الخميس، 21 فبراير 2013

رجال قطر 29-5-2012


تشاء الأقدار أن أكون متواجداً في طوارئ حمد لحظة الفاجعة، 
وكم هي فاجعة بمعنى الكلمة.. 
حريق مجمع فيلاجيو والضحايا الأطفال والكبار كارثة إنسانية كبيرة حلت علينا في دولة الأمن والأمان، وكان ضحيتها أطفال في عمر الزهور، رأيت بأم عيني فاجعة الأسر بأبنائها، ورأيت بأم عيني الألم والخوف والرجاء. 
كم هي لحظات صعبة مرت على كل من كان في موقع الحدث! طوارئ حمد استنفرت كل طاقتها الاستيعابية، فأعدت العدة لانتظار المخيف القادم. 
رجال الإسعاف استنفروا وكانوا على قدم وساق في الموقع. رجال الدفاع المدني -وعزاؤنا لضحاياهم في هذا الحريق- كانوا رجالاً على قدر المسؤولية. 
إدارات الدولة من أمن وإسعاف ومطافئ كانوا كالرجل الواحد في مواجهة هذه الفاجعة، فعلاً فاجعة وحّدت كل أهل قطر حولها.. الكل يسأل والكل يتساءل والكل يود أن يعرف الحقيقة. 
كما أود أن أشيد هنا وبأمانة بالدور الإيجابي للطاقم الطبي والإداري والتأهيلي بطوارئ مؤسسة حمد الطبية في التعامل مع أسر الضحايا، وكيف استطاعوا السيطرة على وقع الفاجعة على الأسر. 
وأوجه عتابي هنا على من تناقل الأخبار وروج الإشاعات، وكأنها مادة دسمة، كل يزيد على راحته. 
أعتب هنا على من أرسل النكت والاستهزاء بالفاجعة. 
وأقول لهم يا ليتكم كنتم في الطوارئ ورأيتم بأعينكم البكاء والصراخ والعويل، لكنتم ضحكتم قليلاً وبكيتم كثيراً. فأرجوكم كونوا على قدر من المسؤولية مثل رجال قطر. 
شكراً الدفاع المدني. 
شكراً المرور ولخويا. 
شكراً للفزعة والجهات الأمنية. 
شكراً طوارئ حمد. 
شكراً لكل قلب صادق أحس بالمسؤولية وشارك. 
كنتم يداً واحدة. 
كنتم كالبنيان المرصوص. 
فكنتم رجال قطر. 
ولا ننسى أن نتقدم لأسر الضحايا بالعزاء على مصابهم الجلل.

آخر وقفة 
لا أستطيع أن أنسى الصورة التي لم تفارق عيني، وهي: عندما أبلغوا إحدى الأخوات خبر وفاة ابنها الوحيد وفلذة كبدها في الحريق كيف احتسبت مصابها وقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون. 
حفظ الله قطر، وحفظ شعبها، وكل من يعيش معنا، واللهم لا اعتراض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق