وصلتني هذه الرسالة، والتي تحمل هم ولي الأمر، الذي يقف أحياناً في حيرة من أمره وهو ينظر أمامه لمستقبل واعد لأبنائه، وقد احتار في ظل البدائل الكثيرة للتعليم والجودة المتدنية أحياناً. بدأ ولي الأمر موضوعه قائلاً: سؤال محير لكل أم وأب، أي الاتجاه أسلك في تعليم أبنائي؟ طبعاً الجواب المثالي -من وجهة نظري- هو علم يتماشى مع رؤية قطر 2030، بشرط المحافظة على الدين والقيم والهوية القطرية، لأننا نريد جيلاً متعلماً وذا دين يعتز بتاريخ الأجداد وعاداتهم، وليس جيلاً تربى على أيدي معلمين ليسوا من ملتنا!! لذلك وجدنا البعض -أخي حسن- اختار بمحض إرادته المدارس المستقلة والبعض الآخر المدارس الخاصة لأسباب كثيرة وأهداف مختلفة، تعتمد على قناعة كل شخص منا وتوجهه العام ونظرته المستقبلية، في ضوء كوبونات التعليم التي سهلت وفتحت اختيارات كثيرة أمام ولي الأمر، وهذا يجعلنا نثق بأنفسنا في اختيار مستقبل الأبناء أولاً قبل أي خطوة نخطوها ونحدد مسارنا المستقبلي. ولكن الأمر لا يخلو من إعادة التنبيه على ذوي الاختصاص في المجلس الأعلى، وبدعم من أصحاب القرار، للتشديد على أصحاب المدارس الخاصة، بل وفرض شروط عليهم ومعايير تتماشى مع هويتنا الوطنية الإسلامية أفضل من الوضع الحالي الذي لا يرضينا ويعتصرنا الألم أحياناً. فما أجمل عادات هل قطر، عادات الاحتشام والمحافظة، وأستغرب كثيراً لماذا نفر منها ونحن في أشد الحاجة لها أكثر من ذي قبل، فعلينا أن نلتزم بها، لهذا قلنا وما زلنا نقول لا للاختلاط في صفوف المدارس الخاصة، وهذا ما سبب لنا الكثير من الضيق والرفض، ولكن من يسمعنا للأسف. لذلك أتمنى من أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة والمؤسسات ذات الوزن الثقيل في البلد دعم قطاع التعليم الخاص بحدود معينة وبشروط، ووفق معايير لا تهمش عاداتنا وتقاليدنا، بل تحافظ عليها من الاندثار، فالطفل يحتاج لمبنى مدرسي يتعلم ويكبر فيه متمتعاً بقيم وأخلاقيات مجتمعه، وليس مدرسة صغيرة غير مناسبة، ذات غرف لا تتجاوز الست في العدد، ضيقة وغير صحية لعدد الأطفال، وفوق كل هذا لا محافظة على أقل المعايير المفروضة. وللعلم شاهدت مدارس خصصت صفوفاً في الحوش، كباين فقط، من أجل الكسب المالي، بغض النظر عن المخرج التعليمي!! كما شاهدت بنفسي مناظر غير حضارية في هذه المدارس المرخصة من المجلس الأعلى، والتي وافقت المعايير خالية من وسائل الترفيه الآمنة، لأنها لا تعطي أقصى ما عندها، ولكن أرخص وأوفر ما عندها، فلو كنت صاحب القرار لسحبت تراخيص مدارس كثيرة أو أعيد النظر في صلاحيتها!! انتهى قضية نضعها أمام الجهة المعنية في مجلس التعليم لنناقشها ونصل لحلول جذرية تحمي أجيال المستقبل، بدلاً من دمارهم وأمام أعيننا. آخر وقفة لا نظلم أطفالنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق