مع بداية توظيفك الحكومي تراودك أحلام كثيرة شبابية تنساب فترة العشرينيات لا تنتهي، وتتمنى أن تحققها، خاصة مع نزول أول راتب لك، مثل حلم امتلاك السيارة، والسفر، والرحلات، والطلعات، وأحياناً التوفير، إلى آخر هذه الأحلام، والتي عادة لا يتحقق سوى البعض منها، ولكن تظل في مخيلتك، فتبدأ بالتواصل مع مصرفك، ليقول لك الموظف (توك شباب) اصبر شوي إلا أنك تلح على طلبك، ومن ثاني شهر تبدأ معهم دوامة القروض، وتلتزم بالدفع الشهري، لأنك على رأس عملك. وبعد مرور 15 سنة تراودك أحلام أخرى تناسب فترة عمرك، منها الاستقرار، والاستثمار، والزواج، والأرض، والنظر للحياة بمنظور آخر، فتتوجه مباشرة إلى مصرفك لإنهاء إجراءات قرض آخر بمبلغ أكبر لتحقيق بعض من أحلامك، وأثناء إنهاء الإجراءات يسألك الموظف عن عمرك ليقول (توك شباب)، فتبتسم لأنك ما زلت محافظاً على نفسك. وبعد مرور 15 سنة أخرى، وقد وصلت نهاية الأربعين تبدأ مصاريف حياتك الأسرية تثقل كاهلك نوعاً ما، بين زواج أحد الأبناء، إلى سفر أحدهم للدراسة، إلى بداية بناء بيت العمر!! إلى مصاريف البنات وزواجهم.. فتتجه إلى مصرفك المعتاد لأخذ قرض ثالث بمبلغ أكبر لسد المتطلبات التي لا مفر منها، فيسألك الموظف عن عمرك ليقول (توك شباب)، فتبتسم مستغرباً. وتمضي الأيام والسنوات، وتبدأ ظروفك الصحية لا تسعفك أحياناً لأداء عملك اليومي الصباحي بكل أريحية، فموعد للقلب، وآخر للسكر، وآخر للضغط، ومشاوير وازدحامات في الطرقات، وبدأت تتململ بسبب تقدم العمر من جهة، وصراعك الداخلي للبقاء بحيويتك من جهة آخرى، فما عاد العطاء كما كان سابقاً. فتفكر في عمل صيانة لبيتك وبناء ملحق لزواج ابنك القادم من الخارج أو تفكر في مشروع تجاري بسيط أو للسفر مع أسرتك، خاصة بعد أن تقاعدت من عملك، فتتجه للمصرف المعتاد ليسألك نفس الموظف عن عمرك ثم يقول (توك شباب)، فتبتسم منتصراً ثم تتفاجأ بالرد الآخر المخيب، لكن آسفين عمرك أكثر من 65 سنة.. ما نقدر نعطيك قرض!! يقول أبو إبراهيم.. هل جزاء الموظف بعد خدمته كل هذا العمر أن يعاني من هذا القرار؟ وما ذنب الأسرة والأولاد الذين كانوا يتمتعون في أيام عملي بمستوى معيشي، وفجأة بعد التقاعد ليس بإمكان الشخص أن يوفر احتياجات عائلته وحياة كريمة تكفيهم، خاصة أني على قيد الحياة؟ هل فقط لأني تقاعدت؟! آخر وقفة (توّك شباب) فرحتنا يوماً.. وأبكتنا أياماً!!
إعلامي.كاتب صحفي.مستشار إعلامي.ناشط اجتماعي.دولة قطر. للتواصل: حساب التويتر: Hassan_alsai حساب الفيس بوك: الإعلامي حسن الساعي الإيميل: Hassanalsai@hotmail.com
الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014
الاثنين، 29 سبتمبر 2014
بالمرصاد !!
أسعد الله أوقاتكم أيها الإخوة والأخوات، من خلال متابعتنا اليومية للصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة نقرأ بين فترة وأخرى عن مخالفات وتجاوزات غير متوقعة من بعض المطاعم والمحال والمراكز التجارية فيما يخص الأغذية والأسعار والمكونات والأدوية، وغيرها من قائمة المخالفات التي لا تنتهي. والغريب في الأمر أن الوضع في ازدياد يوماً بعد يوم، إلا أن الجهات المعنية -متمثلة في وزارة البلدية والتخطيط العمراني وكذلك وزارة الاقتصاد والتجارة- من خلال المفتشين الموكلين بالمهمة الذين يحملون الضبطية القضائية يقفون لهم بالمرصاد في كل حين، حيث تعتبر جولاتهم التفتيشية المفاجأة دون سابق إنذار الهم المرعب للمخالفين، خاصة أنه لا هوادة أو مجاملة فيما يخص أرواح الناس. مراقبة الأسواق والأنشطة التجارية المختلفة في الدولة ليست بالأمر الهين، خصوصاً مع توسع المواقع التجارية وزيادة عدد السكان المتواصل، مما يحمل الجهات المعنية المسؤولية الأكبر لضمان متابعة كل نشاط تجاري يتعامل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع المستهلكين، لذلك نجد المفتشين قد تلقوا التدريب اللازم النظري والعملي قبل وأثناء نزولهم لتأدية مهامهم اليومية الشاقة. لذلك أصبحت القوانين صارمة وحازمة في وجه كل من يتهاون في القيام بالتزاماته حسب القوانين والاشتراطات المطلوبة منه، فلا تساهل ولا واسطة في هذا الموضوع، فالقانون يطبق على الجميع، فهذه أرواح ومصائر ناس وضعت ثقتها في هذه الجهات لتكون الحصن المنيع في وجه المتلاعبين والمتساهلين. فتحية تقدير واحترام للمجهود الكبير الذي يقوم به المفتشون من شمال الدولة وحتى أقصى جنوبها يومياً دون كلل أو ملل، بل يحملون على عاتقهم حملاً ثقيلاً، متمثلاً في ضمان صحة وسلامة الآخرين، فوقفوا بالمرصاد لكل من سولت له نفسه التلاعب أو التساهل، مما قد يتسبب بضرر على الآخرين.. فلهم الشكر. آخر وقفة المخالفات في ازدياد رغم التفتيش اليومي.. فأين الخلل؟!
الأحد، 28 سبتمبر 2014
من هو !!
زرت قبل فترة أحد الإخوة في مقر عمله من أجل متابعة موضوع خاص، وطبعاً جلسنا نتبادل بعض الأحاديث والمواضيع العامة التي اشتركنا فيها مع بعض زملائه المتواجدين معه في نفس المكتب، وفجأة دخل علينا شخص وألقى نظرة خاطفة على الجميع دون استثناء (حتى أنا) دون أي كلمة، فوجدت الجميع وقفوا وأخرجوا مفاتيح سياراتهم وسلموها له دون أي معارضة، وكأنهم في حالة استسلام فاستغربت.. (من هو..؟!)
تدخل أي وزارة خدمية لمتابعة أي معاملة خاصة بك فتجد بعض الوجوه المألوفة التي تعرفها، وأغلب الوجوه عادة من الجيل الجديد من الشباب، ولكن الأمر لا يخلو من وجود ذلك (الشخص) في كل زاوية لدرجة ما إن يدخل حتى ترى المدير أو الموظف على حد سواء يلمحونه بنظرة، ويبادلهم بنفس النظرة فتصل الرسالة هنا وهناك مفهومة وبدون أي كلمة، فيتم المطلوب وينتهي الموضوع! والجميل أن هذا الشخص يحظى عادة بمعاملة طيبة مهذبة!!
(من هو..؟!)
تذهب لإنهاء معاملتك أيضاً في إحدى شركات القطاع الخاص وتذهب لمقابلة أكبر مسؤول في الشركة لإنهاء معاملتك المتأخرة وأنت في حالة انفعال حاد ونقاش، وفجأة يدخل عليك ذلك الشخص مبتسماً دون استئذان فينظر له المسؤول بابتسامة دون اعتراض فيؤشر له بيده إشارة لا أنت ولا أنا نفهمها، ولكن الشخص فهمها فيذهب ليعود بعد فترة منفذاً ما طلب منه!! (فمن هو..؟!)
حتى على مستوى بيتك وعائلتك موجود هذا الشخص بينكم وأصبح جزءاً لا يتجزأ منكم، بل وأحياناً له منزلة خاصة عند الجميع، فهو العالم بأمور بيتك وخصوصيات عائلتك يحفظها ويستر عليها، وأيضاً لدرجة أن بكلمات مبهمة تكاد تكون غير مفهومة هذا الشخص يدركها ويفهمها قبل الكل مبتسماً ومؤدياً براحة ومحترماً للجميع!
(من هو..؟!)
والأمثلة كثيرة وواقعية، ومعظمنا شعر بهم، وكانت له تجربه عن قريب أو بعيد مع هذا الشخص الذي يفهم لغة العيون واليد والأصابع والتعابير والكلمات، وأحياناً يدرك ويقدر الأمور قبل وقوع المخاطر، فتجده الناصح والناقل والملبي والمطيع في أغلب حالاته (من هو..؟!)
أعتقد البعض منكم شغله معرفة من هذا الشخص الذي في جميع الأماكن نتعامل معه ونحترمه، وإن تثاقلنا معه في المزح إلا أن قلوبنا بيضاء لا نقصد فيها الإساءة وهو يعلم ذلك وقصدنا التخفيف عنه من ضغط العمل اليومي عليه، وغالباً تعاملنا معه يكون بلغة الإشارة غير المفهومة للبعض لكنه يفهمها!!
لو نظرت حولك الآن عزيزي القارئ عزيزي الموظف ستجده، فهو كخلية النحل لا يهدأ أبداً منذ دخوله العمل صباحاً وحتى آخر الدوام، فقد قدم من بلاده من أجل لقمة العيش ولله الحمد وجد القلوب الرحيمة والتعامل الإيجابي منذ اليوم الأول، لذلك تجدهم معمرين عشرات السنين معنا رغم قلة رواتبهم، فكل المسؤولين تغيروا إلا هم باقون!!
آخر وقفة
أعتقد عرفتموه من هو!!
Share on facebookShare on twitterShare on gmailShare on linkedinShare on emailShare on printShare on favorites
من هو !!
زرت قبل فترة أحد الإخوة في مقر عمله من أجل متابعة موضوع خاص، وطبعاً جلسنا نتبادل بعض الأحاديث والمواضيع العامة التي اشتركنا فيها مع بعض زملائه المتواجدين معه في نفس المكتب، وفجأة دخل علينا شخص وألقى نظرة خاطفة على الجميع دون استثناء (حتى أنا) دون أي كلمة، فوجدت الجميع وقفوا وأخرجوا مفاتيح سياراتهم وسلموها له دون أي معارضة، وكأنهم في حالة استسلام فاستغربت.. (من هو..؟!)
تدخل أي وزارة خدمية لمتابعة أي معاملة خاصة بك فتجد بعض الوجوه المألوفة التي تعرفها، وأغلب الوجوه عادة من الجيل الجديد من الشباب، ولكن الأمر لا يخلو من وجود ذلك (الشخص) في كل زاوية لدرجة ما إن يدخل حتى ترى المدير أو الموظف على حد سواء يلمحونه بنظرة، ويبادلهم بنفس النظرة فتصل الرسالة هنا وهناك مفهومة وبدون أي كلمة، فيتم المطلوب وينتهي الموضوع! والجميل أن هذا الشخص يحظى عادة بمعاملة طيبة مهذبة!!
(من هو..؟!)
تذهب لإنهاء معاملتك أيضاً في إحدى شركات القطاع الخاص وتذهب لمقابلة أكبر مسؤول في الشركة لإنهاء معاملتك المتأخرة وأنت في حالة انفعال حاد ونقاش، وفجأة يدخل عليك ذلك الشخص مبتسماً دون استئذان فينظر له المسؤول بابتسامة دون اعتراض فيؤشر له بيده إشارة لا أنت ولا أنا نفهمها، ولكن الشخص فهمها فيذهب ليعود بعد فترة منفذاً ما طلب منه!! (فمن هو..؟!)
حتى على مستوى بيتك وعائلتك موجود هذا الشخص بينكم وأصبح جزءاً لا يتجزأ منكم، بل وأحياناً له منزلة خاصة عند الجميع، فهو العالم بأمور بيتك وخصوصيات عائلتك يحفظها ويستر عليها، وأيضاً لدرجة أن بكلمات مبهمة تكاد تكون غير مفهومة هذا الشخص يدركها ويفهمها قبل الكل مبتسماً ومؤدياً براحة ومحترماً للجميع!
(من هو..؟!)
والأمثلة كثيرة وواقعية، ومعظمنا شعر بهم، وكانت له تجربه عن قريب أو بعيد مع هذا الشخص الذي يفهم لغة العيون واليد والأصابع والتعابير والكلمات، وأحياناً يدرك ويقدر الأمور قبل وقوع المخاطر، فتجده الناصح والناقل والملبي والمطيع في أغلب حالاته (من هو..؟!)
أعتقد البعض منكم شغله معرفة من هذا الشخص الذي في جميع الأماكن نتعامل معه ونحترمه، وإن تثاقلنا معه في المزح إلا أن قلوبنا بيضاء لا نقصد فيها الإساءة وهو يعلم ذلك وقصدنا التخفيف عنه من ضغط العمل اليومي عليه، وغالباً تعاملنا معه يكون بلغة الإشارة غير المفهومة للبعض لكنه يفهمها!!
لو نظرت حولك الآن عزيزي القارئ عزيزي الموظف ستجده، فهو كخلية النحل لا يهدأ أبداً منذ دخوله العمل صباحاً وحتى آخر الدوام، فقد قدم من بلاده من أجل لقمة العيش ولله الحمد وجد القلوب الرحيمة والتعامل الإيجابي منذ اليوم الأول، لذلك تجدهم معمرين عشرات السنين معنا رغم قلة رواتبهم، فكل المسؤولين تغيروا إلا هم باقون!!
آخر وقفة
أعتقد عرفتموه من هو!!
Share on facebookShare on twitterShare on gmailShare on linkedinShare on emailShare on printShare on favorites
الخميس، 25 سبتمبر 2014
الطبقة الأوحدية !!
تواصل معي أحد الإخوة مساء أمس الأول متحدثاً عن موضوع أعتقد ربما يلامس حلم الطبقة المتوسطة (الأوحدية) في مجتمعنا، خصوصاً بعد الإعلانات الأخيرة حول تملك في تركيا شقق الديار، يقول بوحمد: والله يا بوعلي احنا نفخر بمشاريع قطر الخارجية واستثماراتها طويلة الأمد وخطتها الطموحة في دعم اقتصادها بشكل أو بآخر، وهذا بحد ذاته سيعود بالنفع على الأجيال القادمة لضمان حياة كريمة لهم. ولكن ما مصير الجيل الحالي الذي يعيش في ظل قيادة حكيمة واستقرار اقتصادي وتطور ملحوظ في جميع المجالات وبشكل ملحوظ إلا أن الوضع أصبح يصعب علينا يوماً بعد يوم، طبعاً بما أني موظف حكومي ولا يوجد لدي دخل آخر غير راتبي، فأنت تعرف ولا يخفى عليك الارتفاع غير المبرر للعقارات والأراضي لدرجة أنك أحياناً تصرف النظر نهائياً للدخول أو الاستثمار هنا، وتبحث عن مجال آخر تستثمر فيه، والسبب ارتفاع الأسعار الجنوني المتذبذب للأعلى. فتبحث عن مجال آخر لتفاجأ بإعلان شركة الديار القطرية عن طرح وحدات سكنية في تركيا مطلة إطلالة مميزة للمواطنين، وتحديد الأيام للحجز والدفع، فتبدأ الأحلام تتجدد مرة أخرى في فكرك، فتقول لعل وعسى أجد هناك ما لم أجده هنا، وبإشراف قطري، فتطمئن، ولكن ما إن تتجه إلى موقع الحجز للاستفسار حتى تصدم بالأسعار التي وصلت إلى 2 مليون و890 ألف ريال قطري، ورغم ذلك وجدت الازدحام، فتقف متحسراً بين حلمك البعيد وواقعك الأليم. فتجلس تفكر ملياً وماذا بعد ذلك؟ هل كتب علي كصاحب الدخل الأوحد أن أعيش فقط دون حلم أحققه؟ والسبب الأسعار الجنونية للعقارات؟ ألا يحق لي أن أتملك هنا أو هناك عقاراً استثمارياً أو شخصياً أنتفع به أنا وأسرتي مستقبلاً؟ ثم لماذا لا تطرح مثلاً وحدات سكنية بأسعار متنوعة ومخفضة، بحيث تعطي الفرصة لأصحاب الدخل المتوسط مثلي أن يتذوقوا من عسل الاستثمار قليلاً؟ وضمان دخل مستقبلي للأسرة؟ نعم نحن لا نعارض فكرة إقامة مشاريع استثمارية وبأسعار تغطي التكلفة والربح، ولكن من حقنا أيضاً (كموظفين) أي أصحاب الدخل الواحد فقط، أن نتنفس قليلاً من خلال طرح وحدات سكنية منخفضة التكلفة نستطيع أن نشتري ونستثمر، لأن مجتمعنا ليس فقط طبقة مخملية، بحيث يكون لها نصيب الأسد في معظم هذه المشاريع، بل لا بد من الشركات صاحبة المشاريع العملاقة الخارجية من مراعاة الطبقة الأوحدية (الدخل الواحد)، فهي أيضاً بأعداد كبيرة ولها حلم تتمنى تحقيقه. انتهى المتابع لحديث بوحمد سيدرك بعداً واقعياً يعيشه الموظف اليوم الذي ينتظر راتب آخر الشهر فقط، فلا عقار، ولا ورث، ولا تجارة، حيث سيبقى محلك سررر، في وقت هو وأسرته يتمنون امتلاك مساحة بسيطة هنا أو هناك للترفيه أيام العطلات.. فهل من مجيب لهم؟ آخر وقفة الطبقة الأوحدية لها أيضاً حلم.. لا تنسوا
الأربعاء، 24 سبتمبر 2014
الأبناء ومستقبل التعليم !!
وصلتني هذه الرسالة، والتي تحمل هم ولي الأمر، الذي يقف أحياناً في حيرة من أمره وهو ينظر أمامه لمستقبل واعد لأبنائه، وقد احتار في ظل البدائل الكثيرة للتعليم والجودة المتدنية أحياناً. بدأ ولي الأمر موضوعه قائلاً: سؤال محير لكل أم وأب، أي الاتجاه أسلك في تعليم أبنائي؟ طبعاً الجواب المثالي -من وجهة نظري- هو علم يتماشى مع رؤية قطر 2030، بشرط المحافظة على الدين والقيم والهوية القطرية، لأننا نريد جيلاً متعلماً وذا دين يعتز بتاريخ الأجداد وعاداتهم، وليس جيلاً تربى على أيدي معلمين ليسوا من ملتنا!! لذلك وجدنا البعض -أخي حسن- اختار بمحض إرادته المدارس المستقلة والبعض الآخر المدارس الخاصة لأسباب كثيرة وأهداف مختلفة، تعتمد على قناعة كل شخص منا وتوجهه العام ونظرته المستقبلية، في ضوء كوبونات التعليم التي سهلت وفتحت اختيارات كثيرة أمام ولي الأمر، وهذا يجعلنا نثق بأنفسنا في اختيار مستقبل الأبناء أولاً قبل أي خطوة نخطوها ونحدد مسارنا المستقبلي. ولكن الأمر لا يخلو من إعادة التنبيه على ذوي الاختصاص في المجلس الأعلى، وبدعم من أصحاب القرار، للتشديد على أصحاب المدارس الخاصة، بل وفرض شروط عليهم ومعايير تتماشى مع هويتنا الوطنية الإسلامية أفضل من الوضع الحالي الذي لا يرضينا ويعتصرنا الألم أحياناً. فما أجمل عادات هل قطر، عادات الاحتشام والمحافظة، وأستغرب كثيراً لماذا نفر منها ونحن في أشد الحاجة لها أكثر من ذي قبل، فعلينا أن نلتزم بها، لهذا قلنا وما زلنا نقول لا للاختلاط في صفوف المدارس الخاصة، وهذا ما سبب لنا الكثير من الضيق والرفض، ولكن من يسمعنا للأسف. لذلك أتمنى من أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة والمؤسسات ذات الوزن الثقيل في البلد دعم قطاع التعليم الخاص بحدود معينة وبشروط، ووفق معايير لا تهمش عاداتنا وتقاليدنا، بل تحافظ عليها من الاندثار، فالطفل يحتاج لمبنى مدرسي يتعلم ويكبر فيه متمتعاً بقيم وأخلاقيات مجتمعه، وليس مدرسة صغيرة غير مناسبة، ذات غرف لا تتجاوز الست في العدد، ضيقة وغير صحية لعدد الأطفال، وفوق كل هذا لا محافظة على أقل المعايير المفروضة. وللعلم شاهدت مدارس خصصت صفوفاً في الحوش، كباين فقط، من أجل الكسب المالي، بغض النظر عن المخرج التعليمي!! كما شاهدت بنفسي مناظر غير حضارية في هذه المدارس المرخصة من المجلس الأعلى، والتي وافقت المعايير خالية من وسائل الترفيه الآمنة، لأنها لا تعطي أقصى ما عندها، ولكن أرخص وأوفر ما عندها، فلو كنت صاحب القرار لسحبت تراخيص مدارس كثيرة أو أعيد النظر في صلاحيتها!! انتهى قضية نضعها أمام الجهة المعنية في مجلس التعليم لنناقشها ونصل لحلول جذرية تحمي أجيال المستقبل، بدلاً من دمارهم وأمام أعيننا. آخر وقفة لا نظلم أطفالنا
الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014
الدنيا بخير !!
يحرص الأغلبية منّا على توطيد علاقة طيبة مع زملائهم في العمل، وعلى تطويرها باستمرار، حتى تتحوّل تدريجياً إلى صداقة حقيقية لا غنى عنها، في حين ينظر البعض الآخر إلى الزمالة بمنظور ضبابي، فالزميل بالنسبة لهم مصدر قلق حقيقي، وأساس التعامل هو المصلحة لا أكثر، يأخذ منه ولا يعطيه. لذلك جميل أن تكون بيننا منافسة شريفة في مجال العمل، وجميل أيضاً أن يكون دورنا مكملاً لبعضنا البعض، بهدف تحقيق إنتاج أفضل على صعيد العمل، وبكل إيجابية. إلا أن الوضع لا يخلو من المنافسة غير الشريفة أحياناً، وهذا للأسف أسلوب عمل غير محمود وغير مطلوب أيضاً، ولكن وبشكل عام تبقى روح المنافسة هي السائدة في أي مجال عمل، وهذه الطبيعة المحمودة التي تطلبها مجريات إنجاز الأعمال الموكل لها الموظف أياً كانت درجته، فهو يحاول قدر المستطاع النجاح ومتحملاً للمسؤولية، بل وأن يكون كفؤاً لما كلف به من قبل مرؤوسيه. ولكن ما يحدث اليوم للأسف في بعض الجهات من بعض زملاء العمل، وهم قلة قليلة ولله الحمد، إنكار دور قمت به أو أشرفت عليه، فينسب لغيرك، لسبب أو لآخر، دون الاعتراف بدورك وجهدك فتقول (الدنيا بخير !!). ما يضايقك أيضاً أنك ملتزم بقوانين المؤسسة التي تعمل بها من أجل تحقيق هدف كنت وما زلت تسعى له بالطريقة السليمة التي لا غبار عليها، لتفاجأ بأن الآخرين وصلوا قبلك بسبب تحايلهم الذكي على اللوائح المنظمة للعمل، فيصلوا قبل أن تصل، بل وتتعطل أمورك أنت ويحصدوا هم فتقول (الدنيا بخير !!). تحزن عندما تعمل بجد في تصميم مشروع متكامل الأركان لهدف مجتمعي على سبيل المثال، فيطلبه منك زميل للاطلاع عليه أو لمعرفة الخطوات، فتتجاوب معه من منطلق الزمالة والإخوة، فيطلع على التفاصيل بل ويعرف منك خباياها، ليبدأ في تطبيقها دون العودة لك، وغالباً أنت تسعد بذلك، ولكن عندما تقصده بالمقابل في خدمة أو مساعدة تخص العمل تجد منه الصد والمماطلة، مما يجعلك تعيد حساباتك مرة أخرى في كيفية التعامل مع هذه النوعية والأمثلة كثيرة، وتقول (الدنيا بخير!!). وأعتقد أن العديد منا مرت عليه مثل هذه التجارب والنوعيات من البشر، فتعلم منهم وأصبح حذراً في تعامله مع الآخرين، والبعض الآخر ما زال متمسكاً بمبادئه قائلاً: لا الدنيا ما زالت بخير، أو يمكن ما يقصد، أو يضع له الحجج والبراهين بسبب هذا التجاهل أو هذه الطريقة في التعامل السلبية غير المتعاونة، وأنت ما زلت تردد (الدنيا بخير!!) فهو أخذ منك ولم يعطك، بادلك الإيجابية بالسلبية، متبجحاً بذلك غالباً دون اكتراث منه، يذكر على توابع طريقته ولا يدري أنه سيترك هذا المكان يوماً ما، وقد ترك أسوأ الأثر في نفوس زملائه وأصدقائه، فلم يعد له ذكر طيب بينهم. لذلك قالوا إن العلاقة المهنية هي الأهم في بيئة العمل، ونجاح العلاقة المهنية نابع من نجاح العلاقات الشخصية بين الزملاء. آخر وقفة زميلي العزيز الدنيا بخير فنحن نكمل بعضنا البعض.. لا تنسى
الاثنين، 22 سبتمبر 2014
خدمة العملاء !!
اليوم عندما تقوم بأي زيارة لإحدى الشركات الكبيرة أو تراجع معاملتك في بعض الوزارات الخدمية، فإن أول ما يلفت نظرك هو موظف خدمة العملاء.. الواجهة الرسمية لتلك الجهة، والذي من خلاله يمكن أن يعكس لك صورة إيجابية أو سلبية للجهة التي يمثلها، وعليه فهو يقوم بمهام كبيرة قد لا يقدر مدى أهميتها أحياناً، ولكنها لا تقل أهمية عن مهام رأس الهرم في تلك المؤسسة.
لذلك لكي تصبح موظف خدمة عملاء ناجح ويشار إليك بالبنان، بل ويعتمد عليك دائماً عليك أن تخرج قليلاً عن المتعارف عليه في عالم هذه المهنة، بل وأن تكون محط انتباه وتقدير من قبل الآخرين، فكن علامة مميزة لا ينساها المراجع أبداً، بل وتجده يبحث عنك أينما كنت.
لذلك فمن الطبيعي إذا لم تختلف في أداء عملك عن زملائك فاحتمالات أن يختارك المراجع تكون خاضعة للصدفة غالباً في حال لم تكن هناك أرقام تنظيمية، لكن إذا كنت مميزاً حتى ولو في ابتسامتك الدائمة في وجه العميل، فإنك هنا أحدثت فارقاً في نفسيته، وبالتالي فسوف تزداد احتمالات اختيارك للتواصل معك أكثر.
وهذا بالضبط ينطبق على حياتنا اليومية عندما يتبع الناس الروتين الممل وبشكل ممنهج ويومي، فهم يتصرفون كما لو كانوا بلا روح أو ردود فعل تجاه الآخرين، لذلك تجدهم قلقين وعلامات الإرهاق قد بدت على وجوههم، لأن معظم طاقاتهم تم استغلالها في أعمالهم الروتينية اليومية بلا تجديد أو ابتكار.
تماماً كما يفعل من يتعامل مع جهاز الكمبيوتر.. فالجهاز لا يبدع إلا من خلال أفكارك.. فهو جماد وينفذ الأوامر فقط لا يبتكر أفكاراً لك، وهذا بالضبط وضع البعض كالجهاز الآلي ينفذ ولا يبتكر أو يبادر، فطبيعي أن يصاب بالملل والضيق والنتيجة سوف تنعكس على جودة الخدمة التي يقدمها للمراجع.
لذلك قالوا لا تكرر النسخة الروتينية من حالة الكسل والجمود في حياتك، بل حاول أن تصنع اختلافاً أو فارقاً كل فترة زمنية من أجل مراجعيك، وذلك عن طريق سمات بسيطة تتدرب عليها وتتقنها لتكون جزءاً من شخصيتك الفريدة، منها أن تكون على طبيعتك مثلاً، وتأكد أن هذا التميز البسيط قد يترك أثراً لا ينسى في نفسية المراجع، لذلك تجده سيعود يبحث عنك لمجرد السلام عليك والسؤال عنك.
ومن هنا احرص أن تعطي لكل مراجع اهتماماً خاصاً يختلف عن الآخرين قدر المستطاع، فلكل منهم طريقته في التعامل، فهم ليسوا سواسية، ولكل منهم رأي ومزاج وتفكير ومستوى تعليمي، فلا تتعامل معهم على هذا الأساس أبداً، بل عليك أن تتدرب في كيفية التعامل مع الفروق الفردية بين العملاء، لا تكرر نفسك مع الجميع حتى لا تخسر ثقتهم بك.
آخر وقفة
نجاحك في احتواء العملاء.. جزء من نجاح مؤسستك
الأحد، 21 سبتمبر 2014
الراحة عبر الأجواء !!
أسعد الله أوقاتكم أعزائي القراء، وأسعد بتواصلي معكم مع بداية الأسبوع لنطرح لكم بعض المواضيع التي تهم الرأي العام، وأعتقد الأسبوع الماضي كان حافلاً بالقضايا والمواضيع المهمة التي نالت من التغطيات الإعلامية ما يكفيها. ولعل وصول الطائرة العملاقة «A380» للخطوط الجوية القطرية نهاية الأسبوع الماضي كان الحدث الأبرز الذي شغل أحاديث بعض المجالس إلى اليوم، خاصة وأنها تأتي بعد تأخير في التسليم من الشركة الأم المصنعة للطائرة لأسباب نعلمها وقد لا نعلمها، ولكن الأهم أنها وصلت إلى مطار حمد الدولي، وتم استقبالها بشكل رسمي معلنة بداية تدشين لخطوط طيران طويلة المدى، وسعة 517 راكبا في الرحلة الواحدة، بخدمات مميزة وراحة داخلية في مقصورة الركاب تتيح للمسافر أن يستمتع برحلة قد لا تنسى في حياته.. خلال هذا العام جربت السفر عبر هذه الطائرة العملاقة إلى بريطانيا بعد أن نصحني بها موظف في مكتب سياحي، وبالفعل كانت تجربة رائعة بمعنى الكلمة ولا تنسى من حيث الإقلاع والهبوط والمطبات الهوائية، وكذلك الخدمات المقدمة بالفعل غيرت لدي ولدى الكثيرين من مفهوم الخوف والرهبة من مفاجآت الطيران خلال الرحلات الطويلة، لأنه أعتقد تصميم هذه الطائرة مختلف نهائياً عن تصميم الطائرات الأخرى حسب معلوماتي، فقليلاً ما تشعر بالاهتزازات أو لحظة الإقلاع أو الدوران في أي اتجاه، لدرجة أنك تحس بالراحة وتشعر بالسعادة وأنت تطير في أجواء مطمئنة وبحفظ الله ورعايته. الإجازة القادمة أعتقد أنها مناسبة (إجازة العيد) لتجربة لن تنسى بالسفر عبر الطائرة العملاقة «A380» ليتغير لدى البعض منا مفهوم الراحة عبر الأجواء، خاصة التجهيزات الخاصة التي انفردت بها الخطوط القطرية، لتنافس بها كبريات الشركات الإقليمية التي عادة تدخل في سباق وتحدٍ شرس للتميز عن «القطرية»، ولكن كعادتها.. تحصد الجوائز العالمية بجدارة واستحقاق.. وتتميز عن شركات الطيران الأخرى بأمور كثيرة. فعلاً أتعبتهم. هنيئاً لنا وصول الطائرة العملاقة التي انضمت لأسطول «القطرية»، وننتظر وصول باقي الطائرات ضمن صفقة كبيرة متنوعة لأفضل الطائرات وبشهادة خبراء السفر والسياحة، لأنها تهدف أولاً وأخيراً إلى راحة المسافر قبل أي شيء. آخر وقفة «A380» البداية... وانتظروا القادم..!!
الخميس، 18 سبتمبر 2014
من يلتفت لنا !!
وصلتني هذه الرسالة من الفاضلة (ن.ع) تشرح من خلالها معاناة الكثير من الأمهات اليوم في قضية مهمة جداً، أضعها أمام طاولة المسؤول المعني، ولتقرأها عزيزي القارئ..
تقول الأخت بعد المقدمة:
يجب النظر اليوم والانتباه لعظم المسؤولية التي أوليناها من الله ومن المجتمع في تربية الأبناء، أليست المرأة هي من تحملت مسؤولية زوجها وأبنائها وبيتها وتفرغت لذلك؟
ألا تستحق مكافأة كراتب ثابت يصرف لها شهرياً تقديراً للدور الكبير الذي تقوم به في بيتها؟
فلقد تعلمت، وأحببت العلم، واجتهدت، وتثقفت خارج إطار المدرسة، ودخلت الجامعة، وعملت معلمة، وبذلت جهدي في تربية وتعليم الطلبة.
ولكن عندما تزوجت وأنجبت رأيت مسؤوليتي الأولى التي أعطاني إياها ربي، وكذلك ينتظرها مني زوجي ووالداي وكل عاقل، أن أتفرغ لبيتي، وبالفعل قدمت استقالتي، فكنت أصرف كل ما تبقى من راتبي ولله الحمد لمساعدة زوجي.
وأنا اليوم أعتبر أفضل من غيري بكثير، فماذا تفعل التي لم تعمل أبداً، وهي لم تكمل تعليمها وزوجها من ذوي الدخل المحدود؟ تتمنى العمل ولو عاملة نظافة بالمدرسة، ولكنها لا تجد لصعوبة توفر الوظائف.
وبعد أن كبر أبنائي وقارب عمري الخمسين، فكرت أن أعود للعمل لحفظ ماء الوجه، مع خوفي الشديد من ترك بيتي للخادمة هي وأبنائي، أو أن يرجع زوجي للبيت وأنا خارج البيت للعمل.
مع ذلك ظللت أبحث وقدمت في العديد من الجهات، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أراجع وأتصل بدون أن يوافق على طلبي.
فشعرت بالإهانة كأني أشحذ منهم، فمنم من تصرخ في وجهي وتقول ماذا أفعل لك ليس بيدي شيء؟ ومن تقول العمر له دور، ومن تقول ليست لديك خبرة لأني عملت معلمة سنة ونصفاً، أو تخصصك غير مطلوب، أو ليست لديك لغة، أو طريقتك في التدريس قديمة، وفعلت كل ما بوسعي ولكن للأسف لم أصل إلى مطلبي.
فهل لنا من يتفضل علينا بحفظ ماء وجهنا وتكريمنا؟ فهل هذا جزاؤنا لأننا تفرغنا لأبنائنا؟ فقد كان بالإمكان ترك البيت للخادمة الأجنبية، وما يخلف عن ذلك من مشاكل جمة، وأن أبقى على رأس عملي والتمتع بالراتب الذي يزداد سنة بعد سنة.
ولكن وبقرار مني بالتخلي عن الوظيفة والراتب، وأن أواجه بيتي وما فيه من طبخ وسهر على الأبناء ورعايتهم وتربيتهم ومشاركة الزوج في هذه المسؤولية، واخترت في البداية أن لا أعتمد على خادمة، وبعد أن زاد عدد الأولاد استعنت بخادمة في مواجهة الأعباء المنزلية فقط، مع تحمل زوجي الصرف اليومي، رغم ارتفاع تكاليف الحياة.
فأرى غيري تعين زوجها على ذلك، أما أنا فأحاول التقليل من الصرف حتى لا أثقل على زوجي فيشعرني ذلك بالخجل والتقصير، وهذا حال الكثيرات.
لذلك أتمنى من المسؤولين النظر إلينا وإلى أهمية ما نقوم به، وأن يكرمونا براتب شهري، فنحن ننظر بالتحسر على إهمالنا، فنحن أيضاً على ثغر مهم لحماية المجتمع ورقيه، من خلال تربية أبناء الوطن.
انتهى
أعتقد عزيزي القارئ وعزيزي المسؤول الرسالة واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل!!
آخر وقفة
المطلوب منا اليوم فقط أن نلتفت لهم قليلاً
مع تقديري واحترامي..
الأربعاء، 17 سبتمبر 2014
ادفع ..وروح دورهم !!
المتابع لصحفنا المحلية اليومية وحجم الإعلانات المنشورة بمختلف أشكالها وألوانها وأهدافها، وكذلك الكم الكبير من الإيميلات الترويجية والدعائية التي يزدحم بها بريدك الإلكتروني، ووصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تقتحم عادة خصوصيتك، يجد أن هناك أعداداً كبيرة من الشركات اتخذت هذه الوسائل، بهدف التسويق للوصول إلى الشريحة المستهدفة من المستهلكين بمختلف جنسياتهم، مع تركيزهم طبعاً على المواطن (معاه فلوس)، لأنه يعتبر أسرع أغنى رجل في العالم!!
ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع اليوم هو نوعية من الإعلانات تكررت كثيراً خلال الفترة الماضية، ووصلت أيضاً لحد الاتصال بك وترويج خدماتهم بشكل أو بآخر، سواء عن طريق أصوات ناعمة أو تسهيلات تكاد لا تصدق!!
مما يجعلك فعلاً تفكر ألف ألف مرة في الدخول معهم في الشراء، فنحن نعتبر الأولى خليجياً في الإنفاق على الرفاهية!!.
إعلانات تملّك الآن في ((.......)) أو حقق حلم حياتك، واقتن ((....)) أو استثمر الآن في ((......)) أو أكمل دراستك عن بعد في (......) مثلاً.. تعتبر من الخطط التسويقية القوية التي تهدف إلى الترويج عن سلعة معينة، وفي نفس الوقت الترويج لها بهدف البيع والكسب المالي.
وهذا أعتقد حق مشروع للجميع، ومن يرغب من المستثمرين أو الفئة المستهدفة في الاستثمار عليه التواصل معهم ليجد الابتسامة ورحابة الصدر وسهولة الإجراءات والتسهيلات والخدمات المميزة من أجل فقط البيع.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن من يحميني أنا اليوم من هذه الإعلانات؟ وما مدى صحتها ومصداقيتها؟ وكيف أتحقق إن كانت هذه شركة حقيقية أم وهمية؟ وهل هذه الإعلانات خضعت لموافقة ورقابة الجهة المختصة؟ وكيف يمكن أن أسترد أموالي لو اكتشفت أن الموضوع عبارة عن نصب محترف كنت أنا وغيري الضحية فيه؟
نعم وبصراحة، وبعد سلسلة قضايا النصب والاحتيال التي سمعنا عنها مؤخراً بمختلف أشكالها ودرجاتها، أصبحنا اليوم نخشى ونقلق في التعامل مع تجار الشنطة المتنقلة، وغالباً ننظر إلى هذه الإعلانات نظرة مريبة وربما تكون فعلاً ((صحيحة وذات مصداقية عالية))، إلا أن الوضع يجعلنا غالباً في شك مما يكتبون.
لذلك من حقنا مطالبة الجهات المعنية في الدولة أن يكون لها دور واضح وعملي في مراقبة هذه الشركات قبل وبعد نشر إعلاناتها الترويجية لمختلف السلع، والتأكد من سلامة عملها ومسارها وتاريخها التجاري، حماية لنا، فمن الصعب اليوم أن أدفع مبلغاً وقدره لشراء سلعة معينة، ثم أكتشف أن الموضوع عبارة عن احتيال في احتيال وروح دورهم!!
آخر وقفة
أحياناً نحتاج نجهز الدوا قبل الفلعة!!
Share on facebookShare on twitterShare on gmailShare on linkedinShare on emailShare on printShare on favorites
الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014
الموظف الخبرة !!
يقال إن العلاقة الصحية بين المدير والموظف تؤدي عادة إلى علاقة وظيفية مميزة تحسن من أداء العمل، وبالتالي تحقق نتائج رائعة على صعيد النتائج السنوية للعمل، ولأن من الصعب أن يستغني أحدهما عن الآخر، فالمدير دائماً يحتاج إلى الموظف الكفء لتنفيذ أفكاره وتحقيقها فعلياً.
فمنصب المدير مهم جداً اليوم، لأنه المسؤول الأول عن الإدارة الناجحة أمام موظفيه ورؤسائه، لأن الموظف يحتاج إلى إدارة واعية ومتابعة دائمة، وإلى أفكار ومسؤوليات يستطيع أن ينفذها بتميز حتى تكون له الأولوية في سلم الترقيات مستقبلاً.
الكثير من المديرين الصدفة والواسطة اليوم لا يعرفون أبجديات وفنون ومهارات الإدارة والتعامل مع الموظفين، وذلك لأنهم وصلوا هنا بفيتامين «واو» لا أكثر، وليس باستحقاق للأسف، لذلك نراهم يتناسون غالباً أنهم بشر ويتعاملون أيضاً مع بشر مثلهم، وقد يكونوا أكفأ منهم غالباً، لذلك على مدير الصدفة أن يتحلى بالصبر ومحاولة فهم الوضع، بدلاً من النظرة الفوقية على الموظفين، لأن الموظف المتميز غالباً يفهم عمله تماماً أكثر منك بمراحل كثيرة بواقع خبرته في نفس المجال.. لذلك أنصحك كن وسطاً في تعاملك ولا تخسر موظفيك.
ونعلم علم اليقين أن العلاقة العملية دائماً لا تبقى إيجابية بين الطرفين أمد الدهر، ولا تسير في مسار واحد، ولكن تبقى الثقة بين الطرفين والإخلاص المتفاني في العمل بين الموظف ومسؤوله من أهم العوامل الأساسية لبناء علاقة مستقبلية مبنية على الاحترام المتبادل، وعلى أن يتحول إحساس الخوف من المدير إلى احترام وتقدير.
ولكن وللأسف نجد نوعية من المسؤولين يدعون المعرفة في كل صغيرة وكبيرة، وأنهم دائماً على حق، وأن الآخرين على خطأ، وهذا بالطبع يؤثر بشكل سلبي ومباشر على سير العمل، فتجد منهم من يطلب مهام من الموظف لإنجازها وبسرعة، مع أن تنفيذها بالشكل الصحيح يتطلب وقتاً أطول مما يؤدي إلى سوء التنفيذ بسبب سوء الإدارة.
وهذا بعكس المدير القريب من الموظفين، المتفهم لطبيعة عملهم، فهو أفضل بكثير وأقدر على التعامل مع الموظفين بمختلف درجاتهم الوظيفية، فالمدير عادة لا يستغني عن الموظف النشيط الناجح، بل يكسبه ويسعى لبقائه بهدف تحقيق مصلحة العمل أولاً وآخراً.
وهذا ما يميز المسؤولين اليوم، فتدخّل مديرك مثلاً في عملك لإبداء رأي أو توجيه معين يعتبر أمراً إيجابياً ومحموداً، وذلك لأنه يساعد على تطوّر العمل بحكم خبرته ورؤيته.
لذلك يجب على الموظفين بالمقابل أن لا يكونوا في وضع المتأفف تجاه الملاحظات الصادرة من مديرهم المباشر، لأن هدفها تحسين العمل أولاً وأخيراً، وليس الانتقاد الشخصي، لأن أنت وهو مصلحة العمل بالنسبة لكم فوق كل اعتبار، وهو ما يهدف لها الطرفان.
آخر وقفة
مدير الصدفة.. عدوه دائماً.. الموظف الخبرة!!
Share on facebookShare on twitterShare on gmailShare on linkedinShare on emailShare on printShare on favorites
الاثنين، 15 سبتمبر 2014
من الهوامش إبداع !!
لو نعيد ترتيب بيتنا الداخلي اليوم بقصد الترتيب والتنظيم سنكتشف العديد من المخلفات التي لم نعد بحاجة لها، سواء لقدمها أو بسبب تهالكها مهما كانت، ملابس أو أجهزة أو ألعاب وخلافه، ومن الطبيعي أن نقوم بالتخلص منها مباشرة دون تفكير وهو التصرف الصحيح، وذلك لأن وجودها ربما يكون عامل جذب للعديد من الحشرات والأتربة والغبار، ولكن التخلص منها بطريقة صحيحة وآمنة هو الحل الأمثل. منا من يبدأ بالتواصل مع الجهات الخيرية لتسليمهم الملابس بعد إعادة غسلها وتنظيفها، ومنا من يقوم بالتواصل مع بعض الأسر المحتاجة، والبعض الآخر يتواصل مع البلدية للتخلص نهائياً من كل شيء بغض النظر عن مدى صلاحيته، أو احتمال إعادة إصلاحه ويمكن استخدامه. ولكن هناك مجموعة من الأفراد تنظر إلى هذه المخلفات نظرة أخرى إيجابية، بحيث تفكر كيف يمكن أن تحول المخلفات إلى عناصر فعالة يمكن الاستفادة منها إيجابياً، سواء بأشكال هندسية، أو أدوات زراعية، أو لوحات فنية، أو أعمال ديكور منزلية بطريقة ذكية جداً ومفيدة للأسرة، لأن من الطبيعي سيتشارك معك جميع أفراد الأسرة في تنفيذ فكرة تدوير المخلفات، وذلك لصنع جماليات من مخلفات. وهنا لا ننسى أيضاً مشروع النظافة التابع لوزارة البلدية وإدارة تدوير المخلفات، فبإمكانكم التواصل معهم لاستيضاح طريقة التدوير، وسبل تنفيذ أفكاركم وخططكم، ومدى إمكانية مشاركة الجميع في ذلك، خاصة أن هناك فنانين عالميين ومحليين أيضاً أمضوا سنوات من أعمارهم فقط للبحث عن مخلفات ونفايات مناسبة لتصميم أعمال فنية تخلد بأسمائهم في ذاكرة التاريخ. ما جعلني أتناول هذا الموضوع اليوم هو فكرة معرض الفنان القطري عيسى الملا، القائمة على تدوير المخلفات والاستفادة القصوى منها وبكل ما هو ملقى على قارعة الطريق، ولكن بأسلوب فني وطريقة ذكية، فمن هوامش الحياة أبدع الملا في إعادة الاستفادة من هذه المخلفات، فكان معرضه في مجمع اللاند مارك يوم أمس، والذي يستمر لأسبوعين، وهذه فرصة أن أوجه لكم الدعوة لزيارته، لعل وعسى نعيد النظر في مخلفات منازلنا!! آخر وقفة من لا شيء.. نصنع أشياء!!
الأحد، 14 سبتمبر 2014
قرارات التغيير !!
المتتبع للقرارات الأخيرة والتوجيهات الأميرية خلال الفترة الحالية سيدرك مدى الاهتمام الفعلي الذي توليه حكومتنا الرشيدة بالشأن الداخلي أكثر بكثير مما مضى، خاصة ما يهم راحة المواطن بالدرجة الأولى، وهذا يدل على مدى قرب حكومتنا الواعية وتفهمها للمتطلبات الحياتية اليومية، وهذا ما جعلنا نتوقع صدور قرارات وتوجيهات أميرية متلاحقة خلال الأيام القليلة القادمة، ربما تغير بعض الوجوه التي ألفناها!! وحسب متابعتي كانت توجيهات القيادة واضحة لمجلس الوزراء في اتخاذ اللازم لزيادة معاشات أصحاب الضمان الاجتماعي، مراعاة لهم ولأوضاعهم، وتقديراً لغلاء المعيشة الذي يعاني منه الغني أيضاً!! فكانت النتيجة الطبيعية هي التوجيهات المدروسة للواقع بمراعاة ظروف الفئات المستفيدة من الضمان، وزيادة معاشاتهم، وعدم التمهل في هذا الشأن. لنصل إلى قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة قطر للبترول، وتعيين مدير عام للشركة في خطوة صراحة أشاد بها خبراء الاقتصاد المحليون والعالميون ببث روح جديدة، وإعطاء فرصة للصف الثاني بفكر حديث لتولي مناصب قيادية، في شركة تحمل على عاتقها نسبة كبيرة من ميزانية ودخل الدولة، مع تقديرنا للقيادات السابقة التي أسهمت بفعالية خلال فترة توليها المنصب. وبعد ذلك صدور قرار أميري بإعادة تشكيل مجلس أمناء جامعة قطر، تماشياً مع التوجهات الجديدة للدولة، والتي تهدف إلى مخرجات تعليمية ذات كفاءة عالية تقودها إدارة واعية قادرة على المضي قدماً لتحقيق أهداف وتطلعات المستقبل الواعد الرامي للوصول إلى تنفيذ رؤية قطر 2030، والتي من ضمن أهدافها الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي بمخرجات نوعية قادرة على الانخراط في سوق العمل مباشرة ومتسلحة بالعلم، مع كل التقدير للأعضاء السابقين. إذاً هناك تغييرات متلاحقة خلال هذه الفترة من المتوقع أنها ستطال مواقع كثيرة مهمة في الدولة، وذلك بهدف ضخ دماء جديدة تساهم بفكرها المطور وحيويتها الشبابية لتولي قيادة مواقعها، بدلاً من تهميش أدوارها وركنها على الرف، لذلك فليتوقع المسؤول اليوم أن التوجيهات القادمة ربما تطاله هو، فلا يحزن أو يتفاجأ، بل يعمل على التصحيح من الآن قبل فوات الأوان، فلا مجاملة في مصلحة الدولة العليا، فهذا نهج القيادات اليوم من أجل رقي وتقدم الغالية قطر. آخر وقفة أخلص في عملك أو انتظر قرار التغيير!!
Share on facebookShare on twitterShare on gmailShare on linkedinShare on emailShare on printShare on favorites
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)