الخميس، 21 فبراير 2013

وبكت الطفلة!!31-1-2012


اتصل بي أحد الأصدقاء وهو في حالة ضيق شديد ويقول: شاءت الأقدار يوم السبت الماضي أن اصطحب أبنائي إلى أحد المجمعات التجارية بهدف التخفيف عنهم بعد أسبوع شاق من الدراسة والاختبارات. وصعدنا إلى الدور العلوي للذهاب إلى مركز الألعاب رغبة منهم للعب واللهو ساعة قبل موعد الغداء. 
وفعلا صعدنا ووصلنا وكان المكان شبه خالٍ إلا من بعض الخدم والأطفال الذين لا يتعدون أصابع اليد. 
دخل أطفالي فرحين سعيدين والحمد لله وانتشروا في أرجاء المكان والأمور طيبة.. فبحثت عن مكان قريب أجلس فيه لمتابعة أبنائي فوجدت كوفي شوب صغيرا داخل الملاهي فجلست أتصفح الجريدة. 
وبعد قليل فجأة جاء أحد أبنائي وعلامات الرهبة والخوف على وجهه، فاستغربت منه وسألته ما به. فقال لي: انظر إلى تلك الطفلة والخادمة. 
فقلت: نعم، ما بهما؟ 
قال: هذه الخادمة ضربت الطفلة على وجهها وقامت تبكي. 
والله يا جماعة الخير انتفضت من مكاني وانطلقت مسرعا فوجدت ما لم أتمنى أن أشاهده.. مجموعة خادمات تقريبا 5 ومعهن 3 أطفال وفي الوسط بينهن الطفلة.
وأشاهد واحدة منهن تصرخ في وجه الطفلة التي تبكي خوفا منها، والخادمات الأخريات يضحكن على الطفلة البريئة المسكينة. 
فسألت ابني فقال لي هذه هي الطفلة، وهذه هي الخادمة وأشار إلى واحدة أخرى. فسألتها: لماذا تضربين الطفلة على وجهها؟ 
قالت: «أنا ما في خدامة مال هيا». 
قلت: طيب ليش تصرخين في وجهها والطفلة خائفة منك؟
طبعا ادعت عدم الفهم والغباء 
فعدت لخادمتها التي أشار إليها ابني.. وسألتها لماذا تضربين الطفلة؟ 
قالت: لا أنا ما ضربتها. 
فسألت ابني فوجدته يحلف أنه شاهدها وهي تضرب الطفلة على يدها وعلى وجهها. ورفض ابني أن يتحرك من المكان حتى أستدعي الشرطة. المهم حاولت أستفهم منها عن اسم الكفيل فقالت إنه مسافر إلى بريطانيا.. وسألت عن أم الطفلة فقالت لا أدري!! 
فما كان مني غير أن وبختها بصوت عالٍ دفاعاً عن الطفلة وبهدف لفت نظر رجال الأمن أو الأم إذا كانت بالقرب منا..
ولكن للأسف لم يُحرك أحد ساكنا لأنهم من نفس الجنسية الآسيوية، فاضطررت أن أراقب الطفلة وأراقب أبنائي إلى أن يأتي أحد للطفلة أو يتصل بالخادمة هاتفيا ولكن للأسف أيضاً.. وبعد مرور ساعة تقريبا بدأ الأبناء بالتململ رغبة منهم في العودة للبيت.. فأخذتهم بتأنٍّ وخرجت ببطء ونزلت الدرج وأنا أبحث عن رجل أمن أو الأم التي تركت طفلتها بيد من لا تخاف الله أو حتى أي مسؤول في المجمع ولكن للأسف لم أجد أحدا إلا من نفس الجنسية!!
فسألني ابني سؤالا هزني: «يبا فيه أم تخلي بنتها مع خدامة مثل هذه والخدامة تضربها؟ والله كسرت خاطري يبا.
وانتهت المكالمة معه، ولكنها لم تنتهِ بداخلي حيث القهر من تلك الأم التي ارتضت أن تترك طفلتها بيد من لا تخاف الله. 
تضايقت من الخدم الذين اعتمدنا عليهم في كل شيء حتى في إجازة نهاية الأسبوع مع عيالنا!! 
حزنت على تلك الطفلة التي واجهت من العذاب والألم النفسي والبدني ما لا طاقة لها به وللأسف من دون أن يفزع لها أحد.
وسألت نفسي: تلك الخادمة تجرأت على تلك الطفلة بهذه الطريقة في مكان عام.. فكيف هو الحال في البيت في الفترة الصباحية لو كانت الأم موظفة مثلا؟ 
فحذاري منهم يا أخوات فهم أمانه في أعناقكم.. 
تنبيه للأمهات 
لا يغركن ابتسامة الخادمة لك وحنانها على طفلتك؛ فشتان شتان بين دموع الفرح ودموع التماسيح. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق