لفت نظري قبل فترة انشغال أحد الأصدقاء صباحاً في عمله باجتماعات كثيرة لا تنتهي وبشبه يومي لدرجة الملل.. فجلست معه ذات يوم مستفسراً عن أمر خاص مشترك بيننا، فوجدته متأففاً ومتضايقاً من طبيعة عمله وكثرة الاجتماعات، فأنصت له متابعاً لأعرف ما يدور في خلده فقال:
والله يا بوعلي بصراحة بعض الأجانب عندنا في الشغل (زهقونا) بشكل غريب من كثرة اجتماعاتهم التي لا تنتهي، ولكننا مجبورين نحضر ونصبر حتى نتعلم، فرغم ثقتنا في قدراتهم الإدارية للمشاريع الكبرى والمتوسطة في الدولة إلا أنهم يعشقون شيئاً اسمه (اجتماع) لحد الجنون الممل تخيل!!
لدرجة أنك تدخل من 3 إلى 4 اجتماعات في اليوم الواحد ولمدة 4 إلى 5 ساعات تقريباً جالساً ومستمعاً ومشاركاً أحياناً، وذلك لبحث مواضيع مكررة أو جديدة تحت بند ما يسمى بمتابعة آخر المستجدات!!
فتجد اجتماعاً صباح أول يوم في الدوام، يتبعه اجتماع القيادة العليا، ثم اجتماع الموظفين لتنفيذ تعليمات الاجتماع السابق، ثم تنتقل إلى اجتماع تنسيقي، ثم اجتماع القيادة الوسطى، ثم اجتماع الشاي والقهوة، ثم اجتماع كذا وكذا، وندخل في سلسلة لا تنتهي من الاجتماعات في اليوم الواحد!!
فقلت له طيب هذه تعتبر من صميم العمل فأين المشكلة..؟
فقال المشكلة أن الاجتماعات كثرتها تشتت ذهنك وتمنعك من التركيز والتنفيذ والعمل، بل تبقى جالساً بذهن حاضر لتدوين كل كلمة وجملة قيلت، وكذلك المشاركة والمتابعة، فبالله عليك أخوي حسن من وين بجيب لهم وقت من أجل تنفيذ القرارات السابقة للاجتماعات، إذا في اليوم الواحد أكثر من 4 اجتماعات أحياناً!!
وعندما تتحدث معهم حول كثرتها يتحججون أن الاجتماعات تعتبر نوعاً من العمل الجماعي للتنسيق ولمعرفة آخر المستجدات، وحتى يكون الجميع مطلعاً عليها وعلى علم!!
لكن والله أخوي حسن ومن واقع خبرة وتجربة أعتبرها أحياناً مضيعة للوقت واستنزافاً للقدرات الذهنية، والناتج لا شيء غالباً للأسف، في حين كان بإمكانهم إرسال كل هذه المواضيع عن طريق رسالة إلكترونية للجميع عبر الإيميل، يتم توضيح آخر المستجدات ومتابعة المواضيع السابقة واللاحقة بدلاً من دخولنا في دوامة الاجتماعات اليومية التي لا تتركك كي تتابع عملك، ولا تخرج منها عادة بفائدة مرجوة، لذلك أتمنى أن يتركونا نعمل وننجز لتحقيق تقدم ملموس على مستوى عملنا ومشاريعنا..
آخر وقفة
الآن أدركت سبب بطء تنفيذ بعض مشاريعنا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق