الأحد، 27 أبريل 2014

تعرف لغتهم !!

تحدث معي أحد الإخوة يدعى خالد قبل فترة عن موقف مر به، أعتبره تحدياً لنا جميعاً فيقول: 
عملت في الحكومة لفترة طويلة تمتد لحوالي ٢٣ عاماً حافلة بالإنجازات والإشادات وكتب الشكر والتقدير والتكريم، وما زلت على رأس عملي، وتنقلت في المناصب هنا وهناك حتى وصلت للدرجة الثانية، أي إنها رحلة كفاح أفخر بها.
ولكن لم يمنعني ذلك من البحث عن فرصة عمل مناسبة لخبراتي وطاقاتي المتجددة، التي ولله الحمد اكتسبتها من خلال عملي ودراستي والدورات التدريبية التي التحقت بها، سواء كانت داخلية في معهد التنمية، أو خارجية في دول الخليج وبعض الدول العربية.
ولكنني لم أحظ بفرصة مناسبة لتطلعاتي، وسد احتياجات أسرتي التي توسعت مع مرور الأيام.
واليوم أصبحت مرجعاً للبعض في إنهاء بعض المهام والمسائل المعضلة لما عرف عني من حسن دراية وخبرة إدارية كبيرة.
وفي أحد الأيام جلست مع أحد المقربين أسأله عن عمل مناسب أمامه يناسب خبرتي ورحلة كفاحي فوعدني خيراً، وبمرور الوقت اتصل بي يبشرني بوجود شاغر في إحدى كبريات الشركات تبحث عن تخصصي.
ففرحت وأرسلت له أوراقي لتقديمها وكلي أمل فعلاً أن أحظى بهذه الفرصة التي ستغير من حياتي ١٨٠ درجة، وانتظرت رده، وبالفعل اتصل بي بعد عدة أيام يسألني: يا فلان، انت ما تعرف إنجليزي!!
فقلت له إن لغتي ضعيفة لأنها لم تكن من متطلبات عملي طوال فترة عملي الحكومي، فقال للأسف الإخوان طالبين لغة!! 
فقلت له ولكن عندي خبرات إدارية تؤهلني لأي منصب ولله الحمد.
فرد قائلاً: اللغة أولاً ثم الخبرات!! 
بصراحة صدمني برده.
فهل معنى ذلك مطلوب مني أن ألقي كل خبراتي الإدارية وشهاداتي الجامعية وسنوات العمل عند أقرب سلة مهملات لأني فقط لا أعرف لغتهم كي أتواصل معهم.
وماذا عن خبراتي وشهاداتي وتعب السنين ألم تؤخذ في الاعتبار!! 
بصراحة صدمة لم أتوقع أن أواجهها بعد كل سنوات العمل، فإما أن أعرف لغتهم وإلا سأبقى موظفاً حكومياً طوال عمري ولا أحظى بفرصة عمل تغير حياتي بعد ٢٣ سنة عمل في الحكومة، مع الأخذ في الاعتبار أن لغتهم لم تكن من متطلبات عملي نهائياً!! 

آخر وقفة.. 
عزيزي القارئ 
تعلم لغتهم وإلا ستبقى أنت كما أنت!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق