يحرص الأغلبية منّا على توطيد علاقة طيبة مع زملائهم في العمل، وعلى تطويرها باستمرار، حتى تتحوّل تدريجياً إلى صداقة حقيقية لا غنى عنها، في حين ينظر البعض الآخر إلى الزمالة بمنظور ضبابي، فالزميل بالنسبة لهم مصدر قلق حقيقي، وأساس التعامل هو المصلحة لا أكثر، يأخذ منه ولا يعطيه. لذلك جميل أن تكون بيننا منافسة شريفة في مجال العمل، وجميل أيضاً أن يكون دورنا مكملاً لبعضنا البعض، بهدف تحقيق إنتاج أفضل على صعيد العمل، وبكل إيجابية. إلا أن الوضع لا يخلو من المنافسة غير الشريفة أحياناً، وهذا للأسف أسلوب عمل غير محمود وغير مطلوب أيضاً، ولكن وبشكل عام تبقى روح المنافسة هي السائدة في أي مجال عمل، وهذه الطبيعة المحمودة التي تطلبها مجريات إنجاز الأعمال الموكل لها الموظف أياً كانت درجته، فهو يحاول قدر المستطاع النجاح ومتحملاً للمسؤولية، بل وأن يكون كفؤاً لما كلف به من قبل مرؤوسيه. ولكن ما يحدث اليوم للأسف في بعض الجهات من بعض زملاء العمل، وهم قلة قليلة ولله الحمد، إنكار دور قمت به أو أشرفت عليه، فينسب لغيرك، لسبب أو لآخر، دون الاعتراف بدورك وجهدك فتقول (الدنيا بخير !!). ما يضايقك أيضاً أنك ملتزم بقوانين المؤسسة التي تعمل بها من أجل تحقيق هدف كنت وما زلت تسعى له بالطريقة السليمة التي لا غبار عليها، لتفاجأ بأن الآخرين وصلوا قبلك بسبب تحايلهم الذكي على اللوائح المنظمة للعمل، فيصلوا قبل أن تصل، بل وتتعطل أمورك أنت ويحصدوا هم فتقول (الدنيا بخير !!). تحزن عندما تعمل بجد في تصميم مشروع متكامل الأركان لهدف مجتمعي على سبيل المثال، فيطلبه منك زميل للاطلاع عليه أو لمعرفة الخطوات، فتتجاوب معه من منطلق الزمالة والإخوة، فيطلع على التفاصيل بل ويعرف منك خباياها، ليبدأ في تطبيقها دون العودة لك، وغالباً أنت تسعد بذلك، ولكن عندما تقصده بالمقابل في خدمة أو مساعدة تخص العمل تجد منه الصد والمماطلة، مما يجعلك تعيد حساباتك مرة أخرى في كيفية التعامل مع هذه النوعية والأمثلة كثيرة، وتقول (الدنيا بخير!!). وأعتقد أن العديد منا مرت عليه مثل هذه التجارب والنوعيات من البشر، فتعلم منهم وأصبح حذراً في تعامله مع الآخرين، والبعض الآخر ما زال متمسكاً بمبادئه قائلاً: لا الدنيا ما زالت بخير، أو يمكن ما يقصد، أو يضع له الحجج والبراهين بسبب هذا التجاهل أو هذه الطريقة في التعامل السلبية غير المتعاونة، وأنت ما زلت تردد (الدنيا بخير!!) فهو أخذ منك ولم يعطك، بادلك الإيجابية بالسلبية، متبجحاً بذلك غالباً دون اكتراث منه، يذكر على توابع طريقته ولا يدري أنه سيترك هذا المكان يوماً ما، وقد ترك أسوأ الأثر في نفوس زملائه وأصدقائه، فلم يعد له ذكر طيب بينهم. لذلك قالوا إن العلاقة المهنية هي الأهم في بيئة العمل، ونجاح العلاقة المهنية نابع من نجاح العلاقات الشخصية بين الزملاء. آخر وقفة زميلي العزيز الدنيا بخير فنحن نكمل بعضنا البعض.. لا تنسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق