الخميس، 21 فبراير 2013

ضحايا تعميم الساعة 4!! 20-1-2013


مع إشراقة أشعة شمس هذا اليوم الأحد تنطلق اختبارات التقييم الثاني لجميع المراحل بالمدارس المستقلة ما عدا الصف الثاني عشر (الثالث الثانوي).

وكذلك سيبدأ الماراثون اليومي بين الاختبار والدراسة وشدة الأعصاب والبحث عن النجاح والتفوق والتميز.
وستبدأ من اليوم أيضاً فترة التصحيح لكل مادة يقدمها الطلاب من خلال لجان التصحيح في جو من السرية والشدة والرأفة.
فأمنياتنا لطلابنا بالتوفيق والنجاح والتميز، لتبدأ بعد ذلك إجازة منتصف العام (الربيع) ليرتاح الجميع (الطالب والمعلم والإداري).
ولكن لنتناول الموضوع من جانب آخر مهم، وهو ضحايا هذا الاختبار.. نعم لا تستغربون فلهذا الاختبار ضحايا ستعرفونهم..
إن ما دعاني إلى تناول هذا الموضوع هو (الرسالة التي وصلتني مساء أمس من إحدى المعلمات التي تعمل في مدرسة مستقلة) تحمل من خلال كلماتها همّاً كبيراًَ لمستقبل الضحايا:
«السيد الفاضل هل يحق لمديرة المدرسة بأن تعمم على المدرسات المكوث في المدرسة حتى الساعة الرابعة عصراً لتصحيح أوراق الاختبار، متجاهلة التزامات المدرسات ببيوتهن وحقوق الزوج والأبناء؟ أين حقوق الإنسان؟ وأين المجلس الأعلى؟ وما هو مستقبل أبناء المعلمات وما مصيرهم؟ أليس من حقهم وجود أمهاتهم بجانبهم في فترة الاختبارات؟ أم إنهم ضحايا التعميم؟».
أعتقد رسالة قوية وواضحة ولا بد أن نتأملها جيداً.
فأي عطاء ستقدمه المعلمة (الأم) في مدرستها، وهي تعرف في قرارة نفسها أنها ستقصر في حق بيتها فيجب أن تضحي ولكن بمن ستضحي؟ 
بأي نفسية ستمكث من 7 صباحاً حتى 4 عصراً بالمدرسة في يوم عمل شاق مجهد لن ينتهي بخروجها الساعة 4، ولكن سيبدأ مع دخولها البيت (تدريس الأبناء، ومراجعتهم لاختباراتهم، كذلك تحقيق متطلبات الزوج، ومن ثم متابعة شؤون البيت، إضافة إلى إنهاء بعض الأمور الخاصة بها) يعني انتحار حي «هل هذا ما تهدفون إليه يا سادة من تعميم الساعة 4؟».
ألم تفكروا في الأم المعلمة التي ينتظرها الأبناء والزوج، لتكون معهم، خاصة أيام الامتحانات؟!
هل سيرضيكم النتائج المتدنية التي سيحصل عليها أبناء المعلمة (الضحايا)؟ والسبب تعميم الساعة الرابعة وغياب الأم!
‏نعم هي فترة مؤقتة وستنتهي لم نختلف معكم، ولكنها فترة حرجة وفي غاية الأهمية أيضاً لأبناء المعلمة.
ألم تفكروا في ذلك يا سادة؟
إحدى المسؤولات قالت: «أنا كمسؤولة بإحدى المدارس لن أرهق أحداً وسأتبع ما يريح الجميع دون الرجوع لأحد، فدوام الطلاب لن يتجاوز العاشرة والنصف، يخصص بعد اللجنة حصة مراجعة ودعم للطلاب، وبعدها التصحيح مباشرة، على أن لا تتجاوز ساعات الدوام الرسمي، لازم نريح الجميع ليعطوا وينتجوا كما نريد، فحكمتي دائماً: اطلب المستطاع حتى تطاع».
جزاكِ الله خيراً أختي المسؤولة، وكثّر الله من أمثالك، فعلاً استطاعت أن ترتب العمل بإدارتها الناجحة ويسرت أمور معلماتها، والنتيجة إنجاز في العمل ونجاح في البيت.
كفو والله 



آخر وقفة 
المعلمة قبل أن تكون موظفة هي زوجة وأم ومربية أجيال، ونجاحها في عملها قد تصاحبه تضحيات في بيتها، فأرجو مراعاة ذلك وإلا ستكون هي.. الضحية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق