الخميس، 21 فبراير 2013

متى بيزيدونه!!11-11-2012


كنت أسمع هذا السؤال منذ فترة طويلة وأنا لا أعرف مغزاه.. 
وأستغرب من السؤال بصراحة.. 
لماذا الزيادة.. ولماذا لا يكيف حياته على راتبه الشهري!! 
وهل كل من طلب الزيادة تعطى له.. 
أسئلة كثيرة كانت تدور في داخلي.. 
في عام 2004 تحديداً انتقل إلى رحمة الله تعالى أبو محمد عن عمر ناهز 84 عاماً.
ذلك الرجل المبتسم الذي كان يهاتفني بين فترة وأخرى لأسمع أخباره وضحكاته وآهاته.. 
وأذكر قبل وفاته بأيام دائماً يقول لي إنه يذهب شهرياً إلى البنك لاستلام راتب الشؤون.. 
كي يدفع راتب السائق والخادمة وما تبقى منه (أصب بترول حق السيارة).
وكنت أستغرب كيف يستطيع أن يؤقلم حياته براتب لا يتعدى 2500 ريال!!
كان يحكي لي قصته وعمله وكفاحه ورحلة حافلة في بناء الوطن، كما تطرق إلى زواجه وموت أبنائه ومآس مرت عليه في حياته، ورغم ذلك كان دائماً مبتسماً وحلمه بغد مشرق.. 
ولكن 
وفي كل مرة كان يسألني.. يبا حسن متى بيزيدونه!!
متى بيزيدونه لأني تعبت يا يبه!! 
وفجأة.. 
رحل أبو محمد.. 
ورحل معه جيل الكفاح والبناء والسواعد السمر.. 
رحل وفي قلبه أنين وحزن على عمر مضى وحلم التقدير الذي أصبح سراباً.. 
رحل وما زال جواب السؤال (متى بيزيدونه) حائراً بين الواقع والخيال. 
ودارت الأيام.. وتعالت الأصوات والمطالبات.. 
وكبار السن يسألون
والأرملة تسأل والمهجورة تسأل وأسرة السجين تسأل واليتيم سألني 
(متى بيزيدونه)
سؤال أحمله إلى المسؤول الأول عن زيادة راتب الشؤون أو الضمان الاجتماعي، سواء كانت وزارة الشؤون الاجتماعية أم المجلس الأعلى للأسرة..
إن فلسفة القانون تؤكد أن كرامة المواطن القطري فوق كل اعتبار، وأن قيادتنا تعمل على صون كرامة المواطن القطري المحتاج.
فهل هم ومن معهم الذين يستفيدون من راتب الشؤون سقطوا سهوا من خططكم واستراتيجيتكم المستقبلية؟!! 
هل المنتفعون من راتب الشؤون بكافة الفئات أصبحوا اليوم في طي النسيان؟!! 
هل 2200 سنة 2012 تكفي لميرة البيت حتى لو أسبوعين..؟ 
أين الجانب الإنساني؟! 
أين جانب التقدير ومراعاة الغير؟
هل كتب لهم الشقاء؟ 
هل كتب عليهم البؤس؟ 
تصلني اتصالات كثيرة تسأل (متى بيزيدونه)؟ 
وفعلا لا أجد الإجابة المقنعة لهم.. 
لأن الجواب الذي يصلني منكم (رفعنا مقترحاتنا) وننتظر الرد بالموافقة؟
وكنت أسمع هذه الإجابة من 2009 تقريباً. 
واليوم نحن في أواخر 2012. 
وما زال صاحب القرار لم يتخذ القرار المناسب. 
تخيلوا وضع 2250 شهرياً.. وبعدها.. ستعلمون مدى الوضع النفسي السيئ لهذه الفئات!! 
زيادة راتب الضمان اليوم أصبح حلم غالبية المستفيدين
الحياة غالية 
المتطلبات زادت 
العيال كبروا 
وكل شي حولينا يزيد 
وراتب شؤون.. محلك سر!! 
على فكرة.. 
صاحب القرار الكل متأكد من طيبته وحنكته وإحساسه بالآخرين.. والشواهد كثيرة..
ولكن.. يبقى السؤال الحائر (متى بيزيدونهم)؟ 
هذا ليس مطلب شخص أو شخصين أو عشرين أو خمسين، بل هو مطلب شعبي بضرورة شمولهم بالزيادة مراعاة للغلاء الفاحش الذي نعيشه هنا.. فهم أعتقد منسيون.. 
((فقد هرموا وهرمنا معهم))
وللعلم.. القانون رقم 38 لسنة 1995 بشأن الضمان الاجتماعي ((حفظ للمواطن القطري كرامته، وأغناه عن السؤال))!! 
خاصة الفئات التي ينطبق عليها هذا القانون الذي يتضمن 10 فئات، منها الأيتام، والأرامل، والمطلقات، والمسنون، وذوو الإعاقة، ومجهولو الأبوين، والأسر المحتاجة، وأسر السجناء، وأسر المفقودين، والأسر المهجورة. 
آخر وقفة: 
يا رب يزيدونه..
تتوقعون كم منتفعاً من راتب الشؤون دعا ربه؟ 
في صلاته وفي قيامه وفي مرضه وفي ضيقته!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق