الخميس، 21 فبراير 2013

المشتبه به! 5-2-2013


قرأنا بالأمس عبر صحفنا المحلية خبر "تحويل 88 حالة اشتباه بالسرطان اكتشفتها المراكز الصحية خلال شهر!!" طبعاً الخبر بحد ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً يحسب لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتفعيل برنامج الكشف المبكر عن السرطان. 
ونحن بدورنا لا بد أن نوجه لهم الشكر الجزيل صراحة لما فيه من فائدة في تشخيص واكتشاف وعلاج المرض منذ بدايته. 
.. ولكن.. 
لا تتصوروا حالة الخوف والهلع التي أصابت معظم من قرأ هذا الخبر، خاصة أنه تضمن أن أي حالة يتم الاشتباه بها يتم تحويلها مباشرة إلى مستشفى حمد، وخلال 48 ساعة تتم مقابلة الطبيب المختص للتشخيص. 
هل تعرفون كم شخصاً اليوم تردد بالذهاب إلى المركز الصحي بعد قراءة هذا الخبر؟ 
هل تعرفون كم شخصاً أصابته الصدمة من جراء تحويله لمستشفى حمد لمجرد الاشتباه؟
هل تعرفون كم هي طويلة تلك الساعات الـ 48 التي ينتظرها المشتبه به إلى أن يقابل الطبيب المختص حتى يسمع منه هل هو مصاب أم لا؟ 
هل تعرفون ما معنى جملة سيتم تحويلك إلى حمد، لأننا مشتبهون بإصابتك بالسرطان؟ 
أرجوكم اسألوا الـ 88 حالة التي تم الاشتباه بها خلال الشهر الماضي، ما هي مشاعركم لحظة إبلاغكم؟! 
أرجوكم اسألوهم عن وضعهم النفسي الذي مروا فيه إلى أن تمت مقابلة الطبيب؟ 
أنا هنا لا أريد أن أنتقد هذا الإجراء الذي يأتي كإجراء احترازي ووقائي، ولكن أدعو هنا إلى وجود آلية معينة من خلالها يتم الأمر بتقبل ورضا دون هلع أو خوف سواء الاستعانة باختصاصي اجتماعي أو نفسي أو طبيب للأسرة يكون له دور أكبر في التدخل. 

آخر وقفة 
هذا المرض يعتبره البعض بداية النهاية، ومجرد الاشتباه بمريض أنه مصاب هذا بحد ذاته موت بطيء ومرض ووسواس، فأرجوكم أحسنوا اختيار طريقة إبلاغ المشتبه به.. فهو إنسان كان يدعو.. كفانا الله شر هذا المرض.. اللهم آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق