قرأت قبل فترة إعلاناً في إحدى الصحف المحلية يفيد للبيع تصريح «مقهى شيشة» بمبلغ..... للجادين فقط، والأجمل في هذا الموضوع أن السعر يعتبر خيالياً نوعاً ما، إلا أن الاتصالات لم تنقطع ليل نهار عن صاحب الإعلان، بل وربما إلى اليوم، والكل مستعد لشراء هذه الرخصة وبأي ثمن، والسبب حين تتطفل وتسأل أن مجموع عوائدها المالية اليومية لمدة شهر ربما يفوق عوائد برج من أبراج الكورنيش أو برجين!!
مضت اليوم 14 سنة على الموعد المحدد لشعار «قطر خالية من التدخين عام 2000»، بعد أن ضاعت الضمائر الحية التي كانت تنادي بمكافحة التدخين قدر المستطاع، وعبر تضافر الجهود المختلفة، وذلك للحيلولة دون انتشار التدخين بين السكان، حسب الخطة المحددة، ولكن وبالمصادفة الجميلة أن مع بداية عام 2000 كانت الانطلاقة الحقيقية لتصاريح المقاهي حتى يومنا هذا، حيث انتشرت بصورة كبيرة وواسعة وفي مناطق ومواقع مختلفة من الدولة، ولدى الإخوة في وزارة البلدية الإحصائية الرسمية لعدد التصاريح منذ ذلك التاريخ!!
اليوم وبعد الانتشار غير المتوقع للمقاهي، مؤسسة حمد الطبية تدرس أضرار الشيشة على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، وذلك من خلال عيادة مكافحة التدخين التابعة للمؤسسة، خاصة بعد وصول نسبة المدخنين، حسب آخر دراسة تم إجراؤها في الدولة، إلى %37 من السكان، من عمر 15 سنة فأكثر، أغلبهم من الرجال!! وهو رقم يعتبر مخيفاً وليس بالبسيط، بحيث لا نلقي له بالاً، ويكلف الدولة سنوياً أموالاً طائلة لعلاج مرضى التدخين في الداخل أو الخارج!! رغم الجهود الوطنية للتوعية من أضرار التدخين، إلا أن الأمر وكأنه لا يعني البعض!!
المتتبع لهذا الشأن سيجد أن هناك محاولات مستمرة للحيلولة دون انتشار أكبر للتدخين بين مختلف الأعمار بوسائل مختلفة نعرفها جميعاً، إلا أنه من الجانب الآخر ما زالت منتشرة المقاهي والمطاعم التي تقدم الشيشة لمرتاديها وبشكل كبير، بغض النظر عن التأثير السلبي الضار لها على الآخرين!! أي إن هناك عدم تنسيق ملاحظ بين الجهود، الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية التدخل لحل الموضوع، بدلاً من عشوائية القرارات.
فالجهود الصحية منصبة على التوعية والمكافحة، ثم العلاج المكلف، والجهود الأخرى تتراخى أحياناً في المشاركة في مكافحة انتشار الظاهرة.. فأين الخلل؟!
كرروا معي:
اللهم كره إلي واعصم قلبي من التدخين الذي يدمرني دون أن أشعر، واعصم قلبي من المعاصي، اعتصمت بك يا ربي من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك.. آمين..
آخر وقفة:
بوعلي تعرف حد عنده تصريح شيشة.. للبيع!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق