الخميس، 21 فبراير 2013

حمد..الأفعال قبل الأقوال 19-12-2012


كان الإعلان عن المسير الوطني السنوي الحدث الأهم في احتفالية الوطن بعرس الوطن، بمناسبة 18 من ديسمبر. فقد أعدت العدة له من ترتيب وتجهيز وإعلان وإعلام وتنبيه وتوجيه. 
إلى أن اقتربت المسافة والكل حرص على الحضور منذ الصباح الباكر، وحان موعد الانطلاق بعد وصول راعي الحفل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى.. 
وفعلاً انطلق المسير الوطني بكل تجهيزاته، بحضور قوي من القوات المشاركة، والتي كانت على أهبة الاستعداد، فهي فخر لنا جميعاً، وكالعادة انتهى المسير، وغادر سمو الأمير -حفظه الله- المنصة متوجهاً إلى موكبه، ولكنه فجأة.. 
نظر إلى جموع الشعب الذي حضر من أجله، ولكي يشاهد المسير الوطني.. نظر وفي داخله تواضع الحاكم.. وهنا فقط قرر قراراً تاريخياً في ذاته ولم يتوقعه أحد..
ترجل القائد متجهاً بحب الأب لأبنائه مشياً على أقدامه، وترك موكبه الرسمي، وقرر الذهاب هو في مسيرة سطرها التاريخ بأروع الكلمات، ذهب وفي داخله الحب لكل من جاء.. ورغم برودة الجو إلا أنه أصر أن يحتفل مع شعبه دون حواجز أو بروتوكول أو موانع. 
فابتسم ومشى بثقة شعبه له، وصافح الصغير قبل الكبير، وقبّل الطفل، ولم يتردد أن يتبادل الأحاديث البسيطة مع الجميع. 
أدمعت الأعين بهذا البادرة، والكل ينظر بحب وبشوق له.. فلم يرض سموه أن يترك موقع الحفل إلا ويرى عين الرضا على الجميع، فاتجه من هذا الجانب إلى الجانب الآخر بعد أن نزع البشت بكل تواضع. 
فقال أحدهم: 
حذفت بشتك يا حمد عز واجلال 
‏لأنك عظيم وقدرك أكبر من البشت‏
‏وحنا حذفنا لجلك شماغ وعقال 
‏عاشت قطر لك وانت يا أميرنا عشت
وهنا الكل ينتظر لحظة مصافحة سموه أو نظرة منه أو ابتسامة أو ضحكة محياه الجميلة، ولا ننسى صورة ذلك العامل عندما رفع يده ملوحاً للسلام على سموه، فبادله الأب الحنون التحية والابتسامة. 
وكما لا ننسى صورة ذلك الشاب الذي نزل ورفع الوشاح لوضعه على أكتاف القائد فانحنى سموه في بادرة أذهلت الجميع، ولبس الوشاح وهو مبتسم، فكانت ابتسامته حباً واطمئناناً وتواضعاً لشعبه، وشعبه أحبه حباً لم يحبه شعب آخر لحاكمه.
فعلاً بدت الدوحة صباح أمس أجمل من أي وقت مضى، ويومها فقط شعرنا بالجمالية الفائقة لكورنيش الدوحة بعد تشرفه بسير الأمير. 
فأنت عنوان الأفعال قبل الأقوال يا سمو الأمير.. فلا يستطيع اللسان الكلام، ولكن هنا نقول.. من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين.. وأنا أشهد أن ربي ارفعك يابو مشعل. 
آخر وقفة
صدقت الشيخة (نجلة بنت أحمد آل ثاني) عندما عبرت عن مشاعر كل من شاهد هذا الحدث الكبير في نفوسنا جميعاً.. ((ولدي حسن.. من البكي ما توقفت دموعي وأنا أشاهد الوالد الأمير يمشي بين جموع شعبه.. الله يطول بعمره.. ويحفظه.. رددوا آمين)). 
آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق