تواصل معي أحد الإخوة مساء أمس الأول متحدثاً عن موضوع أعتقد ربما يلامس حلم الطبقة المتوسطة (الأوحدية) في مجتمعنا، خصوصاً بعد الإعلانات الأخيرة حول تملك في تركيا شقق الديار، يقول بوحمد: والله يا بوعلي احنا نفخر بمشاريع قطر الخارجية واستثماراتها طويلة الأمد وخطتها الطموحة في دعم اقتصادها بشكل أو بآخر، وهذا بحد ذاته سيعود بالنفع على الأجيال القادمة لضمان حياة كريمة لهم. ولكن ما مصير الجيل الحالي الذي يعيش في ظل قيادة حكيمة واستقرار اقتصادي وتطور ملحوظ في جميع المجالات وبشكل ملحوظ إلا أن الوضع أصبح يصعب علينا يوماً بعد يوم، طبعاً بما أني موظف حكومي ولا يوجد لدي دخل آخر غير راتبي، فأنت تعرف ولا يخفى عليك الارتفاع غير المبرر للعقارات والأراضي لدرجة أنك أحياناً تصرف النظر نهائياً للدخول أو الاستثمار هنا، وتبحث عن مجال آخر تستثمر فيه، والسبب ارتفاع الأسعار الجنوني المتذبذب للأعلى. فتبحث عن مجال آخر لتفاجأ بإعلان شركة الديار القطرية عن طرح وحدات سكنية في تركيا مطلة إطلالة مميزة للمواطنين، وتحديد الأيام للحجز والدفع، فتبدأ الأحلام تتجدد مرة أخرى في فكرك، فتقول لعل وعسى أجد هناك ما لم أجده هنا، وبإشراف قطري، فتطمئن، ولكن ما إن تتجه إلى موقع الحجز للاستفسار حتى تصدم بالأسعار التي وصلت إلى 2 مليون و890 ألف ريال قطري، ورغم ذلك وجدت الازدحام، فتقف متحسراً بين حلمك البعيد وواقعك الأليم. فتجلس تفكر ملياً وماذا بعد ذلك؟ هل كتب علي كصاحب الدخل الأوحد أن أعيش فقط دون حلم أحققه؟ والسبب الأسعار الجنونية للعقارات؟ ألا يحق لي أن أتملك هنا أو هناك عقاراً استثمارياً أو شخصياً أنتفع به أنا وأسرتي مستقبلاً؟ ثم لماذا لا تطرح مثلاً وحدات سكنية بأسعار متنوعة ومخفضة، بحيث تعطي الفرصة لأصحاب الدخل المتوسط مثلي أن يتذوقوا من عسل الاستثمار قليلاً؟ وضمان دخل مستقبلي للأسرة؟ نعم نحن لا نعارض فكرة إقامة مشاريع استثمارية وبأسعار تغطي التكلفة والربح، ولكن من حقنا أيضاً (كموظفين) أي أصحاب الدخل الواحد فقط، أن نتنفس قليلاً من خلال طرح وحدات سكنية منخفضة التكلفة نستطيع أن نشتري ونستثمر، لأن مجتمعنا ليس فقط طبقة مخملية، بحيث يكون لها نصيب الأسد في معظم هذه المشاريع، بل لا بد من الشركات صاحبة المشاريع العملاقة الخارجية من مراعاة الطبقة الأوحدية (الدخل الواحد)، فهي أيضاً بأعداد كبيرة ولها حلم تتمنى تحقيقه. انتهى المتابع لحديث بوحمد سيدرك بعداً واقعياً يعيشه الموظف اليوم الذي ينتظر راتب آخر الشهر فقط، فلا عقار، ولا ورث، ولا تجارة، حيث سيبقى محلك سررر، في وقت هو وأسرته يتمنون امتلاك مساحة بسيطة هنا أو هناك للترفيه أيام العطلات.. فهل من مجيب لهم؟ آخر وقفة الطبقة الأوحدية لها أيضاً حلم.. لا تنسوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق