ظاهرة «الأنا وبس» جديدة بدأت تطفو على السطح وتفوح رائحتها بسبب مساوئها أحياناً، ظاهرة استاء منها البعض وتضرر منها البعض، ولكن استفاد منها البعض الآخر.
إنها ظاهرة الغرور والثقة الزائدة بالنفس وبالرأي، التي لا تقبل النقاش أو التبرير، إنها بداية الانهيار الإداري..
اليوم في حياتنا اليومية نشاهد ونتابع في بعض الجهات ذلك المسؤول صاحب الرأي الأوحد الفاهم في كل شيء.. الإدارة والزراعة والخياطة والصناعة والاستيراد والولادة وكل شيء!!
فتجده لا يقبل بالرأي الآخر ولا بالرأي المقارب، ولا حتى أحياناً بالرأي المؤيد.. رأي «أنا وبس»!!
فهو لا يصلح لبرنامج «الاتجاه المعاكس».
ولا حتى لبرنامج «أكثر من رأي».
مسؤول في اجتماعه يأمر ويرفض ويقبل.
مسؤول لا يرى في حياته إلا نفسه.
مسؤول أتعب من حوله.
مسؤول جعل من المجتمعين معه يسألون: لماذا إذا نحن مجتمعون؟!
مسؤول.. سواء كان قراره صحيحاً أم خاطئاً فهو في نظره صحيح لا يحتمل الخطأ، ولا بد أن ينفذ مهما كانت النتائج!!
مسؤول يرى وجهه في المرآة فقط.
فكيف يمكن أن نتعاون أو نتفاهم معه؟
هو يرفض رأي الآخرين، ويرفض تعليقاتهم، ويرفض آراءهم.. متمسك برأيه معتمداً على خبرته وتجاربه السابقة، وتناسى أن اليوم غير الأمس، تناسى أن الحياة كل يوم هي في شأن. تناسى أن العلم الإداري يتطور فما هو مرفوض بالأمس أصبح مقبولاً اليوم.
تناسى أن هناك علوماً إدارية كثيرة أصبحت تدرس في الجامعات.
لذلك نرى للأسف بعض أداء أجهزتنا الحكومية دون المستوى المطلوب.
والسبب السيد «أنا وبس» صاحب الرأي الذي لا يحتمل الخطأ وإن أخطأ!!
آخر وقفة
السيد «أنا وبس» في يوم ما كان ينتقد أصحاب العقول المجمدة عبر الصحف، والتي لا تستمع للرأي الآخر.
ولكن اليوم وبعد أن تسلم زمام الأمور أصبح متجمد الرأي وجمد آراء كل من حواليه!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق