الخميس، 18 سبتمبر 2014

من يلتفت لنا !!

وصلتني هذه الرسالة من الفاضلة (ن.ع) تشرح من خلالها معاناة الكثير من الأمهات اليوم في قضية مهمة جداً، أضعها أمام طاولة المسؤول المعني، ولتقرأها عزيزي القارئ..
تقول الأخت بعد المقدمة:
يجب النظر اليوم والانتباه لعظم المسؤولية التي أوليناها من الله ومن المجتمع في تربية الأبناء، أليست المرأة هي من تحملت مسؤولية زوجها وأبنائها وبيتها وتفرغت لذلك؟
ألا تستحق مكافأة كراتب ثابت يصرف لها شهرياً تقديراً للدور الكبير الذي تقوم به في بيتها؟
فلقد تعلمت، وأحببت العلم، واجتهدت، وتثقفت خارج إطار المدرسة، ودخلت الجامعة، وعملت معلمة، وبذلت جهدي في تربية وتعليم الطلبة.
ولكن عندما تزوجت وأنجبت رأيت مسؤوليتي الأولى التي أعطاني إياها ربي، وكذلك ينتظرها مني زوجي ووالداي وكل عاقل، أن أتفرغ لبيتي، وبالفعل قدمت استقالتي، فكنت أصرف كل ما تبقى من راتبي ولله الحمد لمساعدة زوجي.
وأنا اليوم أعتبر أفضل من غيري بكثير، فماذا تفعل التي لم تعمل أبداً، وهي لم تكمل تعليمها وزوجها من ذوي الدخل المحدود؟ تتمنى العمل ولو عاملة نظافة بالمدرسة، ولكنها لا تجد لصعوبة توفر الوظائف.
وبعد أن كبر أبنائي وقارب عمري الخمسين، فكرت أن أعود للعمل لحفظ ماء الوجه، مع خوفي الشديد من ترك بيتي للخادمة هي وأبنائي، أو أن يرجع زوجي للبيت وأنا خارج البيت للعمل.
مع ذلك ظللت أبحث وقدمت في العديد من الجهات، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أراجع وأتصل بدون أن يوافق على طلبي.
فشعرت بالإهانة كأني أشحذ منهم، فمنم من تصرخ في وجهي وتقول ماذا أفعل لك ليس بيدي شيء؟ ومن تقول العمر له دور، ومن تقول ليست لديك خبرة لأني عملت معلمة سنة ونصفاً، أو تخصصك غير مطلوب، أو ليست لديك لغة، أو طريقتك في التدريس قديمة، وفعلت كل ما بوسعي ولكن للأسف لم أصل إلى مطلبي.
فهل لنا من يتفضل علينا بحفظ ماء وجهنا وتكريمنا؟ فهل هذا جزاؤنا لأننا تفرغنا لأبنائنا؟ فقد كان بالإمكان ترك البيت للخادمة الأجنبية، وما يخلف عن ذلك من مشاكل جمة، وأن أبقى على رأس عملي والتمتع بالراتب الذي يزداد سنة بعد سنة.
ولكن وبقرار مني بالتخلي عن الوظيفة والراتب، وأن أواجه بيتي وما فيه من طبخ وسهر على الأبناء ورعايتهم وتربيتهم ومشاركة الزوج في هذه المسؤولية، واخترت في البداية أن لا أعتمد على خادمة، وبعد أن زاد عدد الأولاد استعنت بخادمة في مواجهة الأعباء المنزلية فقط، مع تحمل زوجي الصرف اليومي، رغم ارتفاع تكاليف الحياة.
فأرى غيري تعين زوجها على ذلك، أما أنا فأحاول التقليل من الصرف حتى لا أثقل على زوجي فيشعرني ذلك بالخجل والتقصير، وهذا حال الكثيرات.
لذلك أتمنى من المسؤولين النظر إلينا وإلى أهمية ما نقوم به، وأن يكرمونا براتب شهري، فنحن ننظر بالتحسر على إهمالنا، فنحن أيضاً على ثغر مهم لحماية المجتمع ورقيه، من خلال تربية أبناء الوطن.
انتهى
أعتقد عزيزي القارئ وعزيزي المسؤول الرسالة واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل!!
آخر وقفة
المطلوب منا اليوم فقط أن نلتفت لهم قليلاً
مع تقديري واحترامي..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق