الاثنين، 7 أبريل 2014

القرار الصعب !!


من المألوف أن تتقدم باستقالتك من أجل وظيفة أخرى بديلة ذات عائد مادي أفضل.
ومن المألوف أن تتمسك بكرسي المنصب عشرات السنين دون أن تفارقه أو يفارقك.
ومن المألوف أيضاً أن تطمح للمنصب التالي وتضعه نصب عينيك دون تردد بل وتصر عليه.
ولكن 
ليس من المألوف أن تطلب إعفاءك من منصبك وأنت قادر على العطاء، وذلك لفتح الباب أمام الصف الثاني لتولي القيادة وزمام الأمور رغم لمعان الكرسي!!
نعم إنه من غير المألوف اليوم أن يتقدم مسؤول كبير بطلب إعفائه من مهامه رغم مميزات المنصب، بغية فتح المجال لفئة الشباب لتقلد منصبه والدخول بأفكار جديدة تناسب المرحلة القادمة، فهو بحد ذاته قرار شجاع وشجاع جداً أيضاً، لأنه درس الوضع وقيّمه بحكم خبرته فقرر أن يترك المنصب بكل أعبائه ومميزاته لفتح باب التنوع والتجديد من خلال شباب المستقبل.. 
فهنيئاً لنا بمسؤول يدرك تاريخ صلاحيته.
وهنيئاً لنا بمسؤول يدرك أنه لن يعمر لمئات السنين في هذا المنصب، بل اقتنع أنه تكليف لا تشريف ولفترة محددة بعطائه ومرهونة بتطور الوضع حوله، يقدم من خلالها كل فكره وطاقته، ثم عليه أن يترك المكان أو يعفى عنه لإفساح المجال للجيل التالي دون ضجر أو زعل.. 
نعم إنه المسؤول بمعنى الكلمة لأنه قدّر الواقع وتفهّم التوجه الجديد، واتخذ القرار الصعب فلم يصر ولم يعاند ولم يتصادم،
ولكن باقتناعه الشخصي قرر الانسحاب بهدوء.
فكم قرار صعب اتخذناه في حياتنا ندمنا عليه.
وكم قرار صعب اتخذناه أيضاً ولكن لم نندم عليه.
كل ما في الأمر هو دراسة الوضع دراسة مستفيضة، وتقييمه بشكل صحيح مع البحث عن بدائل مناسبة، ثم اتخاذ القرار الصعب.
نعم إنها دعوة لأصحاب بعض المناصب الذين خلدوا أنفسهم على كراسي المسؤولية دون أن يلتفتوا إلى الصف الثاني من الجيل الشاب الطموح الذي ينتظر الفرصة، فبإصرارهم أحبطوهم وجمدوا أفكارهم.
إنها دعوة لهم أن يعيدوا حساباتهم ويسألوا أنفسهم سؤالاً واحداً فقط.. 
(هل أنت رجل المرحلة المقبلة؟) 
إذا كانت إجابتك بنعم فاستمر بارك الله فيك ونحن معك.
وإذا كانت إجابتك بلا فانسحب بهدوء وابحث عن بديل.

آخر وقفة.. 
القرار الصعب.. عادة مرتبط بتاريخ الصلاحية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق