الخميس، 21 فبراير 2013

كرسي وقلم 3-2-2013


نقرأ ونسمع ونرى يومياً عن تعيينات جديدة وإقالات واستحداثات لمناصب في معظم الأجهزة الحكومية أو الخاصة، سواء في الصف الأول أو الثاني أو حتى الثالث، بهدف التطوير والارتقاء بالأداء اليومي لهذه الجهة أو تلك، وبالتالي هذا سيعود إيجابياً على الموظف والمراجع والمجتمع.
ولكن ما نشاهده اليوم في بعض هذه الجهات أن هناك نوعين من المسؤولين على كرسي القيادة:
مسؤول طموح للارتقاء،، والشواهد كثيرة والحمد لله.
ومسؤول آخر نستطيع أن نوصفه بـ «محلك سر»!! .
نعم محلك سر، فلا تستغرب عزيزي القارئ.. فهذا المسؤول صاحب الإحساس المتبلد لم يغير ولم يطور ولم يتعب ويبحث ويسأل ويقرأ من أجل إيجاد أفضل السبل لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ولكنه ما إن يجلس على كرسي السلطة، وأيا كانت درجته، فتجد همه الأول والأخير التوقيع تحت اسمه فقط تخيلوا!! نعم أصبح هذا همه الوحيد!!
أما عن آلية وديناميكية سير العمل اليومي فنجد شعاره «لنكمل مسيرة أسلافي!!»، فكيف بالله سنرتقي ونتقدم وننافس وهذه العقلية موجودة بيننا على كرسي السلطة.
ونجد أنه لا هم له سوى أن تتلمع صوره في الصحف والمجلات، وتكمن فرحته حين يرى توقيعه أسفل اسمه على الكتب الرسمية! وحين تسأله أين التطور؟ أين التجديد؟ أين الفكر؟ فتجد الإجابات التي حفظناها دائماً «وين الميزانية؟ أو ما يخلونا المسؤولين!!». أستغرب بالله كيف تم اختيار هذا المسؤول، وعلى أي أساس ومعايير تم ذلك؟ 
نعم أحياناً العلاقة الشخصية تتدخل، ولكن هناك أسس للقيادة يجب أن لا نغفل عنها، فالقائد الإداري المتمتع بالكفاءة والقدرة والمعرفة والسمات الشخصية والقيادية (ورغم صعوبة إيجاده) إلا أنه يعتبر المؤهل لممارسة أدواره الأساسية في القيادة، مستخدماً أدوات النجاح المتاحة في جهته بفعالية، وهذه الأدوار كفيلة بالوصول إلى تحقيق الخطط والأهداف المبتغاة.. من خلال وضع استراتيجية ناجحة.
من هنا على كل مسؤول اليوم جالس على كرسي السلطة وبين يديه قلم التوقيع.
أن يسأل نفسه سؤالين لا غير..
السؤال الأول: ماذا قدمت منذ أن توليت هذا المنصب؟ 
السؤال الثاني: وماذا سأقدم مستقبلاً؟ 
أرجو أن تكون إجابات صريحة بدون زيف..
وبعدها أنت من سيحدد هل أجلس وأكمل المشوار أم أغادر وأترك الكرسي وقلم التوقيع لمن هو يستحق أن يكون مكاني!!

آخر وقفة:
«لنكمل مسيرة أسلافي» شعار يتكرر كثيراً هذه الأيام من قبل بعض المسؤولين، ولكن هذا الشعار اليوم لا يتوافق مع مسيرة التنمية والبناء والتطور السريع الذي تشهده دولة قطر.. فيا عزيزي المسؤول إما أن تساير خطانا بلا تكاسل، وإما أن تترك القلم والكرسي لغيرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق