المتابع لصحفنا المحلية اليومية وحجم الإعلانات المنشورة بمختلف أشكالها وألوانها وأهدافها، وكذلك الكم الكبير من الإيميلات الترويجية والدعائية التي يزدحم بها بريدك الإلكتروني، ووصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تقتحم عادة خصوصيتك، يجد أن هناك أعداداً كبيرة من الشركات اتخذت هذه الوسائل، بهدف التسويق للوصول إلى الشريحة المستهدفة من المستهلكين بمختلف جنسياتهم، مع تركيزهم طبعاً على المواطن (معاه فلوس)، لأنه يعتبر أسرع أغنى رجل في العالم!!
ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع اليوم هو نوعية من الإعلانات تكررت كثيراً خلال الفترة الماضية، ووصلت أيضاً لحد الاتصال بك وترويج خدماتهم بشكل أو بآخر، سواء عن طريق أصوات ناعمة أو تسهيلات تكاد لا تصدق!!
مما يجعلك فعلاً تفكر ألف ألف مرة في الدخول معهم في الشراء، فنحن نعتبر الأولى خليجياً في الإنفاق على الرفاهية!!.
إعلانات تملّك الآن في ((.......)) أو حقق حلم حياتك، واقتن ((....)) أو استثمر الآن في ((......)) أو أكمل دراستك عن بعد في (......) مثلاً.. تعتبر من الخطط التسويقية القوية التي تهدف إلى الترويج عن سلعة معينة، وفي نفس الوقت الترويج لها بهدف البيع والكسب المالي.
وهذا أعتقد حق مشروع للجميع، ومن يرغب من المستثمرين أو الفئة المستهدفة في الاستثمار عليه التواصل معهم ليجد الابتسامة ورحابة الصدر وسهولة الإجراءات والتسهيلات والخدمات المميزة من أجل فقط البيع.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن من يحميني أنا اليوم من هذه الإعلانات؟ وما مدى صحتها ومصداقيتها؟ وكيف أتحقق إن كانت هذه شركة حقيقية أم وهمية؟ وهل هذه الإعلانات خضعت لموافقة ورقابة الجهة المختصة؟ وكيف يمكن أن أسترد أموالي لو اكتشفت أن الموضوع عبارة عن نصب محترف كنت أنا وغيري الضحية فيه؟
نعم وبصراحة، وبعد سلسلة قضايا النصب والاحتيال التي سمعنا عنها مؤخراً بمختلف أشكالها ودرجاتها، أصبحنا اليوم نخشى ونقلق في التعامل مع تجار الشنطة المتنقلة، وغالباً ننظر إلى هذه الإعلانات نظرة مريبة وربما تكون فعلاً ((صحيحة وذات مصداقية عالية))، إلا أن الوضع يجعلنا غالباً في شك مما يكتبون.
لذلك من حقنا مطالبة الجهات المعنية في الدولة أن يكون لها دور واضح وعملي في مراقبة هذه الشركات قبل وبعد نشر إعلاناتها الترويجية لمختلف السلع، والتأكد من سلامة عملها ومسارها وتاريخها التجاري، حماية لنا، فمن الصعب اليوم أن أدفع مبلغاً وقدره لشراء سلعة معينة، ثم أكتشف أن الموضوع عبارة عن احتيال في احتيال وروح دورهم!!
آخر وقفة
أحياناً نحتاج نجهز الدوا قبل الفلعة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق