لو نعيد ترتيب بيتنا الداخلي اليوم بقصد الترتيب والتنظيم سنكتشف العديد من المخلفات التي لم نعد بحاجة لها، سواء لقدمها أو بسبب تهالكها مهما كانت، ملابس أو أجهزة أو ألعاب وخلافه، ومن الطبيعي أن نقوم بالتخلص منها مباشرة دون تفكير وهو التصرف الصحيح، وذلك لأن وجودها ربما يكون عامل جذب للعديد من الحشرات والأتربة والغبار، ولكن التخلص منها بطريقة صحيحة وآمنة هو الحل الأمثل. منا من يبدأ بالتواصل مع الجهات الخيرية لتسليمهم الملابس بعد إعادة غسلها وتنظيفها، ومنا من يقوم بالتواصل مع بعض الأسر المحتاجة، والبعض الآخر يتواصل مع البلدية للتخلص نهائياً من كل شيء بغض النظر عن مدى صلاحيته، أو احتمال إعادة إصلاحه ويمكن استخدامه. ولكن هناك مجموعة من الأفراد تنظر إلى هذه المخلفات نظرة أخرى إيجابية، بحيث تفكر كيف يمكن أن تحول المخلفات إلى عناصر فعالة يمكن الاستفادة منها إيجابياً، سواء بأشكال هندسية، أو أدوات زراعية، أو لوحات فنية، أو أعمال ديكور منزلية بطريقة ذكية جداً ومفيدة للأسرة، لأن من الطبيعي سيتشارك معك جميع أفراد الأسرة في تنفيذ فكرة تدوير المخلفات، وذلك لصنع جماليات من مخلفات. وهنا لا ننسى أيضاً مشروع النظافة التابع لوزارة البلدية وإدارة تدوير المخلفات، فبإمكانكم التواصل معهم لاستيضاح طريقة التدوير، وسبل تنفيذ أفكاركم وخططكم، ومدى إمكانية مشاركة الجميع في ذلك، خاصة أن هناك فنانين عالميين ومحليين أيضاً أمضوا سنوات من أعمارهم فقط للبحث عن مخلفات ونفايات مناسبة لتصميم أعمال فنية تخلد بأسمائهم في ذاكرة التاريخ. ما جعلني أتناول هذا الموضوع اليوم هو فكرة معرض الفنان القطري عيسى الملا، القائمة على تدوير المخلفات والاستفادة القصوى منها وبكل ما هو ملقى على قارعة الطريق، ولكن بأسلوب فني وطريقة ذكية، فمن هوامش الحياة أبدع الملا في إعادة الاستفادة من هذه المخلفات، فكان معرضه في مجمع اللاند مارك يوم أمس، والذي يستمر لأسبوعين، وهذه فرصة أن أوجه لكم الدعوة لزيارته، لعل وعسى نعيد النظر في مخلفات منازلنا!! آخر وقفة من لا شيء.. نصنع أشياء!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق