الخميس، 21 فبراير 2013

«تدفع كام»!! 21-2-2012



في الوقت الذي تحولت فيه دولة قطر إلى ورشة عمل لا تهدأ ليل نهار، تجد هناك من يتربح بطريقة غير مشروعة مستغلا حاجة هؤلاء لهؤلاء!!
نعم نقولها ولنكن صرحاء أمام أنفسنا ولا نخجل أو نتهرب من قول الحقيقة. فكم ظالم ومظلوم أصبحا من وراء هذه النهضة العمرانية في دولة قطر!
أعتقد أن الكل يتساءل: ما يقصد حسن الساعي بمن وراء هؤلاء؟! من أقصدهم يا سادة يا كرام العمال الفئة المظلومة، أما الظالم فبعض الطامعين منهم؟
فكل مشروع عمراني يحتاج إلى عمالة ماهرة تنفذه حسب المخطط الموضوع لها، وهذه العمالة الماهرة كي تستخدمها لا بد من جلبها من بلدها الأم، وهذا أمر أصبح اليوم طبيعيا، لكن هناك من يتربح من وراء ذلك الآلاف المؤلفة، بدون النظر إلى الجانب الإنساني، فيحدث ما يلي:
تتقدم إلى أحد المكاتب لجلب عدد 20 عاملا من الدولة الفلانية، فيطلب منك بعض الأوراق والتفاصيل وخلافه، ويعدك أنه خلال شهر يكونون في موقع العمل عندك فتفرح وتبدأ بإعداد الغرف الخاصة بهم لأنك مواطن صالح تخاف الله في هذه الفئة، ولكن بعد مرور الشهر وما أن يصل العمال على التوالي ويبدؤون العمل إلا تجد حالتهم النفسية سيئة للغاية، وعند سؤالهم ما السبب، تجد أن هذا مديون وهذا رهن بيته وذاك رهن ذهب زوجته وهذا استسلف من صديقه فتظن يا صاحب القلب الطيب أن هذه ظروف الحياة، فالكل يقف مع الآخر، ولكن الحقيقة غير الخيال أن هؤلاء «المظلومين» قد دفعوا مبلغا يصل إلى أكثر من 10000 ريال قطري للوسيط نظير شراء التأشيرة، بغض النظر عن مهارته أو مهنيته، فمن يدفع يسافر، ومن لا يدفع يجلس ينتظر!! يعني بصريح العبارة «تدفع كام»؟
نعم يا سادة هذا ما يحصل، التأشيرة التي تستلمها أنت من مبنى الجوازات نظير رسوم بسيطة تتحول بقدرة قادر إلى منجم ذهب لمن يريد التربح الحرام «الظالم»، فكم سمعنا من مآسٍ ومواقف إنسانية حصلت مع هؤلاء المساكين الذين كان حلم حياتهم ستر بيوتهم وأبناءهم وزوجاتهم، ولكن جشع التربح اللإنساني حوّل حياتهم إلى ناس مطاردين من الديّانة، فالكل يطلب مبلغ الدين وحجتهم أن زوجك «بيشتغل في الخليج»!!
ولا يخفى عليكم الآثار النفسية من جراء ذلك، وما قد تتبعه من تصرفات سلبية على البيئة المحيطة بالعامل الذي في ظنه أن «الطفيل القطري» هو من أخذ هذه المبالغ!!
فهل هذا يرضيكم؟! هل هذا معقول أن تصل سمعة التاجر القطري إلى هذا المستوى تحت بند «تدفع كام وتروح قطر»!!
قطر البلد المحب للسلام، وشعبه المسالم الذي لا يرضي بالظلم، أيعقل أن «بعض طيور الظلام» يتربحون حراما بتلويث سمعتنا؟!
أحد الإخوة كتب في «تويتر» أمس عن شخص من المغرب العربي اشترى فيزا عمل بمبلغ 25 ألف ريال من إحدى الشركات، فكان ضحية نصب كبيرة.
وحدثني أحد الأصدقاء عن تجربة مرّ بها لأول مرة في حياته في مجال المقاولات، عندما ذهب لاستقدام عمالة عبر مكتب رسمي، وبعد الإجراءات وقبل وصول الدفعة الأولى يقول: ذهبت أسأل عن موعد وصولهم فوجدت الأخ الموظف في المكتب يستخرج «حزمة مالية» تغري العين وأعطاني إياها وقال لي هذه دفعة والباقي عند وصولهم، فاستغربت لماذا أعطاني المبلغ، والمفترض أنني أنا من يعطيه (مثل خدم المنازل)، لكنه قال لي: «والله هذا اللي بعثة السمسار»!! وطلب مني إخفاءها بسرعة!!
سرقة وجشع وتصرف لا مسؤول.. لا يمثلنا نحن المواطنين، فالحمدالله من تربى على الدين والأخلاق لا يقبل استغلال حاجة هؤلاء الضعفاء في الأرض من أجل التربح السريع، لذلك نطالب الجهات المعنية محاربة هذه الفئة الدخيلة على وطننا، ووضع شروط صارمة، والتعامل معهم وفق قوانين تحمي جميع الأطراف وإلا سنجد «تدفع كام؟» هي اللغة السائدة في هذه السوق.
آخر خبر، والعهدة على الراوي: 12/12/2012 الموعد المحدد لافتتاح المرحلة الأولى من مراحل مطار الدوحة الدولي الجديد الذي طال انتظاره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق