القوانين!! 
أم المطلوب مني أن أرضي ضميري وأعمل بجد واجتهاد دون الحاجة إلى ضمان ابتسامة مسؤولي ونيل رضاه والاكتفاء بتنفيذ المهام المطلوبة مني على أكمل وجه؟
بغض النظر رضي أو زعل المسؤول، فتنفيذ عملي بصدق وبذمة وضمير أهم من أي اعتبار آخر، وبالتالي وفي هذه الحالة ربما أقع تحت رحمة مسؤول لا يرحم، فهو يبحث أحياناً عن كبش فداء لتطبيق القانون فأكون أنا هو ذا الكبش المناسب!! 
فعلاً حيرة يقع فيها الموظف أحياناً فيما يخص تطبيق لوائح وقوانين العمل، فكيف لفلان عندما تقدم بطلبه سمح له القانون وفتحت له جميع الأبواب ومشت أموره، وكيف عندما تقدمت أنا بنفس الطلب والظروف ولنفس الجهة كان الرد لا للأسف القانون لا يسمح، وإن سألت لكن فلان تمت الموافقة عليه فتسمع (خلك في شغلك)!! 
فتقف متسائلاً لماذا لم تسمح القوانين لمن هم في وضعي 
وسمحت وبكل سهولة ويسر لفلان؟!! 
أين الخلل إذاً؟ 
هل تم ذلك بسبب ثغرات في القانون استغلها المسؤول لصالح الحاشية؟
أم بسبب أن فلاناً جاء بتوصية من فلان، فلا بد من تذليل كل القوانين من أجله، حتى وإن تعارضت مع المصالح!!
أم إنها أسطوانة مشروخة تقال للجميع..!! 
لذلك وجدنا أن المقربين منعمون بخيرات أغدقها عليهم المسؤول العود، وكيّف الوضع بحيث تسمح جميع القوانين بعد تسلمه هذا المنصب لهم دون عوائق، فلهم الدرجات والامتيازات والعلاوات والمهمات..!!

آخر وقفة 

القانون ما يسمح.. حجة البعض، لتسهيل أمور البعض..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق